دعا خبراء وباحثون فلسطينيون إلى تطوير رؤية استراتيجية فلسطينية لبناء هياكل شاملة وتشاركية لإدارة الحكم خلال مرحلة انتقالية في قطاع غزة، في إطار نظام سياسي فلسطيني موحد.
وطرح الخبراء والباحثون حلولا وخيارات سياسية لمعالجة أولويات إدارة الحكم في غزة، فيما يتعلق بالإغاثة الإنسانية الفعالة، والإنعاش، وإعادة الإعمار، والأمن والسلم الأهلي، إضافة إلى تحديد أطر الشراكات لتعزيز أدوار الأطراف الإقليمية والدولية في تعبئة وإدارة الموارد لضمان الإغاثة الإنسانية الفعالة وإعادة الإعمار.
وتمثلت الأولوية الفورية خلال الورشة في العمل على الوقف الشامل للحرب، وعودة النازحين قسرًا إلى أماكن سكناهم، وضمان وقف إطلاق النار.
ودعا الخبراء إلى إشراك الفصائل الفلسطينية ومختلف الأطراف الفاعلة في إدارة عملية التفاوض بشأن وقف إطلاق النار، بما يتضمن الاتفاق على تشكيل وفد فلسطيني موحد للتفاوض، وتوفير الظروف المناسبة لحشد موقف وطني داعم لوقف العدوان.
جبهة موحدة
كما أوصى المشاركون بتشكيل جبهة مقاومة موحدة لمقاومة الاحتلال بكافة الأشكال، وفق القانون الدولي، تكون خاضعة للقيادة الفلسطينية والاستراتيجية الوطنية المتفق عليها.
وأكدوا على ضرورة البدء بحوار فلسطيني للتوافق على رؤية موحدة حول إنشاء هيكل حَوْكَمة مستدام لإدارة الحالة الفلسطينية، مع التأكد من أن جميع الإجراءات الفورية، بما في ذلك وقف إطلاق النار، تتماشى مع الرؤية الأوسع لتعافي غزة وحَوْكَمتها بعد العدوان.
وأشار الباحثون أن ذلك يتطلب إشراك الفصائل الفلسطينية ومختلف الأطراف الفاعلة في المجتمع المدني والقطاع الخاص في إدارة الحكم بشكل تشاركي في غزة بعد الحرب، في إطار التوافق الوطني على تشكيل حكومة وفاق وطني تمارس مهماتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الأفق السياسي
وعلى مستوى الأفق السياسي لحل الصراع، أكد المشاركون على دعمهم لإطلاق مبادرة تهدف إلى خلق أفق سياسي قادر على تحقيق الأهداف والحقوق الفلسطينية، وكذلك الالتزام بعقد مؤتمر دولي شامل ومستمر بدعم من المجتمع الدولي، يتضمن تحديد شكل الأفق السياسي الجديد، والأطراف المشاركة، والمتطلبات اللازمة للنجاح استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وحثت الورشة التي نظّمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات) على ضرورة الاستفادة من حركة التضامن العالمية مع القضية الفلسطينية لتطوير حملات تستهدف الشباب المحلي والدولي، لتحويل رواية الشعب الفلسطيني عن القضية الفلسطينية من كونه ضحية مهزومة إلى كونه صاحب حق.
وفيما يتعلق بالإغاثة أوصى المشاركون بتطوير خطط للتعافي المبكر وتوفير الضروريات الحياتية في مختلف القطاعات، بالإضافة إلى تطوير آلية وطنية لتوزيع المساعدات ودعم المؤسسات الإغاثية والمبادرات الفاعلة في هذا المجال.
إعادة الإعمار
من جهة أخرى حث الخبراء والباحثون على ضرورة وضع خطط لإعادة الإعمار في قطاع غزة، وتشكيل مجلس أو هيئة وطنية للتعافي وإعادة الإعمار، إلى جانب اللجان التنسيقية المحلية المتخصصة للعمل الإنساني والإغاثي.
وأشاروا إلى أن هذان المجلسان سيعملان تحت إطار حكومة الوفاق الوطني وبالتنسيق مع الأطراف العربية المشاركة، وضمن رؤية وطنية فلسطينية شاملة لما يعرف بـ"اليوم التالي".
وأوصوا بإمكانية الاستعانة بخبراء عرب ودوليين من ذوي الخبرة في مجال إعادة الإعمار، لا سيما في ظل الحجم الهائل من الركام الذي يحتوي على مواد خطرة، وكذلك إنشاء صندوق عربي ودولي للإشراف على جمع الأموال في مجال إعادة الإعمار، وحشد الدعم الإقليمي والدولي لإنهاء الحصار عن قطاع غزة.