المعشّر: إسرائيل تريد الاستحواذ على المسجد الأقصى والأردن مطالبة برفع كلفة الاحتلال

مروان المعشر
مروان المعشر

اتهم مروان المعشّر وزير الخارجية الأردني الأسبق دولة الاحتلال بالعمل ضمن منظومة كاملة تهدف إلى الاستحواذ المتدرج على المسجد الأقصى المبارك، وكامل الأرض الفلسطينية ، مؤكدًا أن محاولة السيطرة على المقدسات سواء الإسلامية أو المسيحية في القدس، لم تعد حدثا استثنائيا أو عابراً لن يتم تكراره.

واعتبر المعشّر أول سفير أردني لدى الاحتلال أن الهدف المعلن للحكومة الإسرائيلية اليوم هو رفض الانسحاب من الأراضي المحتلة ورفض قيام دولة فلسطينية على التراب الفلسطيني، وهي أهداف تصب مباشرة ضد المصلحة الوطنية الأردنية كما الفلسطينية، باعتبار أن المنطق يقول وبكل وضوح أن عدم قيام دولة فلسطينية يعني محاولة تصفية إسرائيل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن والشعب الفلسطيني في آن معاً.

وأشار إلى أن الحماية التي توفرها حكومة الاحتلال للمتطرفين الإسرائيليين ما هي إلا هدف متدرج للسيطرة على المسجد الأقصى ويعلو لديها على أي اجراءات حقيقية للتهدئة.

اقرأ أيضاً: "محور القدس".. تهديدات جدية أم مجرد شعارات؟

وطالب وزير الخارجية الأسبق الجميع بالاعتراف أننا وصلنا اليوم إلى طريق مسدود مع إسرائيل حيث لم تعد العملية السلمية من أولوياتها، ولا تتوفر لديهم نيّة العمل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة أو إقامة الدولة الفلسطينية، مؤكدًا أن الأمر يستدعي اليوم مراجعة معمّقة للعلاقة الأردنية الإسرائيلية".

وأضاف أن الأردن يعي ذلك بكل وضوح، ويحاول استخدام كافة الوسائل الدبلوماسية للوصول إلى سلام على أساس حل الدولتين حتى لا يأتي هذا الحل على حسابه، مبيناً أن تحقيق معادلة متوازنة في الجانب الاقتصادي مع إسرائيل أمام التباعد السياسي "أمر مستحيل" بحسبه، وقال إن "الموقف السياسي الأردني لا يتماشى مع التقارب الاقتصادي مع إسرائيل في ملفي الطاقة والمياه.

وتساءل المعشّر كيف يمكن الوقوف بحزم ضد السياسة الإسرائيلية وإجراءات القمع والضم التي تمارسها ثم مد يد التعاون معها في نفس الوقت؟ لا يبدو من المنطقي أو الممكن أن يستطيع الأردن تحقيق التوازن بين أهداف متناقضة تعمل عكس بعضها البعض. بل يبدو التقارب الاقتصادي مع دولة تعمل ضد المصلحة الوطنية الأردنية غير مفهوم على أقل تقدير، وفي حاجة الى شرح مقنع للناس خاصة مع ترداد الموقف الرسمي غير المقنع بانعدام الخيارات الاقتصادية الأخرى.

وفي السياق قال السفير الأردني إن التشبث اللفظي، بحل الدولتين دون جهد حقيقي على الأرض لتنفيذه، يعطي إسرائيل الوقت اللازم لخلق المزيد من الحقائق على الأرض التي تمعن في قتل هذا الحل.

وتطرق إلى تصريح وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس قبل عدة أسابيع، عندما قال :"إن أقصى ما يمكن أن يحلم به الفلسطينيون كيان أقل من دولة، كما أن وزير الخارجية يائير لابيد قال إن العملية السلمية ليست من أولويات الحكومة الإسرائيلية إذا ما صمدت".

اقرأ أيضاً: صحف عبرية: إعدام أبو عاقلة عزز الرواية الفلسطينية وكارثة حلت بالاحتلال

وتابع :"إن عقدت انتخابات أخرى للكنيست وعاد نتنياهو للسلطة، فلا حاجة لذكر الوضع الكارثي على السلام وتأثيره على الأردن. واقع الحال اليوم أن الجانب العربي والدولي هو من يطالب بالدولة الفلسطينية ويتظاهر كأن العملية السلمية لا تزال قائمة، أما إسرائيل بغالبية أحزابها فقد تجاوزت هذه العملية بكال وضوح".

وأشار المعشّر إلى أن كافة الوقائع تدلل على أن أي حكومة إسرائيلية قادمة لا توجد لديها أي نية للانسحاب أو إقامة دولة فلسطينية، بل إن العمل جار لبناء المزيد من دعم المستوطنات وقتل اي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني.

وختم المعشّر حديثه :"أعتقد أن الوقت قد حان لحوار وطني مسؤول يتضمن مراجعة معمقة للعلاقة الأردنية الإسرائيلية ودراسة كافة الخيارات الممكنة بدلا من الاكتفاء بخيار يبدو حتى الآن عاجزا عن تحقيق الأهداف الأردنية سواء على الصعيد الخارجي أو الداخلي".

ورأى أن أية مراجعة للعلاقة الأردنية الإسرائيلية يجب أن تضع على رأس اولوياتها هدف دعم بقاء الفلسطينيين على أرضهم، إضافة لرفع كلفة الاحتلال الإسرائيلي، وأن أي سياسة لا تعمل من أجل هذين الهدفين لن تخدم الأهداف الأردنية والفلسطينية المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني.

يذكر أن مدينة القدس تشهد هذه الأيام تصعيداً إسرائيلياً خطيراً يتمثل في اقتحامات يومية لقوات الاحتلال الإسرائيلية لحرم المسجد الأقصى.

المصدر : متابعة -زوايا
atyaf logo