تقدير موقف: رفض "حماس" المُقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار

من تسليم حركة حماس للأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة
من تسليم حركة حماس للأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة

 الوضع الراهن والتطورات الأساسية

رفضت حركة حماس المقترح الإسرائيلي الأخير الذي يشمل الإفراج عن 10 أسرى مقابل هدنة لمدة 45 يوماً، حيث وصف خليل الحية، رئيس الحركة في غزة، المقترح بأنه "تعجيزي ولا يؤدي لوقف الحرب". في المقابل، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتوسيع العمليات العسكرية في غزة رداً على هذا الرفض.

استراتيجية حماس وحسابات المفاوضات

تتمسك حماس بموقفها الرافض للصفقات الجزئية وتصر على التفاوض حول "اتفاق شامل" فقط. هذا الموقف يعكس محاولة الحركة استغلال التوجه الأمريكي الجديد الذي عبر عنه مبعوث الرئيس ترامب، آدم بولر، بخصوص ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل.

تزامن ذلك مع إعلان الحركة فقدان الاتصال بمجموعة تأسر جندياً أمريكياً بعد تعرضها لقصف إسرائيلي مباشر، مما يضيف عنصراً جديداً للضغط على جميع الأطراف.

الاستراتيجية الإسرائيلية والوضع الإنساني

تواصل إسرائيل استراتيجية الضغط المتعدد الأبعاد، من خلال:

1. السيطرة على حوالي 30% من مساحة غزة وتحويلها إلى منطقة عازلة
2. تقييد دخول المساعدات الإنسانية والوقود إلى القطاع بهدف زيادة الضغط على حماس
3. استمرار العمليات العسكرية التي أدت إلى نزوح أكثر من 50 ألف من سكان غزة خارج القطاع منذ بداية الحرب، وفقاً للتقديرات الإسرائيلية

التداعيات المستقبلية المحتملة

على صعيد المفاوضات:

رفض حماس للحلول الجزئية يشير إلى احتمال تشددها في أي مفاوضات مستقبلية، خاصة فيما يتعلق بقضية نزع السلاح. هذا قد يؤدي إلى مزيد من التعقيد والجمود في جهود التوصل إلى اتفاق.

على الصعيد السياسي الإسرائيلي:

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مأزقاً سياسياً متصاعداً مع تزايد الضغوط الداخلية للتوصل إلى صفقة تضمن عودة الأسرى، حتى لو تطلب ذلك إنهاء العمليات العسكرية.

على الصعيد العسكري:

يستمر الجيش الإسرائيلي بتحمل العبء الأكبر في المواجهة، في حين تتبنى حماس استراتيجية تجنب الاشتباكات المباشرة للحفاظ على قواتها، مما قد يطيل أمد الصراع دون حسم واضح.

الخلاصة

تشير المعطيات إلى استمرار حالة الجمود في المفاوضات مع ترسخ مواقف الطرفين: إسرائيل تواصل الضغط العسكري والإنساني، وحماس تتمسك برفض الحلول الجزئية. هذا الوضع قد يدفع نحو تدخل دولي أكثر فاعلية، خاصة مع التوجه الأمريكي الجديد، أو قد يؤدي إلى تصعيد إضافي في حال فشل الضغوط الداخلية والخارجية في تحقيق اختراق تفاوضي.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo