عنوانها القدس وجنين..

مشعل يكشف تفاصيل معركة "حافة الهاوية" بين المقاومة والاحتلال

خالد مشعل
خالد مشعل
  • مشعل: حافة الهاوية التي خاضتها المقاومة في غزة أربكت حساب العدو ودفعته للتراجع
  •  مشعل: مجموعة عوامل دفعت العدو للتراجع عن ذبح القرابين في الأقصى
  • مشعل: العدو الصهيوني فشل في بسط سيطرته دينيا على المسجد الأقصى
  • مشعل: العدو اتصل بقطر يطالب المقاومة بغزة عدم التصعيد عسكريا
  •  مشعل: هنية أخبر العدو عبر قطر أن يد المقاومة بغزة على الزناد

أكد رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، أن مخططات حكومة الاحتلال الاسرائيلي، فشلت في بسط سيطرته على المسجد الأقصى المبارك دينياً من خلال ذبح القرابين، وجاءت بفعل عوامل الضغط التي مورست عليه على الأرض وأربكت حساباته وأوقعته في فخ ظنونه العبثية بأن الفلسطينيين وحدهم في الميدان ومنقسمين ويمكن الاستفراد بهم.

وأوضح مشعل خلال ندوة سياسية عقدت مساء السبت (16/4)، في العاصمة القطرية الدوحة برعاية وزارة الثقافة القطرية تابعها فريق "زوايا"، أن الذي جعل الاحتلال يتراجع عن مخططاته ستة عوامل حاسمة وهي: استعادة الشعب الفلسطيني المقاومة على الأرض بالعمليات البطولية في بئر السبع والنقب وتل أبيب والتي أربكت حساباته، وأن المسجد الأقصى بقي حياً بفضل المعتكفين والمعتكفات والرباط بداخله، إلى جانب أن المقاومة بأجنحتها العسكرية كافة في قطاع غزة أدارت معركة ذكية تمثلت في معركة "حافة الهاوية"، والتي تحمل رسالة أنه في حال اقترفت حماقات فيد المقاومة على الزناد وأتت بمفعولها في إجبار العدو على التراجع.

وتابع أن الشعب الفلسطيني شكل حاضنة عظيمة في كل أماكن تواجده، والتحمت كل الجماهير في الداخل والخارج ضد مخططات الاحتلال، إلى جانب أن الأمة العربية والإسلامية لم تقصر في دعم الفلسطينيين على المستويين الشعبي والرسمي، وأخيراً ساهمت الإدارة السياسية القيادية لهذه المعركة من كل مكونات الشعب الفلسطيني في الوصول لهذه النتيجة المشرفة بتراجع الاحتلال عن مخططاته.

وكشف مشعل خلال كلمته في الندوة السياسية، أن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن هاتف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأبلغه أن الاحتلال لا يريد تصعيدا، وكان الرد من قبل هنية أن المقاومة لا تريد التصعيد؛ ولكن المقاومة في غزة تقف عند مسؤولياتها، وشرط عدم التصعيد هو أن تتوقف إسرائيل عن عدوانها على المسجد الأقصى المبارك، لأن الأقصى للمسلمين وليس لليهود حق به، إضافة إلى منع ذبح القرابين في المسجد الأقصى، وإيقاف اجتياح مخيم جنين وأي بقعة في الضفة الغربية، وضرورة الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين الـ 500، الذين تم اعتقالهم خلال اليومين الماضيين، الأمر الذي دفع العدو للتراجع وأفرج عن 360 معتقلاً، وفتح بوابة الجلمة شمال جنين.

اقرأ أيضاً: الإعلام العبري: مقاتلو جنين يواجهون جيش الاحتلال بغرفة عمليات مشتركة

واستدرك مشعل أن تراجع الاحتلال فيه مخادعة وتكتيك وجاء تحت الضغط سالف الذكر، مشدداً على أننا اليوم أمام لحظة مهمة وتاريخية دفعت العدو للتراجع نتيجة تظافر عوامل الضغط عليه.

وفي سياق متصل، أوضح مشعل أن ما جرى خلال الأسابيع الماضية من قبل حكومة الاحتلال في مدينة القدس والمسجد الأقصى، نابع من أن للاحتلال رؤية وأجندة قائمة على استغلال الأحداث لتمريرها، حيث أغلق في الفترة الماضية باب السياسة، ودمر خيار حل الدولتين، واستغل انشغال الأمة بنفسها ليستفرد بالفلسطينيين، وحاول استثمار الانقسام وتفريق الضفة عن غزة، انطلاقاً من سياسة فرق تسد التي يتبناها، لينفذ أجندته بالسيطرة على الأرض وقضم الأراضي وتوسيع المستوطنات والاتيان بهجرة في ظل الهجرة المعاكسة التي سببتها المقاومة الفلسطينية.

وكما أوضح مشعل فإن على رأس الأجندة الإسرائيلية حسم المعركة على الأقصى، باستغلال تزامن عيد الفصح اليهودي مع شهر رمضان المبارك للتقدم للأمام في السيطرة على المسجد الأقصى دينياً، مشيراً إلى أنهم حاولوا فرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى كما فعلوا بالمسجد الإبراهيمي إلا أنهم لم ينجحوا بفضل 1000 من المرابطين والمرابطات في الأقصى حموا المسجد من مخططات الاحتلال، بعد أن كذب الاحتلال وأخبر العواصم العربية والعالمية أنه لن يفعل ذلك، ولكنهم اقتحموا فجر الجمعة المسجد الأقصى وتم صدهم.

وأشار رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، أن جوهر حراك الكيان الإسرائيلي، يتمثل في حسم معركة الأقصى بانتزاع السيادة الدينية عليه من المسلمين وقطع الفلسطينيين والأمة العربية والإسلامية عن قدسهم وأقصاهم، بعد أن سيطروا عليه سياسيا وجغرافيا وعسكريا وأمنيا ليكتمل لهم المشهد.

إضافة إلى أن العدو ظن أنه اخترق الأمة العربية والإسلامية في حالات التطبيع وزيارات العواصم العربية، لافتاً إلى أن قمة النقب المؤسفة قبل أسابيع، والتي شارك فيها أربعة من وزراء الخارجية العرب، إلى جانب وزيري الخارجية الإسرائيلي والامريكي، أعطت مؤشرا مطمئنا لدولة الاحتلال أنه مغطى بموقف بعض العرب، الأمر الذي أعطاه رداء وغطاء ليفتك بالفلسطينيين كما يشاء، ولينتقل لمربعات أخرى في سيطرته على المنطقة.

وشدد مشعل على أن خذلان بعض العرب وطعنهم الفلسطينيين في الخاصرة أغرى العدو بالفلسطينيين حتى ظن أن العرب تخلوا عن الشعب الفلسطيني، ليفاجأ بأن الفلسطينيين تسلحوا بالمقاومة، والشعوب العربية المكلومة وقفت في معظم الساحات تهتف لفلسطين والقدس والأقصى.

وأضاف، أن الاحتلال وقع في خديعة نفسه عندما ظن أن الفلسطيني مكسور الجناح والخاطر، وعندما ظن أن الفلسطيني المنقسم سياسيا لم يتوحد، فتوحدت كل الفصائل فتح وحماس والجهاد الإسلامي وكافة الفصائل في المعركة ضد مخططات الاحتلال.

ووجه مشعل في كلمته خلال الندوة من الدوحة، التحية إلى منفذي العمليات الفدائية البطولية، مؤكدا في الوقت ذاته أن أبطال القدس يشكلون طليعة الأمة في حماية المسجد الأقصى، ويجعلون للأمة سببا للفخر والاعتزاز بأقصاهم مسرى نبيهم ومعراجه إلى السماء وقبلتهم الأولى.

المقاومة بالمرصاد لجرائم العدو

وتعقيباً على مواقف مشعل، شدد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن قضية ربط غزة (مركز المقاومة المسلحة) بالقدس والضفة المحتلة، بات أمراً واقعاً لا جدال فيه، وتجسد في معركة سيف القدس في مايو الماضي، موضحاً أن ما تحدث به مشعل حول معركة "حافة الهاوية" التي أدارتها المقاومة في غزة مع الاحتلال وكانت أحد الأسباب في تراجع العدو عن ذبح القرابين في الأقصى هو أمر يعد له بشكل جيد في حال تمادى الاحتلال في إجرامه بحق الفلسطينيين والأقصى.

وأعرب الصواف خلال حديثه مع موقع "زوايا"، عن اعتقاده أن الأمور في المسجد الاقصى لن تسير وفق الرؤية الصهيونية، بل ستسير وفق الرؤية الفلسطينية التي ترغب بها المقاومة وستعمل على تحقيقها، وأن هذا الرؤية باتت واضحة للاحتلال وللوسطاء وكل العالم.

اقرأ أيضاً: حماس والجهاد.. تقارب يتجاوز التباينات

وأوضح الصواف، أن الرسائل التي وصلت الاحتلال الإسرائيلي سواء من خلال التصدي له من قبل المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى أو من خلال ما أصدرته قيادات المقاومة من تحذيرات وما يقوم به الوسطاء، يدرك أن الاحتلال على قناعة أن المقاومة لديها ما تقوله إذا أراد عدوانا جديدا أو معركة جديدة مع الفلسطينيين.

مخطط الاحتلال للأقصى والضفة

من جانبه، رأى الخبير العسكري يوسف الشرقاوي في حديث لـ "زوايا"، أن "إسرائيل تعلم أن فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية لا يريدون حروب، وهو ما لا يتلاءم مع تهديداتها بذلك.

وحذر الشرقاوي من أن الاحتلال الإسرائيلي سيستمر بتهويد المسجد الأقصى، وصولاً إلى تطبيق تقسيمه زمانيا ومكانيا للعبادة في أقرب مدة، إلى جانب إقدامه على اجتياح جنين والضفة الغربية من أجل استئصال المقاومة منها.

وأضاف: "الاحتلال يسعى لرفع معنويات شعبه وجيشه عبر إراقة الدم الفلسطيني".

وكبديل للغة التهديدات، طالب الشرقاوي فصائل المقاومة بأن تعيد تقييم الوضع وتقديره تقديرا جيدا وواقعيا بدون مبالغة.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo