وسط انتقادات وتحذيرات... الازهر الشريف ينتصر بالموقف لغزة

مظاهرة للازهر تضامنا مع غزة
مظاهرة للازهر تضامنا مع غزة

بالدعاء والتضرع الى الله قرر الازهر الشريف مناصرة غزة في حرب الإبادة التي تديرها دولة الاحتلال بحق الابرياء، موقف إن كان ظاهرة ديني معتدل يبقي باطنه سياسي محض أمام محنة العجز العربي والضعف الذى يعيشه الدين اليوم بوصفه المرجعية الأهم في العالمين العربي والإسلامي والتى لم تحييد في تاريخها بحسب المنتقدين عن سياق سياسات ولاة الامر، لكن تأثيرها في مجريات الاحداث يبقي حاضرا ولا يمكن نكرانه وطالما كانت مواقف الازهر محط انظار الجميع وانعقدت عليه التطلعات في تحشيد المواقف وتحريك الشارع لنصرة فلسطين والكثير من القضايا .

دعوات للتحرك ونصرة غزة

مع انطلاق معركة طوفان الأقصى وشروع الاحتلال في المحرقة والدعوة الى التهجير القسري لسكان القطاع انخرط الازهر الشريف في حملة لتأجيج الراي العام الإسلامي والعربي ضد الاحتلال والدعوة الى مساندة غزة والتحرك لنصرتها حيث وجه الازهر رسالة الى العالم باللغات العربية والانجليزية والعبرية حملت عنوان "الاحتلال مصدر كل الشرور" أكدت على سياسات الاحتلال العدوانية وجرائم القتل والابادة التي اقترفها بحق الفلسطينيين و انتهاكاته المتواصلة للقانون الدولي والإنساني .

الازهر 1.jpg

لم تقصر دعوات الازهر عند حدود التضامن والدعم بل وصلت الى المطالبة بتفعيل ادوات وعناصر القوة العربية لممارسة الضغوط على العالم الغربي والاحتلال بعد مجزرة المستشفى المعمداني واستثمار ما تملكه الامة من "عدة وعتاد" لدعم الشعب الفلسطيني، في صراعه المستمر مع الاحتلال، داعيا الشعوب العربية والإسلامية إلى "إعادة النظر في الاعتماد على الغرب الأوروبي الأميركي"، الذي وصفه بـ"المتغطرس والفاقد للإنسانية والأخلاق على حد تعبيره .

الازهر 2.jpg

مواقف الازهر ظلت تتحرك على وتر الاحداث في غزة مع اشتداد حرب الإبادة وعمليات القتل الممنهجة من خلال المجاز اليومية، حيث وصف الأزهر الشريف إسرائيل بالعدو الصهيوني الذى تحوّل إلى ذئب هائج مصاب بسعار قتل الأطفال والنساء والأبرياء، والتلذُّذ بأكل لحومهم وشرب دمائهم بلا رادع ولا رقيب".جاء ذلك في بيان شديد اللهجة أصدره الأزهر الشريف تعليقا على مجزرة جباليا التي ارتكبها جيش الاحتلال ، وأدت إلى سقوط أكثر من 400 شخص بين شهيد وجريح.

لكن الخطاب الغاضب ردا على ما يجري في غزة من قبل الازهر لم يحدث اختراق في المواقف الرسمي الذي لم يلقي بالاً لكل النداءات التي اطلقت ليخرج شيخ الازهر بعدها بتدوينة نشرها الموقع الرسمي للأزهر على فيسبوك ، قال فيها: "إن التاريخ لن يرحم من تخاذلوا في الدفاع عن الفلسطينيين الأبرياء، وكلَّ مَن دعم استمرار هذا الإرهاب الصهيوني". مضيفا ان "واجبٌ على الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم التكاتف لإيجاد حلٍّ فوري لإنقاذ هذا الشعب المظلوم في فلسـطين.

الازهر 3.jpg

من جهته وجه أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، رسالة الى النظام العالمي سواء الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومنظمات حقوق الإنسان، والحكام والرؤساء، يجب أن تكونوا صفاً واحداً لاستخلاص القدس من أيدي جرذان الأرض وردع الذين ظلموا.

مبادرات الاغاثة ودعوات التضحية بالمال ربما هو اقصى ما يمكن ان يصدر من مواقف لمؤسسة بجحم الازهر الشريف فتحت شعار "جاهدوا بأموالكم.. وانصروا فلسطين" ، وجَّه شيخ الازهر أحمد الطيب بإطلاق مبادرة «جراحكم تؤلمنا» لتجهيز المستشفيات الميدانية في غزة بالأسِرَّة الطبية، وذلك ضمن حملة «أغيثوا غزة»،

كما أكد «بيت الزكاة والصدقات» تحت إشراف شيخ الأزهر، البدء في تجهيز الأسِرَّة الطبيَّة لدعم المستشفيات الميدانية .

انتقادات لدور الأزهر

ما سجله الازهر من مواقف لم ترق بحسب الكثيرين الي حجم ما يجري من إبادة في غزة ولا يليق بدور اعلى سلطة دينية في العالم الاسلامي بحسب الكاتب الصحفي كارم يحيى الذى قال انه كان أنه ينتظر من الأزهر خطابا علنيا مفتوحا موجها إلى النظام المصري لفتح معبر رفح بشكل كامل دون أي قيود أو شروط صهيونية. كما وتمنى على الأزهر أن يكون أكثر قوة وحيوية، والرد على قصف جامعة الأزهر في غزة بكل قوة.

الأديب المصري رفقي بدوي أمين صندوق اتحاد الكتّاب المصريين والعرب الأسبق يقول إن الأزهر يشكر على ما قام به من إدانات شجب واستنكار للعدوان الإجرامي بحق أهل غزة، مشيرا إلى أن الأزهر لا يملك تجييش الجيوش، ولكن عليه أن يطالب السلطة بتعديل مسارها والوقوف بكل قوة إلى جانب المقاومة الفلسطينية.

ويضيف بدوي أن على الأزهر أن يكون ظهيرا للمقهورين والمستضعفين في الأرض بصفته أعلى سلطة دينية في العالم الإسلامي، وله صوت مسموع في مشارق الأرض ومغاربها.

الازهر في دائرة الاستهداف الإسرائيلي

جملة المواقف التي اطلقها الازهر خلال هذا العدوان المتواصل على غزة جعلت اسرائيل تشعر بالقلق والخطر حيث هاجم "معهد دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي "INSS"، في تقرير أعده المستشرق أوفير وينتر، الذي يعتبر الباحث الأول في المعهد شيخ الأزهر واتهمه بدعم ما اسماها الحركات المتشددة والوقوف الى جانب حماس وانه يقود حملة تهدف إلى تأجيج العداء لدى الرأي العام العربي الإسلامي ضد إسرائيل ومؤيديها في الغرب، في ظل الوضع المتفجر". داعيا للتحرك لكبح جماح ما أسماه "الخطاب الخطير للأزهر".

وحسب التقرير، فإن شيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي يترأس الجامع منذ عام 2010، يعتبر الروح الحية وراء خط الجامع الأزهر المتشدد تجاه إسرائيل.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo