إفساد الفضاء الفلسطيني

حقوقية إسرائيلية: وحش الاستيطان يسحق أراضي الضفة

الاستيطان في الضفة الغربية
الاستيطان في الضفة الغربية

انتقدت كاتبة صحفية إسرائيلية سياسة حكومة الاحتلال القائمة على تحطيم الفضاء الفلسطيني من خلال تقسيم أراضيهم وطردهم وحشرهم داخل حدود القرى.

وأضافت "عميره هاس" الكاتبة والحقوقية المختصة بالشؤون العربية في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، أن التقسيم والطرد هي سياسة إسرائيلية تنفذها "إسرائيل" في الضفة الغربية منذ العام 1948، ولم تتوقف رغم إطلاق العملية السياسية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في تسعينات القرن الماضي، موضحةً أن إسرائيل سرعت من عملية نهب وسرقة الأراضي الفلسطينية في هذه الفترة، صدق الكتابات الفلسطينية منذ أكثر من مئة عام بأن هدف الصهيونية وجوهرها هو طرد الفلسطينيين من أراضيهم وتهجيرهم.

اقرأ أيضاً: خبير مصري: موقف "لابيد" من حل الدولتين فرصة

وقالت إن إسرائيل عمدت منذ احتلال الضفة الغربية في العام 1967 إلى سياسة تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى أكبر قدر من الجيوب الفلسطينية الصغيرة، المحاطة والمنفصلة عن بعضها، من خلال أكبر قدر من الكتل الاستيطانية لليهود، الآخذة في التوسع والمربوطة بإسرائيل بشبكة شوارع تتحسن باستمرار.

واتهمت "هاس" وسائل الإعلام العبرية بالانشغال بالانتخابات، وتجاهل التقسيم المخطط والإفساد "الجيوغرافي – الديمغرافي – الأخلاقي" للفضاء الفلسطيني الذي ينفذه الكثير من الإسرائيليين، في وضح النهار.

وبينت الكاتبة الإسرائيلية أنه من أجل استيعاب التدمير الموجود في التخطيط الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية يجب أن نربط الحقائق التي وضعتها جميع حكومات إسرائيل طوال السنين، بدءً بإلغاء صلاحيات التخطيط للمجالس المحلية الفلسطينية، في 60% من أراضي الضفة، ومصادرة الأراضي للاحتياجات الأمنية، وحظر البناء والتطوير، والشوارع التي تبتلع الأراضي الزراعية، مروراً بمنع الفلسطينيين، من الوصول إلى أراضيهم طوال سنين، وتقييد كمية المياه، والإعلان عن مئات آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية بأنها "أراضي دولة"، والإعلان عن مناطق تدريب من أجل وقف تطوير قروي طبيعي فلسطيني، وتزوير وثائق ملكية الأراضي، والبؤر الاستيطانية الكرفانية التي تتحول إلى فيلات، وانتهاء بقرارات حكومية لتبييض كل ذلك، وعائق الفصل الذي يحتجز مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية الخصبة.

وتابعت:" يجب أن نربط كل نقطة كهذه بالنقاط الأخرى لفهم تداعياتها، ولنرى الوحش الاستيطاني والتدميري بكافة ملامحه.

كما تطرقت الحقوقية الإسرائيلية إلى عدد الدونمات الكبير التي سيطرت عليها بؤر الرعاة الاستيطانية، ووصف أسنان الجرافات التي تقتلع أشجار الزيتون القديمة والجديدة، وكيف كيف امتلأت الأرض الفلسطينية بكتل استيطانية كبيرة.

اقرأ أيضاً: "الأعياد اليهودية".. فرصة "جماعات الهيكل" لتغيير الأمر الواقع في المسجد الأقصى

وأوضحت "عميرة هاس" أن المحامين المستقلين، ونشطاء إسرائيليين وفلسطينيين مختلفون يحاولون وقف هذا الاغتصاب المتسلسل، أو على الأقل التحذير منه، لكنهم يتعرضون إلى الملاحقة، فيما تروج الصحافة العبرية أن هذا السحق والتقسيم وحشر الفلسطينيين داخل حدود القرية يعتبر إنقاذاً لإسرائيل وتطبيقا للوصايا وارتفاعا في مستوى المعيشة وفي مكاسبهم المادية.

وفي زاوية أخرى تحدثت المختصة بالشؤون العربية في هآرتس عن عنف المستوطنين وسيطرتهم على المزيد من الأراضي الفلسطينية حتى من خلال تجاوز المخططات الهيكلية الرسمية العلنية، مشيرةً إلى سلطات الاحتلال سمحت وتواصل السماح بعنف المستوطنين وتشرعنه وتشجعه.

وأكدت أن هذا العنف يرافق كل بؤرة استيطانية جديدة، بهدف توسيع حدودها لابتلاع الجيوب المخصصة للفلسطينيين، موضحةً أنها كلما كانت صغيرة ومكتظة ومنفصلة عن الجيوب الأخرى كانت أفضل بالنسبة للجمعيات الاستيطانية.

واعتبرت "هاس" أن سحق المنطقة بالاستيطان هو أكثر بكثير من "إحباط إقامة دولة فلسطينية"، كونه تنكيل موجه لكل فلسطيني، على صعيد الممتلكات ووسائل العيش والتراث وحياة العائلة وإمكانية الدراسة والعلاقات الاجتماعية وحرية الحركة والمستقبل.

وأضافت أن سرقة الفضاء الفلسطيني تهاجم حاضر وتاريخ المكان، المدينة، القرية والعائلة، وتمس بالصحة الجسدية والنفسية لكل إنسان، وتابعت:" المشكلة في السحق ليست في إضعاف السلطة الفلسطينية، بل بالتخريب الذي لا يمكن منعه والموجه ضد الفلسطيني الذي يعيش في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، الذي وعده العالم في مرحلة معينة أن حقه في الاستقلال والحرية سيطبق"، لكن وبحسب رأيها فإن قدرة الفلسطينيين على الصمود هي التي تشوش قليلا الخطط الإسرائيلية.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo