"الزعيم الأوحد"

هيمنة نتنياهو في انتخابات الليكود لن تمنع عواصف قضائية وسياسية قادمة

بن يامين نتنياهو . رئيس حكومة الاحتلال
بن يامين نتنياهو . رئيس حكومة الاحتلال

 

القدس المحتلة - زوايا

أُعيد انتخاب بنيامين نتنياهو رئيسًا لحزب الليكود بالتزكية في 6 نوفمبر 2025، دون مواجهة أي منافس، وذلك قبل عام تقريبًا من الانتخابات المقررة في 27 أكتوبر 2026. يأتي هذا التطور في سياق سياسي معقد يتسم بمحاكمة نتنياهو المستمرة في ثلاث قضايا فساد، وتداعيات أحداث 7 أكتوبر، والاستقطاب السياسي المتزايد.

أولًا: الدلالات الداخلية للحزب

تعزيز الهيمنة الشخصية: غياب أي منافس يعكس سيطرة نتنياهو المطلقة على حزب الليكود، ويؤكد نجاحه في إخماد أي معارضة داخلية محتملة. هذا الاصطفاف يمنحه موقفًا تفاوضيًا قويًا في أي ترتيبات ائتلافية مستقبلية.

تجنب الانقسام: الإجماع على عدم الترشح ضد نتنياهو يشير إلى قرار استراتيجي من قيادات الليكود بتجنب حرب داخلية قد تُضعف الحزب قبل استحقاق انتخابي حاسم، خاصة في ظل المنافسة المتوقعة من أحزاب جديدة كـ"بينيت 2026".

الحملة المنسقة: المطالبة الجماعية من وزراء الليكود بوقف محاكمة نتنياهو تعكس استراتيجية ممنهجة لحشد الدعم الداخلي وتصوير المحاكمة كمؤامرة سياسية، مما يعزز موقفه الشعبي داخل قاعدة الحزب.

ثانيًا: التحديات والضغوطات

الملف القضائي رغم قوته الحزبية، يواجه نتنياهو ثلاث قضايا فساد جسيمة قد تهدد مستقبله السياسي في حال صدور إدانة نهائية. استمرار المحاكمة سيبقى سيفًا مسلطًا على رأسه طوال الفترة المقبلة.

إخفاق 7 أكتوبر: المطالب المتزايدة بالتحقيق في الإخفاقات الأمنية تشكل عبئًا سياسيًا ثقيلًا، قد يستثمره خصومه السياسيون لتشويه صورته كضامن للأمن القومي.

المنافسة الانتخابية: ظهور قوى سياسية جديدة، خاصة حزب نفتالي بينيت المرتقب، يُنذر بمعركة انتخابية شرسة قد تُفقد الليكود جزءًا من قاعدته اليمينية.

ثالثًا: الاستراتيجية الانتخابية المحتملة

الخطاب المتوقع: يُرجح أن يرتكز نتنياهو على ثلاثة محاور رئيسية:

  • التركيز على "الإنجازات الأمنية" ومحاربة "التهديدات الإيرانية"
  • الدفع باتجاه "الإصلاح القضائي" وتصوير القضاء كمؤسسة منحازة
  • تقديم نفسه كـ"الزعيم القوي" الوحيد القادر على قيادة إسرائيل في المرحلة الحرجة

استثمار التزكية: ستُستخدم إعادة الانتخاب بالتزكية كدليل على "الثقة الشعبية" و"الإجماع الوطني" حول قيادته، في محاولة لتحييد تأثير المحاكمة.

السيناريوهات المحتملة

السيناريو الأول: الاستمرارية

نجاح نتنياهو في تأجيل أي إدانة قضائية حتى ما بعد الانتخابات، وتشكيل ائتلاف يميني متماسك يمكّنه من الاستمرار في السلطة، مع محاولات تشريعية لتحصين نفسه قضائيًا.

السيناريو الثاني: التآكل التدريجي

فشل نتنياهو في تحقيق أغلبية واضحة بسبب نزيف الأصوات لصالح أحزاب يمينية جديدة، ما يدفعه لتشكيل ائتلاف ضعيف أو دخول مرحلة من الجمود السياسي.

السيناريو الثالث: السقوط القضائي

تسريع إجراءات المحاكمة وصدور إدانة مبكرة تجبره على التنحي قبل الانتخابات، مما يفتح الباب لصراع خلافة داخل الليكود.

الخلاصة والتوقعات

إعادة انتخاب نتنياهو بالتزكية تُمثل انتصارًا تكتيكيًا يعزز موقعه الحزبي، لكنها لا تحل التحديات الكبرى التي يواجهها. النجاح الانتخابي المقبل سيعتمد على قدرته على:

  1. إدارة الملف القضائي دون أن يتحول إلى عائق انتخابي فاصل
  2. احتواء التداعيات السياسية لإخفاقات 7 أكتوبر
  3. مواجهة المنافسة اليمينية الجديدة دون خسارة قاعدته التقليدية
  4. الحفاظ على تماسك الائتلاف الحالي حتى موعد الانتخابات

المشهد السياسي الإسرائيلي يتجه نحو مزيد من الاستقطاب والصراع، مع احتمالية كبيرة لاستمرار حالة عدم الاستقرار الحكومي بغض النظر عن نتائج الانتخابات المقبلة.

 

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo