أكد الأسير "أحمد سعدات" الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن معطيات الحراك الدولي الراهن، وتفاعلات الأزمة الصهيونية، واستمرار الحرب المفتوحة على شعبنا، واتساع مقاومته وتصاعدها كمّاً ونوعاً، تُملي على قوى شعبنا امتلاك الإرادة السياسية، ومضاعفة جهودها لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام.

ودعا "سعدات" في رسالة له من داخل سجن "رامون" بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة القوى الخروج من دائرة المراوحة، وشقّ الطريق لاستنهاض نضال شعبنا ووضعه على الطريق التي تقود إلى تحقيق أهدافه الوطنية والتاريخية.

كما دعا إلى إعادة الاعتبار إلى استراتيجية التحرر بديلاً من المراهنة غير الواقعية على أوهام التسوية التي تم اختبارها خلال 30 عاماً، التي ترتكز على المقاومة وإنجازات نضال الشعب الفلسطيني في محطاته المتعاقبة.

الشعب هو مصدر شرعية أي نظام سياسي أو تنظيم

وشدد على أن الشعب هو مصدر شرعية أي نظام سياسي أو تنظيم، وأن الوقت لا يحتمل المراوحة في المكان، وحماية المشروع الوطني الفلسطيني هي حجر الزاوية في توفير الحماية العربية والدولية لشعبنا ونضاله الوطني.

اقرأ/ي أيضاً: خبير عسكري يكشف لـ "زوايا": التفاصيل العسكرية لمعركة جنين

وأردف قائلاُ:" علينا أن نحوّل الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة إلى مناسبة وطنية قومية لتعزيز مكانة الرواية العربية الفلسطينية التاريخية الثقافية والحضارية، ومحطة لتصعيد النضال والمقاومة في جميع محاور الاشتباك التاريخي المفتوح مع الاحتلال".

وناقش "سعدات" في رسالته الأزمة الإسرائيلية الداخلية، وقال إن رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" نجح في تشكيل ائتلافه الحكومي، لكنه وجد نفسه مجبراً على الاستجابة لجميع مطالب أحزاب الائتلاف، المرغوب فيها أو المكره على التحالف معها، وخصوصاً حزب الصهيونية الدينية.

تجليات التناقضات الكامنة في جوهر المشروع الصهيوني الاستعماري

وتوقع الأمين العام للجبهة أن تستمر الأزمة الراهنة داخل الكيان، إلّا إذا استطاع "نتنياهو" الاتفاق مع "بني غانتس" على تشكيل ائتلاف حكومي بديل يحرره من الشراكة مع أحزاب الصهيونية الدينية، وهو ما وصفه بالسيناريو الضعيف.

وأوضح أن السياسية الراهنة التي يعيشها الكيان أوسع من أن تُحصر في الخلاف الدائر بين المعارضة والحكومة بشأن ملف الإصلاحات القضائية، وإن كانت هذه المسألة تشكل مظهرها الرئيسي الراهن، فهي أحد تجليات التناقضات الكامنة في جوهر المشروع الصهيوني الاستعماري.

تعزيز الفاشية هو نتيجة منطقية لازمة تجارب الاستعمار الاستيطاني 

وأضاف "ما يحدث داخل الكيان الصهيوني من تحول نحو تعزيز الفاشية هو نتيجة منطقية لازمة تجارب الاستعمار الاستيطاني كلها، وهو ما يعزز صدقية الراوية التاريخية الفلسطينية العربية بشأن جذور الصراع".

وفي سياق آخر استعرض "سعدات" تداعيات المرحلة الانتقالية التي يشهدها العالم نحو بناء نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، مع صعود روسيا والصين اللتين أعدتا مؤسساتهما الحاملة لعملية التغيير.

وضع المجتمع الدولي على حافة الحرب الكونية الساخنة

وقال إن "أمريكا" وحلفائها رفعتا درجة توتر الصراع بين الصين وتايوان، وبينها وبين دول المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، الأمر الذي وضع المجتمع الدولي على حافة الحرب الكونية الساخنة، وشكل تهديداً للأمن والاستقرار والسلام العالمي.

اقرأ/ي أيضا: جدل حول سفر الغزيين عبر "رامون " وسط صمت رسمي

وبين "سعدات" أن نشوء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب من شأنه أن يعيد التوازن إلى المجتمع الدولي ومؤسساته الأُممية السياسية والاقتصادية، وأن يوفر للدول الفقيرة فرصاً أفضل لاختيار طريقها المستقل للتنمية والبناء الاقتصادي وصيانة استقلالها السياسي.

بناء نظام دولي جديد يرتكز على أساس التكافؤ بين الشعوب

كما توقع أن يفتح النظام العالمي المتعدد الأقطاب آفاقاً جديدة لاتّساع نضال الشعوب والطبقات والفئات المظلومة في العالم، من أجل بناء نظام دولي جديد يرتكز على أساس التكافؤ بين الشعوب، والتوزيع العادل للثروة، ومناهضة جميع أشكال القهر القومي والطبقي.