تزامناً مع المونديال.. ما هي فرص الحرب في عهد نتنياهو؟

نتنياهو
نتنياهو

تتجه أنظار العالم إلى مونديال قطر 2022، بينما هناك محاذير حقيقية من استغلال الاحتلال الإسرائيلي فترة المونديال لشن عدوان على أي جبهة من جبهات الساخنة المختلفة المحيطة به.

وتأتي هذه المحاذير مع عودة "بنيامين نتنياهو" مجدداً إلى سدة الحكومة الإسرائيلية ضمن التحالف اليميني الأكثر تطرفاً، فما هي فرص نشوب حرب في عهد نتنياهو؟ وأي الجبهات المرجح اشتعالها في عهده؟ وكيف سيعمل نتنياهو لتثبيت نفسه وحكومته؟

يشار إلى أنه خلال فترة تولي لنتنياهو لرئاسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، شن ثلاثة حروب على قطاع غزة، والتي أطلق عليها اسرائيلياً "عامود السحاب" 2012، "الجرف الصامد" 2014، و"حارس الأسوار" 2021.

استعراض بالحرب

من جانبه، استبعد القيادي في حركة حماس محمود مرداوي، أن يسارع "نتنياهو" إلى تفجير حرب قريبة على أي جبهة من الجبهات الفلسطينية، منوها إلى أن نتنياهو انتهى مؤخراً من الاستعراض بالحرب بشكل مباشر، وخاصة بعدما انتهت الانتخابات وأصبح لديه حكومة مريحة.

لكن مرداوي توقع في حديثه لـ"زوايا" أن نتنياهو سيبادر للتعامل مع الثورة التي تشتعل في الضفة الغربية، حيث سيُبقى على سياسة متوازنة بين عدم الذهاب باتجاه انهيار السلطة من خلال عدم شن عملية عسكرية كبيرة واقتصارها على عمليات محدودة بالتعاون مع الشاباك، وبين استعمال السلطة كأداة لتحقيق الهدف الإسرائيلي في إنهاء ظاهرة المجموعات والكتائب المسلحة في الضفة من خلال التنسيق الأمني.

وقال مرداوي: "من المؤكد أن نتنياهو سيواجه مشكلة في التعامل مع السلطة ليس لعجزه وفشله في القراءة والتقدير، وإنما لأنه لا يستطيع أن يرضي شركاءه إلا في هذا الملف، حيث أن شركاءه حاسمين في رفض التعامل مع السلطة".

وأضاف "نتنياهو لن ينساق بشكل مطلق للتحالف الحكومي، لكنه سيتأثر به في عدة ملفات تتعلق بوقف أموال الأسرى داخل السجون، وفي إيجاد بديل للتفاوض وعدم الاقتحام والاحتكاك وإفساح المجال للسلطة كما تفعل في الوقت الحاضر في مواجهة وحل التشكيلات العسكرية مثل عرين الأسود وكتيبة جنين، والاستمرار في التنسيق الأمني".

وحول سياسة نتنياهو مع قطاع غزة، ذكر مرداوي أنها "تهدف إلى فصل الضفة الغربية عن القطاع، ولن يتراجع عن هذا النهج وسيحاول أن يبني عليه، وهي سياسة لم تتغير تجاه غزة خلال الـ 15 عاما السابقة".

ونوه إلى أن وزراء الحرب في حكومات نتنياهو الأخيرة كانا أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينت، متوقعا عدم تغير سياسة نتنياهو مع أي وزير حرب قادم.

وفيما يخص القدس، فقد عبر مرداوي عن اعتقاده بأن نتنياهو لن يمنح قرار ما أسماه "التهويد الاستعراضي" في الأقصى والقدس للمتطرف "بن غفير" حتى لو تولى وزارة الأمن الداخلي (الشرطة)، حيث سيسحب نتنياهو من بن غفير هذا القرار، ولكن بما يضمن الاستمرار في سياسة "التهويد الممنهج" والذي هو محل إجماع لدى الكيان، لكنه في ذات الوقت استبعد تكرار مشاهد اقتحامات السنة الماضية، قائلا: "لن يكررها نتنياهو لأن ما جرى في زمن الوسط واليسار لن يكون مقبولاً لدى المنظومة الدولية والاقليمية، وبالتالي سيكون التصعيد بوتيرة أقل".

اقرأ أيضاً: الأسود، الكتائب، التحديات القادمة

أما في الجبهة الشمالية، فيرى مرداوي أن "رفض نتنياهو للاتفاق مع لبنان سوف يخلق توترا للأوضاع وسُيدخل المنطقة في حالة تحدٍ".

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، فيرى مرداوي أن نتنياهو في الأسابيع الأولى سيضع خيار قصف المفاعل النووي الايراني على الطاولة ولن يتردد في ذلك، لأن ذلك سيقدم فائدة كبرى له، من حيث تحسين المفاوضات مع الأمريكان والضغط على مجموعة 5+1 (الجسم الذي يفاوض الإيرانيين)، لمنع توقيع الاتفاق أو إدخال البنود التي يعتقد العدو أنها مفيدة لأمنه للاتفاق، منوهاً أنه ليس بالضرورة أن يكون الهدف تنفيذ القصف، وانما إعطاء مصداقية للتهديد.

جبهات المقاومة

وعلى صعيد قوى المقاومة وحساباتها خلال المرحلة المقبلة، فشدد القيادي في حماس على أن الفلسطينيين سيستمرون في مقاومهم ومواجهتهم للاحتلال، مضيفاً "العدو الصهيوني له مشروعه والمقاومة الفلسطينية لها مشروعها بالتعاون مع كل أعداء هذا الكيان، الذين يؤمنون بأنه لن يزول الاحتلال إلا بقوة السلاح ".

وتابع "كل جبهات المقاومة، لا يعتبرون التغيير الحكومي الإسرائيلي جذريا، وإنما يكشف عن حقيقة الكيان الذي كان يمارس إجرامه بلسان حلو والآن بلسان قذر (..) وبالتالي هذا كيان مكشوف وواضح ويريح المقاومة ويسهل عليها قراراتها وخطواتها".

وعبر مردواي عن اعتقاده، بأن إقامة "المونديال" في قطر وانشغال العالم به، ربما لن يسرع الحرب، فنتنياهو مستمر في سياساته والمقاومة الفلسطينية واللبنانية وكل من هو في محور المقاومة سوف يتصدى لهذه السياسة، حيث أن المنطقة متفجرة وقابلة للمفاجآت.

وأضاف "المقاومة الفلسطينية كما يعلم الجميع حاسمة في مواقفها واختياراتها والشعب الفلسطيني في الداخل الفلسطيني والخارج يرى بأن أكذوبة خيار المفاوضات ما عادت تنطلي على أحد، وأنه اصطدم بواقع مرير، حيث لا تستطيع السلطة الفلسطينية أن تذر الرماد في العيون لتمرير هذه المفاوضات بعد اليوم".

وتابع "شعبنا لا يملك خيارا سوى المقاومة والضغط على هذا العدو وإعلاء الصوت حتى يعلم المجتمع الدولي أن شعبنا يريد أن يتحرر مثل باقي الشعوب ومستعد لدفع كافة الأثمان في سبيل ذلك (..) شعبنا لن يرهن القضية وتاريخه ومستقبله لتسويات ومقايضات تحقق أهدافا غير فلسطينية سواء للأوروبيين في المنطقة أو الأمريكان أو حتى بعض الأنظمة العربية التي تنشد استمرار حكمها بهدوء وبدون قلاقل واضطرابات".

وحول ما إذا فكر الاحتلال الاستفراد بغزة أو أي جبهة أخرى، فقد عبر مردواي عن اعتقاده بأن نتنياهو لن يسارع إلى فتح جبهة مع غزة لأن معركة "سيف القدس" وضعت الشعب الفلسطيني أمام تحد آخر وواجب محوري مختلف تجاه القضية وتجاه أي حرب قادمة (..)، فإضعاف هذا العدو واستنزافه مصلحة لنا، غزة تتصدر الجهاد والنضال الفلسطيني وعلينا أن نكون مستعدين لإضعاف هذا العدو حتى لو من خلال فتح معركة معه من أي جهة أخرى".

حماس لا تريد التصعيد

من ناحيته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرقب، أن يُقدم الاحتلال على عدوان قريب خلال مونديال قطر 2022، منوها أن أمام نتنياهو شهر على الأقل حتى يتم تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، حيث يكون في هذه الفترة قد انتصف المونديال وقارب على نهايته.

ويرى الرقب في حديثه لـ"زوايا" أنه لن يكون لدى نتنياهو وقتاً ليفكر في شن أي حرب واستغلال الانشغال العربي والدولي بالمونديال، مشيراً إلى أن لدى نتنياهو ملفات كثيرة جداً يحتاج أن ينجزها في الداخل قبل أن يفكر في الخارج، ومن أهم هذه القضايا أنه يريد أن ينهي تأثير سلطة القضاء الإسرائيلي الذي يلاحقه وينغص حياته من خلال الضغط عليه لمحاكمته.

وعلى الجانب الآخر، أوضح الرقب أن حركة حماس التي تحكم قطاع غزة ليست معنية في هذه المرحلة بالتصعيد والدخول في حرب جديدة، مشيراً إلى أن حماس معنية بهدوء يقابله إنعاش اقتصادي في القطاع، كما هو ملاحظ مع زيادة حركة العمالة في الداخل المحتل .

ونوه إلى مساعي نتنياهو لعدم التصعيد خلال فترة حكمه السابقة، حيث أن الأخير هو من سمح بإدخال الأموال القطرية إلى غزة وحاول "نفتالي بينت" من بعده أن يحارب ذلك، فبدل تحويل هذه المبالغ من كاش عبر تل ابيب، تحولت إلى بضائع تدخل عبر القاهرة ثم تأخذ حماس منها أموال إيراداتها.

وفيما يخص الموقف العربي من أي حرب جديدة على غزة، يرى الرقب أن نتنياهو يسعى لزيادة التطبيع مع العرب، ولكن في ظل شركائه الجدد من اليمين المتطرف سيكون هذا الأمر محرجاً للعرب أن يطبعوا مع وزراء يهتفون "بالموت للعرب"، وبالتالي سيجد العرب أنفسهم مضطرين لاتخاذ موقف داعم للشعب الفلسطيني في أي عدوان.

ورغم أن الرقب يرى أن الحرب مستبعدة على قطاع غزة في الفترة القريبة، لكنه أشار إلى أن الصراع سيكون أكبر في القدس والضفة الغربية، حيث وعد نتنياهو بشكل واضح حلفاءه المتطرفين بأنه سيعيد بعض المستوطنات التي هدمت مثل مستوطنة إيتمار، وهو الأمر الذي سيكون له تأثيرات كبيرة جداَ على الداخل والمحيط العربي، علماً أن من يشرف على المقدسات الإسلامية والمسيحية هي المملكة الأردنية الهاشمية، والتي من المؤكد ستضطر لاتخاذ موقف ضد إجراءات الاحتلال بحق القدس وأهلها.

ويعتبر الرقب أن "مجيء حكومة يمينية متطرفة سيسهل علينا كفلسطينيين كشف هذه الحكومة وزيفها، وبالتالي إدارة الصراع مع الاحتلال سواء عبر المقاومة أو العمل الدبلوماسي والسياسي، حيث أن هذه الأحزاب مصنفة لدى كثيرين بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية بأنها أحزاب فاشية لن تجلب الاستقرار للمنطقة بقدر ما ستجلب التوتر والأزمات".

اقرأ ايضاً: وسط مؤشرات كارثية.. الكثافة السكانية تنفجر في غزة

وحول المطلوب فلسطينياً لمواجهة مرحلة نتنياهو الجديدة، فقد شدد الرقب على أهمية إنجاز المصالحة الوطنية، قائلا "من العار استمرار هذا الانقسام البغيض"، ومعرباً عن اعتقاده بأن المصالحة الحقيقية لم تنضُج بعد لأن الطرفين الرئيسيين لهما غاياتهما من عدم إنهاء الانقسام، حيث أن رئيس السلطة محمود عباس لا يريده في الوقت الحالي، وحركة حماس مستفيدة منه كذلك.

واعتبر الرقب أن الرهان الآن على المقاومة في الضفة الغربية، بأن تطور من أدواتها ومن حالة الوحدة في مواجهة الاحتلال، مشيراً إلى إنه في حال شن الاحتلال عدواناً على غزة، فإن المقاومة سوف تتصدى له، أما في حال التصعيد في الضفة والقدس فإن غزة لن تدخل على الخط بشكل سريع وواسع إلا وفقاً للمتغيرات، حسب تعبيره.

الضفة معضلة الاحتلال

أما أحمد عبد الرحمن الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، فقد كان له رأي مختلف نسبياً عمن سبقوه في توقعات الحرب أثناء مونديال قطر 2022، حيث عبر عن اعتقاده بأن العدو الإسرائيلي ليس بحاجة لأحداث معينة كبطولة كأس العالم أو غيرها للتغطية على عدوانه المستمر ضد الشعب الفلسطيني، والذي يأخذ أشكالاً مختلفة.

ولفت إلى أنه في كل الحروب التي شنها العدو ضد قطاع غزة -على سبيل المثال - لم يُلقِ بالاً لانتقادات منظمات حقوق الانسان، أو الهيئات الأممية والدولية، وكان وما زال يضرب بعرض الحائط كل المواثيق والقرارات ذات الصلة بحقوق الإنسان خصوصاً في أوقات الحرب.

وبخصوص احتمال التصعيد أو الحرب في ظل عودة نتنياهو وحلفائه من المتطرفين أمثال "سموتريتش وبن غفير" لسدة الحكم في الكيان الصهيوني، فقد عبر عبد الرحمن لـ"زوايا" عن اعتقاده "أننا لا يمكن أن نشهد حرباً قريبة، لأسباب لها علاقة بتوجه متوقع من نتنياهو لإصلاح علاقاته المتوترة مع الولايات المتحدة، خصوصاً بعد فشل حلفائه الجمهوريين في السيطرة على مجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الامريكي، وذلك كله بالرغم من وجود تحفظ أمريكي على إشعال توترات ومواجهات أخرى في العالم في ظل الحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا، وتوتر العلاقة مع الصين".

وكمن سبقوه، توقع عبد الرحمن أن تشهد ساحة الضفة الغربية تصعيداً ملحوظاً، حيث باتت تشكل معضلة حقيقية لأجهزة الأمن الإسرائيلية، لا سيما في جنين ونابلس، وهذا ربما يكون دافعا مهما لنتنياهو وحكومته المتطرفة لحسم هذا الملف المعقد خلال الشهور الأولى من ولايته.

وحول الانشغال العربي والدولي بالمونديال، فقد ذكر عبد الرحمن أن الشعب الفلسطيني وفصائل مقاومته على مدار أكثر من 74 عاماً من عمر هذا الاحتلال البغيض وهم يقاتلون بإمكانيات متواضعة قياساً بما يملكه الاحتلال، ويخوضون المعارك المختلفة دفاعاً عن أرضهم ومقدساتهم رغم حجم التضحيات الجسام التي قدموها وما زالوا، وهم بالتالي ورغم تحالفاتهم مع قوى المقاومة الأخرى في المنطقة إلا أنهم يعتمدون على قدراتهم الذاتية وإمكانياتهم المحلية، وهذا جعل منهم قوة صلبة وثابتة لا يُستهان بها، وبإمكانها فرض معادلات، وإحداث تحولات مهمة وفارقة.

وأضاف : "أعتقد أن خذلان البعض أو انشغال البعض الآخر لن يشكل فارقاً مهماً في معادلة الصراع التي يخوضها الشعب الفلسطيني بكل شرائحه ضد العدو الصهيوني"، مشددا على أن "الفلسطيني المؤمن بعدالة قضيته والمسكون بهم الوطن والمقدسات سيُفشل كل مخططات العدو في أي معركة قادمة".

وتابع: "إن الزمن الذي كانت فيه (إسرائيل) تنفذ عدوانها وتعود قواتها إلى قواعدها سالمة كما كان يحدث قبل سنوات قد ولى وانتهى، والتجربة المريرة التي عاشها جيش الاحتلال في سيف القدس ووحدة الساحات، ومن قبلها في عدواني 2012 و 2014 خير شاهد على ذلك".

وحول الأهداف المرجوة لنتنياهو من أي حرب جديدة قد يقدم عليها؟، فقد رأى عبد الرحمن أن "نتنياهو الحالي الذي يواجه ملاحقات قضائية متعددة، ومواقف أمريكية متوجسة وقلق من عديد الدول على مستوى العالم من تحالفه مع المتطرفين الحريديم لن يكون كنتنياهو ما قبل معركة سيف القدس بغطرسته وغروره وعدوانية، وربما سيحاول تجميل صورته على المستويين الداخلي الموسومة بالفساد والسرقة، وعلى المستوى الخارجي والدولي خصوصاً مع الحليف الأهم لإسرائيل الولايات المتحدة الامريكية".

وقال: "علينا أن ننتظر شكل الحكومة القادمة، حتى نعرف الحد الذي يمكن أن يصل له نتنياهو في التعامل مع الملفات المختلفة، لا سيما ملف الاستيطان في القدس والضفة الغربية، وملف قطاع غزة، إضافة إلى ملف الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، الذي وقعه لبيد برعاية أمريكية، وأهم من هذا كله الموقف القديم الجديد من البرنامج النووي الايراني خصوصاً في ظل تعطل الوصول لاتفاق لإحياء خطة العمل المشتركة الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1".

وفي ختام حديثه يضيف عبد الرحمن "أعتقد أن التصعيد الأكبر سيكون في ساحة الضفة المحتلة، فيما يمكن لنتنياهو أن يلجأ لمزيد من التسهيلات لقطاع غزة لتحييدها عن المواجهة في القدس والضفة".

في ساحة لبنان، فلا يبدو أن نتنياهو يمكن أن يغامر في نقض اتفاق ترسيم الحدود، خصوصاً وأن أمريكا كانت عراب الاتفاق، وهو لا يريد توتر إضافي للعلاقة معها، في حين أن الملف الايراني يحتاج إلى ضوء أخضر أمريكي لأي تحرك عسكري محتمل وهذا الأمر مستبعد حالياً، وفق حديث عبد الرحمن لـ"زوايا".

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo