بعد انتخابات الكنيست

الدعوة لتبني مسارات للعمل الوطني ووضع آليات لتحقيقها

شبان يرفعون علم فلسطين
شبان يرفعون علم فلسطين

طرح المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات) عدة مسارات مقترحة للعمل الوطني ما بعد الانتخابات الإسرائيلية تشكل خارطة طريق على المدى المتوسط، تنقل الفلسطينيين إلى نقطة التحول نحو بلورة مشروع وطني قائم على استعادة إطار الصراع التحرري ضد المشروع الاستعماري الاستيطاني.

وتناول التقرير الاستراتيجي الذي أعده مركز "مسارات" سيناريوهات أربعة يواجهها الفلسطينيون في سياق اعتماد أهداف محددة للخيار الفلسطيني المفضل في المرحلة الراهنة.

وينطلق السيناريو الأول من محاولة إسرائيل إدارة الصراع، والاستفادة من الوضع القائم باتجاه توفير مقومات تنفيذ "رؤية نتنياهو"، وقد يشمل محاولة تكريس الانفصال عن "السكان" الفلسطينيين في الضفة في معازل غير مترابطة، وإدماج قطاع غزة ضمن الاستراتيجية المطبقة في الضفة، أو إدماج قطاع غزة ضمن استراتيجية تقاسم وظيفي تجمع ما "حماس" والسلطة.

أما السيناريو الثاني والثالث فيعتمدان على فرض تسويات منقوصة؛ وتأزيم الصراع، الذي قد يكون مفضلا لاعتماده كخيار محسوب وتدريجي للفلسطينيين في المرحلة القادمة، شريطة عدم توظيفه تكتيكيا لإعادة استنساخ المسار السابق وبقاء الوضع على حاله.

اقرأ أيضاً: وسط مؤشرات كارثية.. الكثافة السكانية تنفجر في غزة

فيما أشار مركز "مسارات" إلى سيناريو "تفجر الأوضاع" وهو السيناريو الرابع الذي قد يكون نتيجة لكل من سيناريو إدارة الصراع المفضل إسرائيليا أو سيناريو تأزيم الصراع المفضل فلسطينيا، لكون كل منهما يسعى لإفشال أهداف السيناريو الآخر.

وأكد التقرير وجود مؤشرات أولية على مضي القيادة الفلسطينية في تنفيذ بعض أشكال تأزيم الصراع، من خلال الحراك السياسي على المستوى الدولي، غير أنه يرى أن التركيز على التأزيم بالاستناد فقط إلى خطة التحرك الدبلوماسي لحشد المزيد من الاعترافات بدولة فلسطين، والتوجه نحو مجلس الأمن، لا يبدو قادرا على تشكيل حالة ردع كفيلة بلجم الانفلات المتوقع في سياسة التصعيد الإسرائيلي على الأرض.

وبين التقرير أنه حتى لا يؤدي سيناريو التأزيم أو التفجر إلى الفوضى والفلتان الأمني؛ لا بد من إعطاء الأولوية لإعادة بناء الحركة الوطنية والتمثيل الفلسطيني ومؤسسات منظمة التحرير، بحيث تكون هناك مؤسسة وطنية جامعة واحدة وقيادة واحدة تضم مختلف ألوان الطيف، وتستند إلى ركائز المصلحة الوطنية (الميثاق الوطني)، وبرنامج وطني، وإلى الديمقراطية من خلال الانتخابات كلما كان ذلك ممكنًا، والديمقراطية التوافقية عند تعذر إجراء الانتخابات.

وتناول التقرير مجموعة من مسارات العمل الوطني ذات أهداف ووسائل عمل متناسقة ومتكاملة، وتشمل: إعادة بناء الوحدة الوطنية من خلال استكمال تطبيق سائر استحقاقات المصالحة الوطنيّة، وإعادة النظر في شكل ووظائف السلطة، ومراجعة مسيرة أوسلو والتجارب الفلسطينية واستخلاص الدروس والعبر، وتدويل الصراع والتمسك برفض العودة إلى إطار المفاوضات الثنائيّة برعاية أميركية منفردة، إضافة إلى استنهاض وتفعيل المقاومة الشعبية ضد الاحتلال والاستيطان، ودعم وتطوير حركة المقاطعة.

اقرأ أيضاً: تزامناً مع المونديال.. ما هي فرص الحرب في عهد نتنياهو؟

كما طالبت "مسارات" بمواصلة العمل على رفع الحصار عن قطاع غزة، والدفاع عن الحقوق الجماعية والفردية لأبناء الشعب الفلسطيني في أراضي 48 في مواجهة سياسة التمييز العنصري، وحماية حقوق التجمعات الفلسطينية في الشتات وتوفير سبل الحماية لهم، والعمل على تدويل قضية الأسرى في سجون الاحتلال، واستعادة مكانة القضية الفلسطينية، وتوفير العمق العربي الداعم سياسيا ومعنويا وماديا.

وأكد مركز "مسارات" أن إنجاح مساراته للعمل الوطني يتطلب توفير متطلبات رئيسية تشكل رافعة للعمل الوطني من خلال عقد اجتماع فوري للإطار القيادي المؤقت، وتمكين الحكومة الفلسطينية من تحمل مسؤولياتها كاملة في الضفة وقطاع غزة، وتوفير مقومات الصمود والمقاومة للشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده؛ وتوفير الدعم للحراك الشعبي المتصاعد في الضفة، واستكمال الانضمام إلى المعاهدات والوكالات التابعة للأمم المتحدة؛ والشروع الفوري في حوار وطني شامل تشارك فيه جميع القوى والفعاليات الفلسطينية؛ ووضع خطة وطنية تتضمن آليات ووسائل تحقيق أهداف مسارات العمل الوطني.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo