أكد "عبد الرحمن الراشد" الكاتب والإعلامي السعودي أن "إسرائيل" اغتالت رئيس حركة حماس لأنه أكثرُ قادتها شهرة، وبراغماتية وأقلُهم مغامرة، ويخدم حكومة نتنياهو، التي حقَّقت أحد أهم وعودها، وهو القضاء على قادة "حماس"، حتى لو لم تستطع الإمساك بيحي السنوار.
وبحسب الكاتب السعودي فإن التخلص من هنية يخدم أيضا ما أسماهم المتطرفين داخل حركة حماس، حيث كان يسعى من خلال مفاوضات الدوحة خلال الأشهر الماضية، لحل ينهي حرب غزة، وفشِل في الضغط على السنوار الذي قوَّض كلَّ ما عمل عليه وحققه هنية في أشهر من المفاوضات الصعبة.
وأضاف خلال مقاله لصحيفة الشرق الأوسط أن نتنياهو والسنوار قضيا على مستقبل حماس، وأن الحركة وغزة أصبحتا ضحية لحسابات المتطرفين، ومعهم طهران التي قرَّرت في أواخر العام الماضي أن تجرّبَ تغييرَ قواعد اللعبة الفلسطينية ومنع قطار المصالحات الإقليمية.
وتابع: "جاء الثمن مكلفاً لكل من إسرائيل وإيران، والثمن الأعلى دفعه الفلسطينيون، وهنية واحد من نحو أربعين ألفاً حتى الآن".
وبين الإعلامي السعودي أن إسماعيل هنية ولسنوات لم يكن على وفاق مع السنوار، وقيادة حماس الحالية، وتمَّ إقصاؤه وابعاده من قيادة الحركة التي تولى رئاستها من عام 2006 حتى 2017، بعد اتهامه بالتخاذل وتغليب الحلول السياسية والسير مع الضغوط الإقليمية.
وشدد "الراشد" أنَّ هنية وبحكم خبرته السياسية كان القادرَ على تغيير مسار الحركة واستغلال الأزمة للتوصل إلى حل، ربما أبعد من وقف إطلاق النار وحتى أبعد من غزة نفسها.