اتهمت صحيفة "هآرتس" العبرية دولة الاحتلال وأذرعها العسكرية والقضائية بمساندة المستوطنين في اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين، وكذلك اليهود أنفسهم من النشطاء اليساريين ممن يدافعون ويدعمون المزارعين الفلسطينيين.

وفي مقال نشرته صحيفة هآرتس وثقت الناشطة اليسارية "هاجر شيزاف" هجوم مجموعة من المستوطنين جاءت من مستوطنة "بات عاين" بعضهم كان ملثما ومسلحا، على ثلاثة نشطاء يساريين إسرائيليين في الوقت الذي ساعدوا فيه فلسطينيين في قطف الزيتون ببلدة صوريف وسط مدينة الخليل بالضفة المحتلة.

وأضافت الصحفية الإسرائيلية أن النشطاء قدموا عشرات الصور والأفلام بجودة عالية، للمحققين الإسرائيليين، للعثور على المعتدين، دون جدوى حيث لم تحقيق

أولي في الحادث، وأن الوحيدين الذين تم تشخيصهم واعتقالهم ومن تم التحقيق معهم، هم بعض الفلسطينيين الذين قمنا بقطف الزيتون معهم.

وأوضحت أن النيابة العسكرية الإسرائيلية تنوي التوقيع على صفقة مع المستوطن الوحيد الذي تم اعتقاله بتهمة مهاجمة النشطاء، من أجل التخفيف من الاتهامات ضده وشطب مشاركته في الهجوم على شخص آخر من لائحة الاتهام، وذلك رغم أن الحادث وثق بأفلام وصور، مشيرًة إلى أن الصفقة ستعرض أمام ما تسمى بمحكمة الصلح في القدس بعد أسبوعين، حيث ستطالب النيابة بسنتين سجناً للمتهم، كعقوبة شديدة".

اقرأ أيضاً: برلماني مصري سابق: "إسرائيل" غيبت حل الدولتين واستخدمت فزاعة إيران للتطبيع

وقالت "هآرتس" إن إسرائيل اختارت عدم تطبق القانون على المهاجمين وامتنعت عن اتهام المستوطنين بالاعتداء الجماعي، ما يشكل تعاونا مفضوحا بين السلطات الإسرائيلية وبين المستوطنين الأكثر عنفًا.

وتساءلت هآرتس:" إذا قامت النيابة والمحكمة بدور الدفاع عن المستوطنين أمام نشطاء يهود، فما الذي يمكن أن نتوقعه في مئات الأحداث الأخرى التي كان فيها المعتدى عليهم فلسطينيين لا يحظون بالترف الذي نحظى به نحن؟، كاشفًة أن هذا التعاون ليس عرضا منفردا وإنما أسلوب يهدف لدفع الفلسطينيين إلى ترك أراضيهم.

وتابعت:" بعد فترة قصيرة سيصادف موسم قطف الزيتون وستستأنف اعتداءات المستوطنين في حالات نادرة سيصل الأمر إلى تغطية إعلامية، مزارعون ونشطاء سيتم ضربهم، أراضٍ ستصادر، هذا سيناريو معروف مسبقا. الرد الوحيد الذي يمكن تقديمه على ذلك هو تعزيز وقوفنا إلى جانب المزارعين الفلسطينيين".