"القنبلة الموقوتة"

الخطة الإسرائيلية السرية لتفجير خريطة الشرق الأوسط رداً على الاعتراف بفلسطين؟

نتنياهو
نتنياهو

يشهد المشهد الدولي تحولاً جذرياً في التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث تتجه موجة متزايدة من الدول نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية. في مواجهة هذا التحدي الاستراتيجي، عقدت إسرائيل اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن القومي في 18 أغسطس 2025، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لبحث كيفية التعامل مع هذه التطورات.

الاستجابة الإسرائيلية: بين التصعيد والردع

خيارات التصعيد الاستراتيجي

طرح الاجتماع الإسرائيلي خيارات تصعيدية جذرية، أبرزها:

  • فرض السيادة على الضفة الغربية: خطوة من شأنها تغيير الوقائع على الأرض بشكل لا رجعة فيه
  • إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس: رد مباشر على الإعلان الفرنسي، يهدف لرفع تكلفة الاعتراف بفلسطين

الرسائل الاستراتيجية

تسعى إسرائيل لإرسال رسائل متعددة الطبقات:

  • رسالة الردع: أن الاعتراف الأحادي بفلسطين سيواجه بردود فعل تصعيدية تزيد من تعقيد الوضع
  • رسالة التحدي: استعداد لتصعيد الموقف حتى لو أدى ذلك لمزيد من العزلة الدولية
  • رسالة إعادة التعريف: محاولة إعادة تعريف النقاش من "حقوق فلسطينية" إلى "متطلبات أمنية إسرائيلية"

السياق الدولي المتغير

موجة الاعتراف الدولي

تشير التقارير إلى إعلان 15 دولة رسمياً عن خطط للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما يشمل:

  • القوى الأوروبية الكبرى: فرنسا وبريطانيا
  • القوى الغربية المتوسطة: أستراليا وكندا
  • التحول الألماني المفاجئ: وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل في 8 أغسطس
  • التداعيات على التحالف الاستراتيجي الإسرائيلي

التحول الألماني يمثل نقطة تحول خطيرة، حيث تُعد ألمانيا:

  • أهم دولة في الاتحاد الأوروبي
  • ثاني أكبر مصدر للسلاح لإسرائيل
  • الداعم التاريخي الأقوى لإسرائيل في أوروبا
  • التحليل الاستراتيجي للموقف الإسرائيلي

نظرية "إعادة رسم حدود الممكن"

تتبنى إسرائيل استراتيجية تهدف إلى:

  • تغيير قواعد اللعبة الدولية من خلال فرض وقائع جديدة
  • إجبار المجتمع الدولي على التعامل مع "حقائق جديدة" بدلاً من المطالب الفلسطينية
  • تحويل النقاش من الحقوق إلى الأمن والاستقرار
  • السردية المضادة الإسرائيلية

تطور إسرائيل سردية تقوم على:

  • عدم أهلية السلطة الفلسطينية: وصفها بأنها "تفتقر للحد الأدنى من مقومات الدولة"
  • المخاطر الأمنية: ربط الاعتراف بفلسطين بتهديدات أمنية مباشرة
  • فشل المفاوضات: اعتبار الاعتراف الأحادي تقويضاً لعملية السلام

البديل الإسرائيلي: الحكم الذاتي المحدود

تتزايد الأصوات الإسرائيلية المؤيدة لـ:

  • "الحكم الذاتي" بدلاً من الدولة المستقلة
  • سيطرة إسرائيلية على الأمن والحدود
  • تقييد السيادة الفلسطينية في القضايا الحساسة
  • تقدير التداعيات المحتملة

سيناريو التصعيد الإسرائيلي

المحركات:

  • الضغط السياسي الداخلي من اليمين الإسرائيلي
  • الرغبة في تغيير قواعد اللعبة قبل اكتمال موجة الاعتراف
  • الاعتقاد بأن التصعيد قد يردع دولاً أخرى

التداعيات:

  • تدهور شديد في العلاقات مع أوروبا
  • تسارع موجة الاعتراف الدولي بفلسطين
  • مزيد من العزلة الدولية لإسرائيل

سيناريو الردود المحسوبة

المحركات:

  • الحاجة لتوازن بين الرد والحفاظ على العلاقات
  • ضغوط أمريكية لعدم التصعيد
  • إدراك محدودية الخيارات العملية

التداعيات:

  • ردود رمزية مثل إغلاق قنصليات محددة
  • تشديد إجراءات أمنية واقتصادية
  • حملة دبلوماسية مضادة

سيناريو التراجع التكتيكي

المحركات:

  • ضغوط دولية قوية
  • حسابات التكلفة والفائدة
  • تقدير أن التصعيد سيأتي بنتائج عكسية

التداعيات:

  • البحث عن حلول دبلوماسية
  • تقديم تنازلات محدودة لوقف موجة الاعتراف
  • إعادة تقييم الاستراتيجية طويلة الأمد

المخاطر والفرص

المخاطر الإسرائيلية

  • تسارع العزلة الدولية: قد يؤدي التصعيد لمزيد من العزلة
  • فقدان الدعم الأوروبي: تآكل التحالف الاستراتيجي مع أوروبا
  • التأثير على الاقتصاد: عقوبات اقتصادية محتملة

تراجع الأمن: زعزعة الاستقرار الإقليمي

الفرص المحتملة

  • تغيير قواعد اللعبة: فرض واقع جديد يصعب تجاهله
  • ردع الاعتراف: منع دول أخرى من الانضمام لموجة الاعتراف
  • تعزيز المساومة: استخدام التصعيد كورقة في مفاوضات مستقبلية

السيناريو الأكثر ترجيحاً والتوصيات

السيناريو المرجح: التصعيد المحسوب (45% احتمالية)

من المرجح أن تتبع إسرائيل استراتيجية تصعيد محسوبة تشمل:

  • خطوات رمزية مثل إغلاق بعض القنصليات
  • تشديد إجراءات أمنية في الضفة الغربية
  • تسريع أنشطة الاستيطان
  • حملة دبلوماسية مكثفة لمواجهة موجة الاعتراف

التوصيات للأطراف المعنية

للمجتمع الدولي:

  • الاستعداد لردود فعل إسرائيلية تصعيدية
  • تطوير آليات لحماية العملية الدبلوماسية
  • التنسيق بين الدول المعترفة لتقليل التكلفة

للسلطة الفلسطينية:

  • الاستعداد لتدهور الأوضاع على الأرض
  • تعزيز التنسيق مع الداعمين الدوليين
  • تطوير خطط طوارئ للتعامل مع التصعيد الإسرائيلي

الخلاصة

تواجه إسرائيل أزمة دبلوماسية حقيقية مع تزايد موجة الاعتراف الدولي بفلسطين. الاستجابة الإسرائيلية، كما تكشفها مداولات الاجتماع الطارئ، تشير إلى استراتيجية تصعيدية تهدف لتغيير قواعد اللعبة. هذا التوجه، رغم منطقه من وجهة نظر إسرائيلية، قد يؤدي لمزيد من العزلة الدولية وتعقيد المشهد الإقليمي.

النتيجة المحتملة هي دخول المنطقة في مرحلة جديدة من التوتر، حيث تصطدم الإرادة الإسرائيلية في فرض الوقائع مع التحولات الجذرية في المواقف الدولية. هذا التطور يتطلب حكمة دولية لتجنب انزلاق المنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار، مع الحاجة لإيجاد صيغ جديدة تحقق التوازن بين الحقوق المشروعة والواقعيات السياسية.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo