"مجلس المستوطنات" يحلم بالعودة لـ"غوش قطيف" ومليون مستوطن في الضفة

المستوطنات في الضفة
المستوطنات في الضفة

قبل أيام تم تعيين "شلومو نئمان" رئيسًا جديدًا لـ"مجلس المستوطنات" أو ما يعرف عبريًا "مجلس يشع" الذي يمثل كافة المستوطنات في الضفة وقطاع غزة، وذلك خلفاً للرئيس السابق "دافيد الحياني".

ويشكل مجلس "المستوطنات" جسمًا ضاغطًا أو استشاريًا أمام الحكومة الإسرائيلية، وتضطلع بكل المهمات المتعلقة بتوسيع الاستيطان، ومساعي فرض السيادة الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.

وشغل "نئمان" سابقا رئاسة مجلس مستوطنات "غوش عتصيون"، حيث أكد "وليد حباس" الباحث في المركز الفلسطيني للدارسات الإسرائيلية (مدار)، أن نشاط "نئمان" تركز سابقا في توسيع البناء الاستيطاني وعمل إلى جانب العديد من المستوطنين كعنصر ضغط على الحكومة الإسرائيلية لضم الضفة الفلسطينية إلى إسرائيل.

كما نشط "نئمان" في استقطاب مهاجرين جدد من روسيا وأوكرانيا للاستيطان في الضفة، وكان عضوًا فاعلاً في الهيئة العامة لمجلس المستوطنات "يشع"، ومنذ سنوات عمل كمنسق للعلاقات الخارجية في دول شرق أوروبا.

اقرأ أيضاً: تل أبيب تخشى انفجار الأوضاع خلال الأعياد وقبل انتخابات الكنيست

وأوضح "حبّاس" أن "نئمان" الذي ينتمي لحزب الليكود ويؤيد المواقف التي يطرحها رئيس الوزراء الأسبق "بنيامين نتنياهو" نجح في جلب عشرات العائلات الأوكرانية وتوطينها في مستوطنات الضفة، منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، وهو ما دفع إلى انتخابه رئيسا لمجلس المستوطنات كونه يقيم علاقات متشعبة وناجحة مع يهود أوكرانيا.

وبحسب تصريحات "نئمان" بُعيد انتخابه، فإن الهدف القديم الذي يضعه مجلس المستوطنات أمامه حان وقت تنفيذه، وهو: إيصال عدد المستوطنين في الضفة إلى مليون مستوطن خلال السنوات العشر القادمة.

وتطرق الباحث الفلسطيني إلى تعريف مجلس المستوطنات "يشع"، والذي يشكل اختصارًا عبريًا عن يهودا وشومرون (الضفة الغربية) وعزه (غزة)، ويعتبر أحد أهم رواد الاستيطان التوسعي في الضفة.

ويهدف مجلس "يشع" باعتباره جمعية عامة، أو منظمة غير ربحية، لتطوير المشروع الاستيطاني، وتمثيل مصالح المستوطنين في كل ما يتعلق بشؤون حياتهم، وكذلك القيام بالترويج لما يسمى شرعية الاستيطان وأهميته، سواء داخل إسرائيل أو في العالم.

ويتشكل مجلس "يشع" من رؤساء مجالس المستوطنات وعددهم 25 مجلساً، يمثلون كل المشروع الاستيطاني في الأرض المحتلة العام 1967، وهم مقسمون: لـ"مجالس بلديات المدن، ومجالس مستوطنات محلية، ومجالس مناطقية "تضم أكثر من مستوطنة أو كيبوتس صغير".

وكشف الباحث "حبّاس" أن حرف "ع" في اسم المجلس "يشع" يدل على قطاع غزة وأن الاستيطان اليهودي فيها باق وسيبقى، حيث يعتقد المستوطنون أنهم سيعودون إلى "غوش قطيف" (واحدة من أبرز مستوطنات غزة التي تم إخلاؤها العام 2005)، كما عادوا إلى مستوطنة "غوش عتصيون" في بيت لحم والتي انسحب المستوطنون منها عام 1948، ثم قامت مرة أخرى بعد 19 عاماً.

وحول المهام التي يقوم بها مجلس المستوطنات أوضح الباحث أنه يقوم بتأمين حماية أمنية للمستوطنات من خلال التنسيق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية؛ وشق طرق التفافية، وتأمين مواصلات الطلاب المستوطنين إلى عمق إسرائيل، والقيام بحملات ترويج للاستيطان وأرض ما يسمى بـ"إسرائيل" الكبرى.

اقرأ أيضاً: النشاط الإيراني في الضفة يقلق السلطة

كما أن مجلس "يشع" يشرف بشكل غير مباشر على مشاريع صناعة النبيذ في الضفة الغربية. فالمجلس يروج باستمرار لنحو 10 مصانع نبيذ، بحيث أن كل مصنع يسيطر على كروم عنب واسعة، ويصدر بضاعته إلى العديد من دول العالم.

وأضاف باحث "مدار" أن المجلس يحظى بمكانة لدى اليمين الإسرائيلي، بغض النظر عن الانقسامات والخلافات بين أطياف اليمين المتنوعة، كما يعتبر النشاط الذي يقوم به مجلس المستوطنات "يشع" في أقصى اليمين المتطرف، لدرجة أن المجلس رفض خطة ترامب أو ما يسمى بـ"صفقة القرن"، لأنها تعد الفلسطينيين بفتات دولة في أراضي الضفة الغربية، وهو أمر غير مقبول على التيار المتطرف داخل مجتمع المستوطنين.

وأشار "حباس" إلى أهم ثلاثة أهداف لمجلس المستوطنات "يشع"، بحسب ما هو منصوص عليها في نظامه الداخلي، وهي: فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة وغزة، وتوسيع الاستيطان خصوصا في القدس وضواحيها، ومحاربة اتفاقيات السلام التي تدعو إلى تقسيم ما تسميه "أرض إسرائيل" ومنها اتفاقية أوسلو.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo