الخيارات الحمراء

تقدير موقف: نتنياهو وغزة بين الاحتلال الكامل أو الحل الشامل

نتنياهو وقادة الجيش
نتنياهو وقادة الجيش

تحول خطير

تشهد الإستراتيجية الأمريكية-الإسرائيلية في غزة نقطة تحول حاسمة، حيث تتزايد المؤشرات على فشل النهج الحالي في تحقيق أهدافه المعلنة، مما يدفع كلا الطرفين نحو إعادة تقييم جذرية للخيارات المتاحة. هذا التحول يأتي في ظل تصاعد الضغوط السياسية الداخلية ومأزق التفاوض مع حماس.

فشل الإستراتيجية الحالية

يظهر التحليل أن الإستراتيجية المتبعة خلال الأشهر الستة الماضية، والتي منحت نتنياهو حرية شبه كاملة في العمليات العسكرية، لم تحقق النتائج المرجوة. فعلى الرغم من التصعيد العسكري المستمر والسيطرة على 75% من قطاع غزة، لم يتم القضاء على حماس أو تحرير الرهائن.

انهيار المفاوضات

يشكل انهيار محادثات وقف إطلاق النار العامل المحفز لإعادة التفكير في النهج الأمريكي، حيث بدأت إدارة ترمب في الاعتراف الضمني بعدم جدوى الاستراتيجية الحالية.

تحليل المواقف

الموقف الأمريكي

التحول في التوجه: تبدي إدارة ترمب استعداداً لتغيير جذري في التعاطي مع ملف غزة، حيث يؤكد وزير الخارجية روبيو ضرورة "إعادة التفكير بشكل جدي للغاية" وتقديم "خيارات جديدة للرئيس".

رفض النهج المرحلي: تظهر المصادر أن الإدارة الأمريكية لم تكن مقتنعة بالنهج المرحلي الذي تبناه بايدن ونتنياهو، وتفضل حلاً شاملاً منذ البداية، لكنها تبنت النهج المرحلي لأسباب سياسية داخلية إسرائيلية.

الموقف الإسرائيلي

عدم وضوح الإستراتيجية: يعاني الموقف الإسرائيلي من غموض واضح، حيث يتحدث نتنياهو عن "بدائل" لاستعادة الرهائن دون توضيح طبيعتها أو تفاصيلها، حتى للمؤسسة الدفاعية الإسرائيلية.

الانقسام الداخلي: يظهر تباين في الرؤى بين القيادة السياسية والعسكرية، حيث يحصر رئيس الأركان الخيارات في سيناريوهين فقط: الاحتلال الكامل أو استمرار الوضع الحالي.

الخيارات المطروحة

الخيارات العسكرية

  • الاحتلال الكامل لقطاع غزة: يتضمن مخاطر عالية على حياة الرهائن ويتطلب التزاماً طويل المدى.
  • التطويق والحصار الشامل: كبديل أقل تكلفة لكن غير مضمون النتائج.
  • العمليات الكوماندوز بدعم أمريكي: خيار محدود التأثير ومرتفع المخاطر.

الخيارات الدبلوماسية

  • الضغط على الوسطاء الإقليميين: استهداف قطر ومصر وتركيا لطرد قادة حماس.
  • التفاوض المباشر الأمريكي: إمكانية تفاهمات مباشرة مع حماس لتحرير المحتجزين الأمريكيين.
  • الحل الشامل: اتفاق نهائي يشمل إنهاء الحرب وإطلاق جميع الرهائن.

الاستنتاجات

المؤشرات الرئيسية

  • تزايد الضغوط الداخلية: على كلا الطرفين لإيجاد حل سريع وفعال.
  • فشل الاستراتيجية الحالية: في تحقيق أهدافها المعلنة رغم الحرية الواسعة المعطاة لإسرائيل.
  • الحاجة لإعادة تقييم جذرية: للنهج المتبع والخيارات المتاحة.

السيناريوهات المحتملة

  • التصعيد العسكري: احتمال اللجوء للحل العسكري المتطرف (الاحتلال الكامل).
  • التحول للحل الشامل: اعتماد نهج دبلوماسي أكثر شمولية.
  • استمرار المأزق: في حال عدم التوصل لتوافق حول البديل المناسب.

العوامل المؤثرة

  • الضغوط السياسية الداخلية في كلا البلدين
  • موقف الوسطاء الإقليميين وقدرتهم على التأثير على حماس
  • الاعتبارات الإنسانية المتعلقة بحياة الرهائن والمدنيين
  • التكلفة السياسية والعسكرية لكل خيار

البعد التفاوضي

التصريحات المتشددة لترمب ونتنياهو قد تكون جزءًا من حرب نفسية لإجبار حماس على تقديم تنازلات قبل اتخاذ خطوات تصعيدية، أكثر من كونها قرارًا حاسمًا بالتوسع العسكري

التقدير النهائي

السيناريو المرجح على المدى القصير: استمرار الضغط العسكري مع تكثيف المفاوضات غير المباشرة، مع احتمال استخدام عمليات محدودة (كوماندوز) بدعم أميركي لتحرير الرهائن.

المدى المتوسط: إذا فشلت هذه الضغوط، قد تتجه واشنطن إلى فرض صيغة اتفاق شامل على الطرفين، مستندة إلى استنفاد جميع خيارات القوة.

المدى الطويل: أي توسع عسكري شامل لإسرائيل في غزة من دون رؤية سياسية متفق عليها سيعني مستنقعًا طويل الأمد يزيد تعقيد الأزمة بدل حلها.

الخلاصة

تقف الإستراتيجية الأمريكية-الإسرائيلية في غزة عند مفترق طرق حاسم، حيث أدى فشل النهج الحالي إلى ضرورة البحث عن بدائل جديدة. رغم التصريحات المتشددة من ترمب ونتنياهو، يبقى عدم وضوح الخطة المستقبلية أحد أبرز التحديات. النجاح في إيجاد مخرج من المأزق الحالي يتطلب توافقاً أمريكياً-إسرائيلياً حول طبيعة الحل المطلوب، سواء كان عسكرياً شاملاً أو دبلوماسياً متكاملاً، مع مراعاة التكلفة السياسية والإنسانية لكل خيار.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo