- مروان المعشر يحلل: لماذا تتعمد أمريكا إفشال مفاوضات الهدنة في غزة؟
- المعشر: جولات بلينكن مسرحية لخداع الرأي العام
- المعشر يكشف تواطؤ بلينكن مع نتنياهو لعرقلة وقف إطلاق
اتهم "مروان المعشّر" وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الأردني السابق الادارة الأمريكية باللعب بمصير مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزة، متسائلاً عن الدور الذي يقوم به وزير الخارجية الأمريكي "انتوني بلينكن" في جولاته المتعدّدة في المنطقة.
وأكد "المعشّر" في مقال له أن بلينكن لا يمارس أي ضغط جادّ على نتنياهو، كي لا يخسر الحزب الديمقراطي تأييد الأصوات اليهودية التي لا تريد انتهاء الحرب في الانتخابات الأمريكية، في المقابل يحاول إرضاء شريحة وازنة في المجتمع الأمريكي عبر ايهامهم بوجود جهود أمريكية للتوصل إلى اتفاق.
وتطرق "المعشّر" لسبب آخر يدفع بلينكن لهذه التحركات، حيث أن التوصّل إلى اتفاق، يعطي إيران ذريعة لعدم الردّ على مقتل إسماعيل هنية في طهران، ما يسهم في تحقيق الرغبة الأميركية كما الإيرانية في عدم الانزلاق نحو مواجهة إقليمية.
وقال الوزير الأردني السابق إن الولايات المتحدة تبدي تفاؤلًا لا علاقة له بالواقع بشأن إمكانية بلوغ اتفاق، كما يبدي وزير خارجيتها أنتوني بلينكن انطباعه بأن إسرائيل توافق على المقترحات الأميركية، وأن حماس هي من تقف في طريق الوصول إلى اتفاق. وفي كل مرة، يتبين أن نتنياهو لم يعطِ موافقته على الصفقة إطلاقًا، ثم تعود الجهود إلى المربع الأول.
وأضاف أن هذه المشهد تكرر أكثر من مرة إلى درجة دفعت الصحافة الإسرائيلية نفسها بأن تلقي اللوم على بلينكن وتصريحاته غير الواقعية، التي ساهمت بحسب ما تقوله هذه الصحافة في إفشال كل الصفقات الماضية.
وأشار "المعشّر" إلى موقف الطرفين "حماس ونتنياهو" باتت شبه معلنة حيث يصر الأخير على أن أي اتفاقية يجب أن تتضمّن إعادة كافة الأسرى الإسرائيليين، الأحياء والأموات، واستمرار السيطرة على محوري "فيلادلفيا، نتساريم" وعلى استمرار الحرب على غزة حتى يتم القضاء نهائيًا على حماس، متسائلاً كيف يمكن لحماس الموافقة على هذه الشروط التعجيزية.
وأوضح أن "نتنياهو" يتصرّف وكأنه يرغب في التوصّل إلى اتفاق، وذلك إرضاءً لأهالي الأسرى وتجاوبًا مع الضغط المحلي والعالمي عليه، بينما تكمن مصلحته في إطالة أمد الحرب لأطول وقتٍ ممكن، تجنّبًا لإنهاء حياته السياسية.
ورأى الوزير الأردني السابق أن الخاسر الأكبر من هذه اللعبة الأميركية والإسرائيلية هم سكان غزة، الذين استشهد منهم أكثر من 40 الفًا في ظل غياب أي بصيص أمل حقيقي لإيقاف الحرب في وقت قريب.