في تحليل صادم للعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، كشف مدير عام معهد سياسة الشعب اليهودي والمحاضر في القانون بمركز بيريس الأكاديمي، شوكي فريدمان، عن حقائق مقلقة تهدد مستقبل الدعم الأمريكي لإسرائيل.
معركة خاسرة
كشف استطلاع "غالوب" الأخير عن تراجع غير مسبوق في نسبة الأميركيين المؤيدين لإسرائيل، حيث وصلت إلى 46% فقط، وهو أدنى مستوى منذ 24 عاماً. وبينما يظل الدعم مرتفعاً في صفوف الجمهوريين بنسبة 75%، شهد الحزب الديمقراطي تحولاً دراماتيكياً لصالح الفلسطينيين.
نتائج صادمة
يؤكد فريدمان أن العناق الذي منحه نتنياهو لترامب، والمواجهات المتكررة مع الإدارة الديمقراطية، والسياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، قد ساهمت بشكل كبير في تآكل الدعم الأمريكي. وما زادت الأمور سوءاً، وفقاً للكاتب، هو الصور القاسية التي ظهرت خلال الحرب في غزة على الشاشات الأمريكية.
الشباب اليهودي والإنجيليون ضد الاحتلال
يحذر فريدمان من ظاهرة مقلقة تتمثل في تراجع الدعم حتى بين الفئات التي كانت تقليدياً من أشد المؤيدين لإسرائيل. فالشباب اليهودي، خاصة الليبراليين والتقدميين منهم، باتوا ينظرون لإسرائيل كدولة "تقمع الفلسطينيين وتدفع بسياسات دينية وقومية متشددة". كما أن دعم الإنجيليين، الذين كانوا عماد التأييد الأمريكي لإسرائيل، يشهد تراجعاً خطيراً.
أربع خطوات عاجلة لوقف النزيف
يقدم فريدمان خارطة طريق لإنقاذ العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية تتضمن:
- ترميم العلاقات مع الديمقراطيين بشكل عاجل
- تنمية الروابط مع الجالية اليهودية الأمريكية
- الاستثمار في استمالة الأقليات، خاصة الهسبانية والأفروأمريكية
- تعزيز الدعم المتآكل في أوساط الإنجيليين
علاقة حياة أو موت
يختتم فريدمان تحليله بتحذير واضح: رغم قوتها الاقتصادية والعسكرية، تظل إسرائيل مرتبطة بشكل وجودي بالولايات المتحدة. فبدون الدعم الأمريكي في مجال التسليح والحماية الدبلوماسية، ستواجه إسرائيل صعوبات جمة في الازدهار وحتى البقاء. وما لم تتخذ إسرائيل خطوات جادة لعكس التراجع الخطير في الدعم الأمريكي، فقد تصبح التغييرات الحالية غير قابلة للإصلاح.