حماس في دمشق.. القفز داخل السفينة الخاطئة

بشار الأسد وإسماعيل هنية
بشار الأسد وإسماعيل هنية

تورط عاصمة العروبة دمشق في "المحور الايراني" المُصمم لخدمة طهران فقط، بعد سلسلة المذابح التي طالت أرواح نصف مليون سوري، وتشريد الملايين جاء بهدف واحد فقط هو الحفاظ على نظام لا يمتلك الا شرعية الموت والقهر.

النظام السوري الذي ذهب بعيدا بين الحضن الايراني والمشروع الروسي يجد نفسه رغم كل المحاولات معزولا داخليا وخارجيا، الا من بعض محاولات الاحتواء بأقل الأثمان أو بدونها في اطار حسابات الغير من اجل تطويع سوريا هنا وهناك وبقاء الوريث الدموي ودائرة الحكم الضيقة فقط.

والمؤسف أن تدثر هذا النظام بمحور المقاومة الدعائي لم يمنع الطائرات الاسرائيلية من قصف جنود ومنصات الصواريخ السورية والايرانية في جولات جوية أصبحت شبه يومية دون ادنى رد فعل، فيما تهاجم طائرات المحور على السوريين بلا رحمة، حتى الأنظمة الجوية الروسية أخذت موقف الحياد في اهانة ما بعدها اهانة.

اقرأ أيضاً: هل اقتربت ساعة الصفر لإعلان تطبيع العلاقة بين حماس ودمشق؟

اذن سوريا النظام المعزول والمتورط داخليا وخارجيا في ظل تحالفات اقليمية ناشئة تحولت الى ورقة لدى المفاوض الايراني بلا مستقبل حقيقي لتصبح من دولة تأثير الى مجال للنفوذ الايراني والروسي وكلاهما يعيش مأزق حقيقي داخليا وخارجيا نتيجة المغامرات التوسعية.

صعود تيار من حركة حماس الى السفينة السورية قرار خاسر ولا يوجد له أي مبرر في ظل اشتداد المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي في كل ربوع فلسطين وارتفاع روح المقاومة لدى الشباب الفلسطيني رفضا للاحتلال والتصدي للمستوطنين. 

لذلك المعركة هنا تجعل فلسطين محور اهتمام العالم والمنطقة وليس بالدخول في محور موسوم بالطائفية والضعف ولا يعرف للديمقراطية وحقوق الانسان معنى.

توريط غزة وفلسطين في لعبة المحاور سيزيد من أعباء الشعب الفلسطيني ويزيد من العزلة العربية رغم ضعف التأثير العربي الا أنهم يمثلون العمق الشعبي الحقيقي للقضية الفلسطينية والاستثمار معهم اجدى من مصافحة نظام لا يريده غالبية شعبه.

على مدار نضال شعبنا أضرت تجربة التحالفات والمحاور بالقضية الفلسطينية وكان حصادها خسائر وخيبات، في تجربة منظمة التحرير سابقا وحماس حاليا.

اقرأ أيضاً: زيارة بايدن "الموعودة": السعودية أهم من رام الله وتل ابيب؟

نقول الى من ذهب لمحور طهران- دمشق، انظر مليا الى ما جرى في اليمن والى الدماء التي سالت في الأنبار، والى الدمار في حلب ودرعا، ودقق النظر في الانهيار اللبناني، وكذلك دقق النظر في الوضع الايراني الداخلي ومأزق الأجيال الجديدة وقطيعتها مع النظام هناك.

من اليوم فصاعدا ستجد الدعاية الاسرائيلية الفتاكة طريقها الى العرب والعجم لتقول ان فلسطين اختارت محور الخاسرين، ولن يربح الا المفاوض الايراني في فيينا الذي يحارب على كل الأراضي العربية دفعا عن طهران وقم فقط.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo