إنجازات وتحديات.. فلسطينيو بريطانيا يناضلون في ساحة معادية

فلسطينيو بريطانيا
فلسطينيو بريطانيا

النضال من اجل قضية والدفاع عنها داخل ساحة تعتبر هي المسئولة عن نكبتك ومأساتك التاريخية، قد يبدو تحدياً كبيرا تخوضه اليوم الجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة من اجل الحفاظ على الهوية الوطنية واقرار الحق الفلسطيني في الوجود والعودة الى وطنه الذى شرد وسلب منه قسرا تحت الانتداب الكولونيالي البريطاني عام 1948 ، ليعود اليوم عبر الاجيال المتعاقبة وبعد مائة عام على نكبته ليضع بريطانيا مجددا امام صيرورة التاريخ والسياسية .

"زوايا" استطلعت واقع الجالية الفلسطينية في لندن، وأبرز الانجازات والتحديات التي تواجه العمل الوطني في المملكة المتحدة.

تطلعات سياسية لتعزيز النضال الوطني

تعتبر الجالية الفلسطينية من اكثر الجاليات حضورا على صعيد التاثير في السلوك والمواقف السياسية البريطانية نظرا لتاريخها وحذورها العميقة داخل المجتمع ومن خلال شبكة العلاقات التي نسجتها مع مراكز القوي هناك، حيث بات نضالها يحظي بتقدير وتأييد واسع بين الأوساط المجتمعية والاقطاب السياسية المختلفة المناصرة للحق الفلسطيني.

امين سر حركة فتح السابق في بريطانيا حامد داوود، أكد في حديث "لزوايا" ، ان الفلسطينيين في بريطانيا يتطلعون اليوم الى تصليب وجودهم وقوتهم في بريطانيا، من خلال الاندماج في معترك الحياة السياسية من احزاب وهيئات وبرلمانات والعمل من الداخل لصالح القضية الفلسطينية، و تشكيل لوبي عربي وفلسطيني ضاغط بما يضمن التأثير على توجهات الخارطة السياسية والانتخابية ودوائر صناعة القرار في بريطانيا .

اقرأ/ي أيضاً: الفلتان يضرب "الخليل".. و سيناريو الداخل المحتل يتكرر

واشار حامد ان الجالية الفلسطينية تتمتع بقوة اقتصادية من بين مثيلاتها في الغرب. عبر رؤؤس الاموال والذين اسهموا بشكل كبير في دعم البرامج النضالية والفعاليات والانشطة التي من شأنها ترسيخ الرواية الفلسطينية .

ورأي حامد ان المشروع الصهيوني في تقهقر داخل بريطانيا، بعدما فقدوا مراكزهم على الأرض ولم تعد اسرائيل تحظي بذات القوة ، رغم محاولاتهم الاعلامية المتواصلة للضغط ، وتوظيفهم لليمين الشعبوي في بريطانيا لتضييق الخناق على نشاطات الفلسطينين من خلال تشوية الحقائق ووصم النضالات الفلسطينية بالعنصرية ومعاداة السامية .

واوضح حامد ان هناك تحديات تعصف بالعمل الفلسطيني داخل بريطانيا، تتعلق بغياب العمل الجماعي ، فمعظم النجاحات التي سجلت هي نجاحات فردية داعيا في الوقت نفسه الى توحيد الجهد الفلسطيني مشيرا ان هناك محاولات لاستنهاض هذا الدور مجددا.

اللوبي الاسرائيلي يضيق الخناق على الحركة التضامنية

رئيس المنتدي الفلسطيني في بريطانيا زاهر البيراوي، اكد ان الجالية الفلسطينية في لندن من اكثر الجاليات عطاء وتميزا، لما تضمه من مؤسسات ثقافية وخيرية وتضامنية ومراكز بحثية ، تهدف جميعها الى الترويج للسردية الفلسطينية حول الصراع، وهي تحظي بتاثير كبير في اوساط المجتمعات التي تعيش بينها في بريطانيا وتتفاعل مع قضايانا الوطنية .

وتابع البيراوي، نجحنا في حشد وتجنيد المواقف المؤيدة للقضية الفلسطينية داخل المجتمع البريطاني بتمثيلاته وتوجهاته السياسية المختلفة ، من خلال قوافل الدعم وكسر الحصار التي انطلقت بمشاركة المئات مين المتضامنين الاجانب الى جانب المسيرات المليونية التى شهدتها شوارع لندن رفضا للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

واشار البيرواي، في حديث لـ "زوايا"، أن الجالية تتعرض لحرب ممنهجة من قبل اللوبي الاسرائيلي و المعروف ( بمجا الجالية ) والذى يشكل المضلة للمؤسسات اليهودية في بريطانيا ، حيث يسعي الى محاصرة الحركة التضامنية مع فلسطين عبر مجموعة من القوانين مستغلا المتغيرات التي يشهدها حزب العمال البريطاني لصالح اللوبي الاسرائيلي، حيث فقدنا واحد من اهم انصار فلسطين وهو رئيس حزب العمال السابق "جيرمي "كوربن والذى جري الاطاحة به عام 2020 ومنعه من الترشح في الانتخابات لرئاسة الحكومة عن الحزب بعد اتهامه بمعاداة السامية .

وذكر البيرواي، انه بعيدا عن السياق التاريخي للجالية الفلسطينية. ووجودها في بريطانيا ، لكننا لم نستطع الى اليوم تنظيم عمل في التاثير يوازي حجمنا في الشارع، بسبب ما اسماه اختلاف ادواتنا داعياً الى توحيد الرواية والعمل السياسي لمواجهة التحدي الذى يفرضة الاسرائيلي ، واستعادة القدرة للتأثير مجددا على السياسية البريطانية

واوضح البيراوي ان هناك قلق اسرائيلي متزايد من اداء المؤسسات والجالية الفلسطينية داخل بريطانيا انعكس على هيئة تقارير وتحذيرات ذهبت الى حد وصف النشطاء والمؤسسات وحركات المقاطعة بانهم يشكلون خطرا يفوق في تاثيرة الحروب التي مارسهتا الجيوش العربية طوال تاريخها ضد كيان الاحتلال

مشاريع لمد الجسور مع المجتمع البريطاني .

من ناحيته اعتبر الرئيس الاسبق لرابطة الجالية الفلسطينية في لندن ومؤسس المدرسة الفلسطينية رجب شملخ " ان ما قدمة الفلسطينيون من صور انسانية وحضارية متنوعة داخل المجتمع البريطاني استقطبت اهتمام العديد من المناصرين ، وتمكنت من مد جسور التواصل مع مختلف المركبات الاجتماعية والسياسية البريطانية، ونجحت في التعريف بنضالات ومعاناة شعبنا من خلال المشاريع والبرامج المتنوعة .

اقرأ/ي أيضاً: فلسطينيو المهجر يحولون أوروبا مسرحاً لنصرة قضيتهم

واضاف شملخ، في حديث لـ "زوايا" ان من اهم المشاريع التى تحسب للجالية، تتمثل في اقامة المدرسة الفلسطينية بلندن والتى جاءت استجابة ملحة لمتطلبات وتحديات الواقع هناك، وتهدف الى ربط الفلسطينين بتاريخهم العريق ولغتهم العربية وتعاليم الدين الاسلامي وأردف شتلخ، ان الجالية حرصت على رعاية العديد من المشاريع والبرامج الثقافية الهامة، كاصدار مجلة صوت فلسطين الصادرة باللغة الانجليزية وهي موجهة للمجتمع البريطاني، وكذلك اقامة الفرق الفنية التراثية مثل فرقة زاجل للاغاني الوطنية ، والعمل المتواصل على احياء الموروث من الدبكة الفلسطينية الى الماكولات الشعبية

وبين شملخ، ان الجالية تمكنت من نسج شبكة علاقات واسعة مع النخب والاحزاب البريطانية المؤثرة، مثل حزب العمال البريطاني وكسبت اصوات هامة ومناصرة للحق الفلسطيني داخل البرلمان البريطاني

لندن تعيد سياسات بلفور الى الحياة

محاصرة العمل الفلسطيني في بريطانيا من قبل اللوبي الاسرائيلي النشط هناك والمتغلغل في مفاصل المملكة المتحدة، اتضحت معالمة جليا من خلال مشروع القانون الذى قدمته الحكومة البريطانية مؤخرا ويمنع مؤسسات وهيئات الدولة من مقاطعة الاحتلال الاسرائيلي باي شكل كان بدعوي اثارة التوترات ومعاداة السامية ، وهو ما أثار قلق الجالية الفلسطينية والمتضامنين الذين وصفوا الاتفاق بالمخيب للامال وصولا الى الناشطين في مجال حقوق الانسان والدفاع عن الحريات الذين اعتبروا القانون يشكل مساسا بحرية الرأي والتعبير وما يعزز بحسب الكثيرين من احتمالية تصاعد هذا النهج في قادم الايام هو اتفاقية تعزيز العلاقات بين بريطانيا وحكومة اليمين المتطرف في اسرائيل والتي تعهدت فيها بريطانيا عن التزامها الوثيق مع اسرائيل في التصدي لما اسمته معاداة السامية والعمل على تعزيز التوعية بالهولوكوست

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo