في ضوء نتائج التوجيهي

كتَاب: التعليم في فلسطين يعتمد الحفظ وخارج دائرة الذكاء والإبداع

التعليم في المدارس الثانوية بغزة
التعليم في المدارس الثانوية بغزة

كما العادة في كل عام، بعد ظهور نتائج الثانوية العامة تكثر الأحاديث عن الجامعة والكليات والمعاهد والتخصصات، كما تكثر النصائح والتوجيهات والتعليمات والإرشادات للطلبة قبل دخول الجامعات.

وتكمن أهمية هذه المرحلة وحساسيتها كونها مغامرة جديدة مليئة بالتجارب والمعارف والخبرات التي سيكتسبها الطالب، بالإضافة إلى أنها مرحلة عمرية استثنائية تتوقف عليها كامل حياة الطالب فيما بعد الجامعة.

ويرى طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي أن النظام التعليمي في فلسطين لم يتغير، وأن طقوس الاهتمام بنتائج الثانوية العامّة أيضًا لم تتغير، حيث ينطوي على مبالغة شديدة، وكأنّ الناجح أو المتفوّق قد اجتاز الفضاء الخارجي، مشيرًا إلى أن هذا الشعور النفسي، لا يعكس أبداً حالة متطوّرة من استخدام العقل، والتنوير والإبداع.

وأوضح أن النظام التعليمي في فلسطين يعتمد على التلقين والقدرة على الحفظ، بما يؤدي إلى حالة من الكسل الذهني الإبداعي، مضيفًا أن شعور الأهالي بذكاء أبنائهم المتفوقين يبقى مؤقتاً، ثم يضيع عند الدخول في مرحلة الدراسة التالية، بسبب صعوبات الحياة، وضعف الإمكانيات المادية.

اقرأ أيضا: طلبة الثانوية العامة بفلسطين.. سوق عمل مثخن يُعقّد اختيار التخصص

وأكد "عوكل" أن الواقع التعليمي صعب إلى حد كبير، بسبب وجود عملية قطع بين مراحل الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية، مع المرحلة اللاحقة، وأن الطالب لم يتأسّس على تنمية المواهب، وتعزيز الاختيارات التي تتناسب مع رغبة ومهارات الطلاب، ولذلك كان من الصعب بعد ذلك أن يختار الطالب، إلّا ما يعتقد أنه يساعده على العمل.

وتساءل "عوكل" ماذا ستفعل الجامعات المنتشرة في البلاد، وكلها تتوسع في التخصّصات، من دون حساب، ومن دون تنسيق بين بعضها البعض؟. مطالبًا بإجراء تغيير جذري على النظام التعليمي، بحيث يتواكب مع تطورات العصر، وحاجات السوق ليس فقط الفلسطينية وإنما الخارجية.

خلل في النظام التعليمي

من جهته اعتبر الكاتب أكرم عطا الله أن تكرار ارتفاع النسب التي يحصل عليها طلبة الثانوية العامة في كل عام والتي تتخطى ٩٩%، دليل على أننا أمام معادلة مختلفة وهي معادلة الحفظ وقوة الذاكرة ليس أكثر وليس المنافسة على الذكاء والقدرات والابداع، التي تعتبر وظيفة العقل البشري.

وأضاف أن هذه النسب تعكس خللاً في النظام التعليمي لذا نجد فارقاً بين نسبة الطالب في التوجيهي ونسبته التي يحصل عليها في الجامعة، مبينًا أن نظام حفظ المعلومات، والقدرة على النقل وليس استعمال العقل، تعتبر أزمة أمة بكاملها يغيب عنها العلم وينكفئ العقل والإبداع.

اقرأ أيضا: الغزيون والكهرباء.. موجة الصيف وأزمة الغلاء

وتابع:" ليس من الصدفة أن نحكتر ذيل القائمة في كل شيء، فيما العالم يخطو نحو المستقبل ويسطر الذرة ويخترع لقاحات للأمراض ويصل للقمر ويحدث ثورة في عالم التكنولوجيا والتواصل بين البشر، لأننا ببساطة لم نتعلم الإبداع، حفظنا عددا من الكتب فقط، هذا كل ما كان لدينا وتلك مهمة لم تكن تستدعي إعمال العقل".

وكشف "عطا الله" أن العديد من الدول قامت بإلغاء نظام التوجيهي، وأن العديد من الطلاب الفلسطينيين ممن يسافرون للدراسة يصابون بصدمة مما يطلب منهم، خاصة في الجامعات المتقدمة حين يُطلب منهم نمط مختلف عما هو لديهم، لأن التوجيهي في بلادنا يقيس اختبارات تطبيقية فقط بطريقة الحفظ.

وخلص إلى أن التعليم في فلسطين ليس إلا منتج لخلل بنيوي في السياسة والتشريع والقضاء والصحة وحقوق الإنسان، فنحن نقف كما كل عام أمام اختبار أبنائنا كأرشيف.

دور التعليم والحكومة

ومن هذا المنطلق طالب متابعون وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، العمل على توجيه الطلاب نحو التعليم التقني، بعد أن تشبعت البلاد بالتعليم الأكاديمي الذي يُبقى الكثير من خريجي الجامعات بدون وظائف.

كما دعوا الحكومة الفلسطينية العمل على وضع الأسس والبرامج وبناء المصانع، التي من شأنها الحد من البطالة، ووقف هجرة الطلاب والعمال إلى الخارج.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo