اللواء الدويري: استشهاد أبوعاقلة نقطة انطلاق للقضية الفلسطينية

استشهاد شيرين ابوعاقلة في جنين
استشهاد شيرين ابوعاقلة في جنين

دعا اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إلي ضرورة تكاثف كافة الجهود من أجل الوصول إلى الجناة المسئولين عن استشهاد الصحفية شيرين أبوعاقلة وتقديمهم إلى العدالة والقصاص منهم.

وتساءل الدويري هل سوف ينتهى الزخم المحلى والإقليمى والدولى الغير مسبوق الذى نجم عن مرحلة ما بعد عملية إغتيال صحفية مميزة بحجم الشهيدة “أبو عاقلة” بمجرد أن يوارى جسدها الطاهر التراب مثلها مثل مئات الشهداء الذين سبقوها ؟ أم سوف ينجم عن عملية الإغتيال الغادرة بعض الإرهاصات والأنشطة التي يمكن أن تتواصل بقوة أو تنتهى خلال وقت لن يطول كثيراً؟.

وقال اللواء الدويري في مقال له نشره المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أنه يجب أن يتم التفكير جيداً كيف يمكن إستثمار هذا الحادث من أجل تحرك أوسع وأشمل بمعنى ألا يقتصر أي تحرك مزمع على البحث عن الشق الجنائي فقط رغم حتميته بل يجب التركيز على الجانب السياسي أيضاً وكيف يمكن أن يكون إستشهاد “إبنة فلسطين البارة” نقطة إنطلاق نحو تنشيط القضية الفلسطينية بل وتحقيق تقدم بشأنها .

اقرأ أيضاً: صحف عبرية: إعدام أبو عاقلة عزز الرواية الفلسطينية وكارثة حلت بالاحتلال

وأضاف أنه إذا كان المجتمع الدولي قد ركز في البداية وبشكلٍ واضح على حادث الإغتيال وتداعياته وهو أمر طبيعى، إلا أنه يجب ألا يقتصر الأمر على هذا الجانب فقط حيث أن هناك جانباً آخر شديد الأهمية يتمثل إطاره العام فى أن عملية الاغتيال تمت بواسطة قوات إسرائيلية على أرضٍ فلسطينية محتلة ضد مواطنة فلسطينية وهو ما يشير فى النهاية إلى أن هناك قضية يعانى منها شعب محتل لابد أن تجد طريقها للحل مهما كانت التعقيدات والعقبات.

ووجه الدويري رسائل لبعض الأطراف أولها إلى روح الشهيدة “شيرين أبو عاقلة” ومفادها أنك أديت رسالتك الإعلامية لصالح القضية الفلسطينية على أكمل وجه ممكن بما ساهم فى نقل الأوضاع فى المناطق الفلسطينية إلى العالم أجمع ، إلا أن رسالتك السامية لم تنتهى حيث أن إستشهادك يجب أن يفتح المجال أمام تنشيط القضية الفلسطينية مرة أخرى وهو إنجاز سوف يحسب لك رغم غيابك .

الرسالة الثانية إلى القيادة الفلسطينية ومفادها أن تنظيم جنازة رسمية للشهيدة “أبو عاقلة” بحضور الرئيس أبو مازن يعد تكريماً كبيراً لابد من إستكماله بتحركين الأول وهو ملاحقة الجناة المجرمين ومعاقبتهم، والتحرك الثانى والضرورى هو إستثمار هذا الحادث فى إعادة القضية الفلسطينية إلى دائرة الضوء بخطوات عملية تبدأ بالتفاوض وتنتهى بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية .

اقرأ أيضاً: فلسطين من أسوأ دول العالم في "حرية الصحافة".. ما الأسباب؟

الرسالة الثالثة إلى القيادة الإسرائيلية ومفادها ضرورة أن يكون هناك تحقيقاً شفافاً فى قضية إستشهاد “أبو عاقلة” ومعاقبة المجرمين أياً كانوا ، إلا أنه المهم أن تتفهم هذه القيادة وتعى أن دائرة العنف وعمليات المقاومة لن تتوقف بل يمكن أن  تتزايد فى المستقبل ، وأن الأمن الإسرائيلى لن تحميه إتفاقات التطبيع مع بعض الدول العربية بل سوف تحميه فقط مفاوضات جادة مع الفلسطينيين تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية التي سوف تكون البوابة الرئيسية لإستقرار المنطقة، وأن تكون على قناعة بأن إستمرار القضية دون حل عادل لن يكون فى صالح إسرائيل .

والرسالة الرابعة إلى الولايات المتحدة ومفادها أن الأحداث فى المناطق الفلسطينية أصبحت متسارعة ومتلاحقة وقد تخرج عن السيطرة من جانب أى طرف، ومن ثم فإن واشنطن مطالبة الآن بأن تترجم المبدأ الذى تتبناه وهو حل الدولتين إلى واقع عملى وبدء المفاوضات فى أقرب وقت ممكن، ويظل سؤالي مطروحاً وهو ماذا تنتظر الإدارة الأمريكية من متغيرات حتى تتحرك ؟.

الرسالة الأخيرة إلى الدول العربية والدول الأوروبية ومفادها أنه من الضروري إستثمار الزخم الذى إنبثق عن إستشهاد ” أبو عاقلة” فى إعادة الإهتمام للقضية الفلسطينية والعمل الجاد من أجل إستئناف المفاوضات حتى يمكن إحتواء أى توتر محتمل فى المرحلة المقبلة والذى قد يصبح واقعاً خلال فترة قصيرة .

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo