التكيف معها فشل

"المعشّر": لا تساعدوا "إسرائيل" على الخروج من الحفرة

مروان المعشر
مروان المعشر

رأى "مروان المعشّر" وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الأردني السابق أن هناك فرصة واقعية لفضح الممارسات العنصرية الإسرائيلية، والتركيز على مقولة ديموقراطية "إسرائيل" وممارستها للأبرتهايد، لجلب شركاء جدد مناصرين للقضية الفلسطينية.

واعتبر "المعشّر" أن ما يحدث في إسرائيل من صعود لليمين المتطرف يشكل تحولاً خطيراً، يصب في صالح الجانبين الفلسطيني والعربي، إذا ما تم تبنّي مقاربة واستراتيجية جديدتَين للتعامل مع دولة الاحتلال والتمييز العنصري.

الاتفاقيات الإبراهيمية وسياسة التكيف العربي مع "إسرائيل" لن تنجح

وأكد خلال مقال له أن الاتفاقيات الإبراهيمية وسياسة التكيف العربي مع "إسرائيل" لن تنجح، وأثبتت عجزها عن لجم إسرائيل، أو تليين مواقفها، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.

وأضاف أيضًا أن تعظيم التعاون الأمني والاقتصادي مع إسرائيل لن يغير شيئًا لتليين الموقف الإسرائيلي، بل ستستخدمه إسرائيل لممارسة المزيد من الضغط على كل من يضع جزءًا من قطاعاته الحيوية بيدها.

اقرأ أيضاً: "البرغوثي": حكومة "نتنياهو" ستحول السلطة لجهاز بيروقراطي خدماتي هامشي

وأوضح الوزير الأردني السابق أن العالم العربي قاصر عن تحليل طبيعة الانشقاق الإسرائيلي الداخلي وأبعاده على القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن "إسرائيل" تمر بوضع داخلي منقسم لم تشهد مثيلًا له منذ قيامها.

وتابع :"من المهم جدًّا أن نفهم أن الحكومة الإسرائيلية الحالية أكثر الحكومات تطرفًا من الناحيتَين القومية والدينية، بل يمكن وصفها بالحكومة الداعشية اليهودية".

حكومة "نتنياهو" تسعى لتغيير النظام القضائي الإسرائيلي لإضعافه والهيمنة عليه من جانب الكنيست والحكومة

وكشف "المعشّر" أن حكومة "نتنياهو" تسعى لتغيير النظام القضائي الإسرائيلي لإضعافه والهيمنة عليه من جانب الكنيست والحكومة، لاعتبارات عدة أهمها فرض إرادة المتطرفين اليمينيين على باقي المجتمع الإسرائيلي، وسنّ قوانين جديدة تضمن بقاء "نتنياهو" خارج السجن".

وبين أن هذه التعديلات المقترحة تواجه معارضة غير مسبوقة داخل المجتمع الإسرائيلي اليهودي، وأن الانقسام اليهودي الداخلي ليس انقسامًا حول العملية السلمية، بل هو انقسام يتعلق بطبيعة النظام السياسي فقط.

وأكد "المعشّر" أن "إسرائيل" لن تستطيع بعد اليوم إقناع مواطنيها ولا العالم بأنها دولة ديموقراطية، إذا نجحت محاولات تقويض نظام الفصل والتوازن الإسرائيلي، مشيراً إلى أن القيمة المشتركة التي بُنيت عليها العلاقة الإسرائيلية الأميركية، وبين الجالية اليهودية الأميركية ويهود إسرائيل، هي الشعور بـ"الديمقراطية والليبرالية".

ورأى وزير الخارجية الأردني السابق أن الجيل الجديد للجالية اليهودية الأميركية لم يعد يرى هذه القيم المشتركة كما يراها الجيل القديم، وأن تحوّلًا آنيًا في السياسة الأميركية نحو "إسرائيل".

كما أوضح أن الحكومة الإسرائيلية ترغب في سنّ قوانين جديدة لا تعترف بيهودية الكثير من اليهود في العالم، بما في ذلك داخل الولايات المتحدة، فضلًا عن قوانين ضد اليهود غير المتديّنين في إسرائيل، وضد المسيحيين أيضًا.

وشدد "المعشّر" على ضرورة استغلال هذا التحول سياسيًا وإعلاميًا لفضح الخطاب السياسي والإعلامي الإسرائيلي في العالم بأسره، والابتعاد عن السياسات التي تساعد "إسرائيل" على الخروج من الحفرة التي وقعت فيها.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo