أخطر من اليمينية

"الصهيونية الليبرالية".. تغليفٌ لاستعمار "فلسطين" بقشرة الحضارة والديموقراطية

الاستعمار
الاستعمار

تُوفر "الصهيونية الليبرالية" الغطاء والدعم للغزو الاستعماري الاستيطاني في فلسطين باسم العقلانية والتقدم والمساواة والتسامح والديمقراطية وحتى مناهضة العنصرية، كما أن لها وظيفة محددة ومهمة تتمثل في تغليف المشروع الصهيوني بقشرة الحضارة الغربية المستنيرة والسياسات الديمقراطية التقدمية.

ويدعو "مهند عياش" الكاتب الفلسطيني وأستاذ علم الاجتماع بجامعة "ماونت رويال" في كندا، إلى النظر إلى الصهيونية الليبرالية كاستعمار استيطاني، أصلًا وفرعًا، كونها المسؤول المباشر عن نكبة فلسطين عام 1948.

وأكد خلال ورقة سياسية نشرتها شبكة السياسات الفلسطينية "الشبكة" أن "الصهيونية الليبرالية" لا زالت تلعب دورًا مهيمنًا في الأيديولوجية الصهيونية رغم تنامي السياسات اليمينية في "إسرائيل"، بهدف تحسين صورة النظام الإسرائيلي في الأوساط الغربية العامة، وصرف النظر عن كون "اسرائيل" دولة استعمارية استيطانية تمارس الفصل العنصري.

وأوضح أن الصهيونية الليبرالية المعاصرة تنطلق من الصهيونية العمالية - الذراع الاشتراكي اليساري، كما يُشار إليه، للحركة الصهيونية والذي نشأ قبل أكثر من قرن ولعب دورًا محوريًا في تشكيل الدولة الصهيونية.

وكشف "عياش" أن الصهاينة الليبراليين يزعمون تأييدهم لحل الدولتين ضمن حدود 1967، ويُعبِّرون عن ذلك من خلال انتقادهم سياسات وممارسات الفصل العنصري التي توسِّعُ الدولة الإسرائيلية بإطلاق عنان السلطة المستبدة للتحكم في أعناق الفلسطينيين.

وأضاف أن ذلك نابعٌ من تخوفهم الأكبر من حل الدولة الواحدة الذي ستتحول بموجبه السيادة الإسرائيلية "غير الرسمية" إلى سيادة "رسمية" على سائر أرض فلسطين المستعمرة، بما يترك لإسرائيل عددًا كبيرًا من السكان الفلسطينيين يهدد مكانتها كدولةٍ يهودية.

وجهان لعملة واحدة

وبين الكاتب أن الصهيونية الليبرالية لا تستطيع التوفيق بين الحلم الصهيوني بإقامة دولة يهودية عرقية وبين إقامة نظام ديمقراطي حقيقي، وأن واقع الدولة الواحدة سوف يفضح هذه المغالطة الجوهرية.

وقالت الورقة إن الصهيونية الليبرالية تُعادي الأصوات الفلسطينية المنتقِدة لإقامة الدولة الإسرائيلية والداعية لإنهاء الاستعمار، وغالبًا ما تصفها بأنها معادية للسامية بهدف تهميشها وفرض الرقابة عليها.

وأشارت إلى أن الصهاينة الليبراليين يَحرصُون على الحفاظ على صورة إسرائيل، ولذلك يتجنبون استخدامَ اللغة التي تكشف واقع الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، وهو ما يجعل سياسات الاستعمار والفصل العنصري تندرج تحت الأيديولوجية الصهيونية الليبرالية التي ترفض مواجهة حقيقة الصهيونية.

ودعت الورقة جميع الأحزاب والمؤسسات السياسية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني من خارج فلسطين لدحض الصهيونية الليبرالية، وأن يُشكل أوساط الناشطين والأوساط العامة ائتلافات متعددة القطاعات ملتزمة بالعدالة القائمة على إنهاء الاستعمار.

كما طالبت الصحفيين والباحثين والناشطين التركيز على النماذج الفلسطينية وسبب معاناتهم، ورفض مواقف المنظمات الصهيونية الليبرالية، إزاء السيادة على القدس، والمعنى الحقيقي لتقرير المصير الفلسطيني، بالإضافة إلى رفض تعريفات معاداة السامية التي تشتمل على القضية الفلسطينية بأي شكلٍ من الأشكال.

وخلُصت الورقة إلى أن الصهيونية، الليبرالية واليمينية على حدٍ سواء، تمثلُ سيادةً يهودية خالصةً على الأرض، تجعل من "إسرائيل" سلطةً متفوقة غير قابلة للتجزئة.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo