خلال جلسة في أبو ظبي

خبراء دوليين: السلطة عاجزة وصعود اليمين الإسرائيلي سيعيق "حل الدولتين"

اليمين الإسرائيلي
اليمين الإسرائيلي

طالب مختصون ومستشارون بضرورة دفع الأطراف والفاعلين الإقليميين لصياغة خارطة طريق واضحة للمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، معبرين عن قناعتهم بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع.

وبحثت الجلسة الثانية عشرة ضمن فعاليات ملتقى "أبو ظبي" الاستراتيجي والتي جاءت بعنوان "القضية الفلسطينية: خارطة الخيارات والسيناريوهات"، تأثير الخطوات الإسرائيلية الأخيرة على القضية الفلسطينية، بما في ذلك انتخابات الكنيست الأخيرة التي عكست استعراضًا للقوة الإسرائيلية عبر صعيد اليمين المتشدد، وأعاقت حل الدولتين من خلال تزايد الأنشطة الاستيطانية وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.

خيبة أمل 

وخلال مداخلتها أكدت "هبة الحسيني" المستشارة السابقة للوفد الفلسطيني المفاوض والشريك التنفيذي في مكتب الحسيني للاستشارات القانونية في رام الله، أن الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة شكلت خيبة أمل للفلسطينيين، بعد صعود اليمين الإسرائيلي لسدة الحكم.

واستبعدت "الحسيني" أي تقارب بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الفترة المقبلة، مشيرةً إلى أن الساحة الفلسطينية ستشهد حالة من عدم الاستقرار، وأن رئيس حكومة الاحتلال المكلف "نتنياهو" سيواصل سياسته السابقة عبر المزيد من البناء الاستيطاني وضم الأراضي الفلسطينية.

وقالت إنه من الصعب التقدم في حل للقضية الفلسطينية في ظل الوضع الراهن في "اسرائيل" وفي مناطق السلطة التي تشهد وضعًا معقدًا بفعل الانقسام، وعدم إجراء انتخابات فلسطينية منذ سنوات.

كما أشارت المستشارة "الحسيني" إلى أن الشباب في فلسطين مقسمون إلى فئات: فمنهم من يعتقد أنهم معزولون عن القيادة الفلسطينية وليس لديهم أي ميل سياسي، ومنهم من يقاتل من أجل كرامته، وآخر يعتقد أن التواصل مع العالم الخارجي سيكون أكثر فاعلية.

وأكدت أن تهميش الشباب وغياب أي توجيه لهم من قبل القيادة الفلسطينية، أمر خطير، وسيحولهم إلى مناضلين فاقدين للقيادة والرؤية الواضحة.

وتابعت :"لدينا العديد من الشباب في مخيمات اللاجئين، يعتقدون أن اسرائيل لا تفهم إلا لغة العنف ويتعاملون معها من هذا المنطلق، الطريقة التي يفكر بها الشباب الفلسطيني، تعكس حالة من الإحباط، والحل يكمن في حدوث تقارب بين حركتي فتح وحماس لتحسين الوضع على الأرض، قبل بدء المفاوضات مع إسرائيل".

معظم الإسرائيليين ضد الدولة الفلسطينية

من جهته كشف العميد "احتياط" أودي ديكيل المدير العام في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن الصراع "الإسرائيلي - الفلسطيني" لم يكن ضمن ملفات الانتخابات الإسرائيلية، وأن المشكلة تكمن في أن الإسرائيليين باتوا غير قادرين للترويج لأية عملية سلمية مع الفلسطينيين.

وادعى أن نجاح اليمين الإسرائيلي في انتخابات الكنيست كان بسبب المخاوف الأمنية للإسرائيليين، خاصة بعد ما أسماها أعمال الشغب التي قام بها فلسطينيو الداخل خلال هبة الكرامة في مايو العام الماضي داخل المدن المختلطة.

اقرأ أيضاً: ترجمة خاصة قوانين الاحتلال ستُستبدل بقوانين السيادة اليهودية

وزعم "ديكيل" أن الاتفاقات الإبراهيمية للتطبيع ستمنح الحكومة الإسرائيلية على تغيير الأوضاع في الضفة، وأنه لا حاجة للترويج لحل الدولتين في المستقبل القريب.

وحول إمكانية تطبيق نموذج اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل تحت قاعدة "رابح – رابح"، على الصراع "الفلسطيني – الاسرائيلي"، أشار "ديكيل" إلى أن 55% من الإسرائيليين ضد إنشاء الدولة الفلسطينية، وأن 45% منهم خائفون من الوضع الديموغرافي، ولا يريدون الوصول إلى حل الدولة الواحدة.

وادعى أن تمسك الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بتحقيق كامل مطالبه أفشل العديد من جولات المفاوضات في السابق.

وتابع:" أنا أفضل المفاوضات، وإسرائيل يمكنها اليوم أن تبدأ بخطوات الفصل وتعطي المساحة للفلسطينيين، والوصول إلى دولة وحقوق متساوية، مضيفاً إلى أن الشباب الفلسطيني بحاجة لأفكار جديدة من القيادة الفلسطينية".

سلطة هشة

وفي مداخله له رأى "غيث العمري" المدير التنفيذي السابق لفرقة العمل الأمريكية المعنية بفلسطين أن حل الدولتين لا زال قائمًا، لكنه يعيش أوقاتنا عصيبة ويتوقف على صياغة سياسة جديدة تعتمد على الحلول العملية وتبادل الأراضي.

وأكد أن مسألة ضم الأراضي والاستيطان جعل من الصعب التقدم إلى الأمام في طريق حل الدولتين الذي قال: إنه يحتاج إلى الشرعية للوصول إلى اتفاق وكذلك تنفيذه.

وبين "العمري" أن السلطة الفلسطينية باتت هشة وغير قادرة على وضع سياسة جديدة، وأن 60% من الفلسطينيين باتوا يعتقدون أنها أصبحت عبئًا عليهم، وهو ما نلاحظه عمليًا فيما يحدث اليوم في جنين ونابلس.

وفي سياق آخر أكد المدير التنفيذي السابق أن إجراء الانتخابات الفلسطينية بدون مؤسسات قوية، سيعيد الفلسطينيين إلى الوضع السابق، مشيراً إلى أن حركتي حماس وفتح اتفقا على تحييد أي قوة فلسطينية أخرى تظهر على الساحة الفلسطينية.

اتفاق إبراهام 

من جانبه روّج "كوبي هوبرمان" "المؤسس المشارك لمجموعة المبادرة الإقليمية الإسرائيلية" لاتفاق أبراهام للتطبيع، زاعما أنه قد يقدم حلا ديناميكيا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر الاستفادة من علاقات الدول العربية المطبعة لإحداث تقدم سياسي مع الفلسطينيين. 

اقرأ أيضاً: قدرات إنتاجية يعطلها الاحتلال ونقص الرعاية والدعم

وقدم "هوبرمان" مبادرة من خمس مبادئ كبديل عن حل الدولتين، تعتمد على ايجاد منظومة سياسية جديدة لدعم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مبنية على إسرائيل والسعودية والدول التي وقعت اتفاقات مع إسرائيل.

وطالب الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة بالتصرف بسرعة لوقف ما أسماه العنف الفلسطيني الذي قد يمتد إلى كافة المدن الإسرائيلية، كما طالبهم بالتحضير لمرحلة ما بعد الرئيس عباس.

وشدد "كوبي" على ضرورة أن يكون للدول الإقليمية والدولية دور فاعل في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، وأن يشاركوا في حل القضايا الجوهرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين سواء تعلق الأمر بالمستوطنات أو بالأمن.

ودعا إلى توسيع الاتفاق الإبراهيمي ليضم فاعلين جدد لدعم جهود حل الدولتين، مشيراً إلى وجود ما أسماها القوة الناعمة التي تسعى لإنهاء وتحطيم أمال الشباب في المنطقة.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo