برلماني مصري سابق: "إسرائيل" غيبت حل الدولتين واستخدمت فزاعة إيران للتطبيع

عمرو حمزاوي
عمرو حمزاوي

قال "عمرو حمزاوي" الكاتب السياسي والبرلماني المصري السابق إن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وفقا لمبدأ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لم تعد ضمن الأهداف السياسية للحكومات الإسرائيلية.

وأضاف "حمزاوي" أن السياسة الإسرائيلية الحالية قائمة على الإبقاء على الأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية، والتي تعتمد على الاستمرار في النشاط الاستيطاني في القدس والضفة الفلسطينية، وحصار قطاع غزة عسكريًا واقتصاديًا، فيما تنشط سياسة إسرائيل الخارجية في الشرق الأوسط نحو مواجهة إيران وحلفائها ووكلائها، وتعزيز التعاون أمنيا وتكنولوجيا واقتصاديا مع الدول العربية التي تربطها بها علاقات دبلوماسية، واستعادة العلاقات الجيدة مع تركيا.

وأشار أستاذ العلوم السياسية المصري في مقال له إلى أن التقلبات الدراماتيكية والعديدة التي تعرضت لها المنطقة العربية منذ عام ٢٠١٢، دفعت القيادة الإسرائيلية للتحرك باتجاه إسقاط حل الدولتين والتسوية السلمية للقضية الفلسطينية كهدفين استراتيجيين، بعد أن توقفت المفاوضات بين الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وبين السلطة الفلسطينية، واقتصرت العلاقات مع الفصائل في غزة على المواجهات والعمليات العسكرية تارة وعلى اتفاقيات وقف إطلاق النار والهدنة تارة أخرى.

اقرأ أيضاً: "زوايا" ينفرد: إقامة منطقة صناعية "حرفية" جنوب قطاع غزة

وبين "حمزاوي" أن قبول مبدأ حل الدولتين والعمل على التسوية السلمية للقضية الفلسطينية كانا من بين أهداف السياسة الإسرائيلية تجاه الشرق الأوسط بين تسعينيات القرن العشرين وبين انتفاضات الربيع العربي في ٢٠١١، حيث كانت النخب الحاكمة في إسرائيل، تنظر إلى تسوية القضية الفلسطينية على أنها المدخل الوحيد للانفتاح على الدول العربية والتطبيع معها.

وتابع:" هذه النظرة الاستراتيجية هي التي دفعت إسرائيل إلى المشاركة في مفاوضات السلام الإقليمي، وأسفرت آنذاك عن مؤتمر مدريد للسلام (١٩٩١) الذي جمع العرب وإسرائيل وجها لوجه، كما حفّزت إسرائيل على بدء مفاوضات ثنائية للسلام مع الأردن، ومع فلسطين ممثلة في منظمة التحرير والتي أسفرت عن اتفاقية أوسلو كما تجاوب معها العالم العربي حين أعلن عن مبادرة السلام العربية عام ٢٠٠٢".

وشدد السياسي المصري أن غياب التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتواصل التدخلات العسكرية والأمنية الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية وغزة والتورط في حروب حدودية مع حزب الله اللبناني، كانت من أهم الأسباب التي دفعت العرب بالتشكيك في جدية إسرائيل نحو تحقيق السلام، وساهمت في ارتفاع الأصوات المعارضة للمفاوضات لصالح ما سمى آنذاك بمحور الممانعة الذي تصدرته عربيا سوريا وحركة حماس وحزب الله.

اقرأ أيضاً: كتاب لـ"زوايا": القضية الفلسطينية بحاجة لمسار تحرري جديد والصراع الداخلي غيبها

في المقابل توترت علاقات تل أبيب مع أنقرة، ولم تنجح السياسة الإسرائيلية في احتواء إيران إما بتجميد مشروعها النووي أو بالحد من مساحات الفعل الإقليمي للجمهورية الإسلامية.

وأوضح "حمزاوي" أن ذلك انعكس أيضًا على المجتمع الإسرائيلي حيث انسحب أغلبية الإسرائيليين من تأييد السلام مثلما انسحبت الأغلبية العربية، ووفقًا لاستطلاعات الرأي العام، لا توجد أغلبية مؤيدة للسلام مع الفلسطينيين داخل إسرائيل وتحصل أحزاب اليمين واليسار والأحزاب الدينية على مقاعدها في البرلمان إما برفض حل الدولتين أو بالتركيز على الإدارة البوليسية للمناطق الفلسطينية.

وكشف البرلماني المصري السابق أن تمدد النفوذ الإيراني وتراجع الدور الأمريكي فيما يخص تعهداتها الأمنية تجاه الخليج كانت من محفزات التقارب بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين، وانفتاح بعض الدول العربية على التعاون الأمني والسياسي مع إسرائيل. فوقعت الإمارات والبحرين وبعدهما المغرب والسودان الاتفاقيات الإبراهيمية مع إسرائيل في ٢٠٢٠ و٢٠٢١، دون أن تشترط هذه العلاقات إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية أو وقف الاستيطان.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo