رغم فوزها بمجالس بلدية.."فتح" خسرت الانتخابات المحلية مقارنة بالسابق؟

رئيس الوزراء اشتيه يتفقد الانتخابات المحلية
رئيس الوزراء اشتيه يتفقد الانتخابات المحلية

بينما حصلت القوائم المستقلة على 64.4% والحزبية على 35.6% من الأصوات في المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية بالضفة الغربية، إلا أن خبراء الإنتخابات يرون أنه لا يوجد وضوح كامل، بحيث أنه ليس كل القوائم مستقلة بشكل تام، ولا كل القوائم الحزبية هي نقية، بل كان هناك تداخل، كما يؤكد الخبير بشؤون الإنتخابات د.طالب عوض.

تداخل في القوائم يُصعّب تصنيفها بالحزبي أم المستقل!

لكنّ عوض، عاد وقال لموقع "زوايا"، إنه بالطابع العام، فإن عدد القوائم المقربة من فتح؟، هي التي كانت أوفر حظاً، إلا أن "فتح" تراجعت في بعض الهيئات المحلية، إذ نافست مستقلين او قوائم مقربة من حركة "حماس". مع العلم أن مجموع عدد الأعضاء الذين فازوا بالانتخابات المحلية، وكانوا محسوبين على أحزاب سياسية أو على شكل ائتلافات، قد بلغ 2017 عضواً، بنسبة اربعة وثلاثين بالمائة من الاعضاء الفائزين، وأما الباقي فهي قوائم سُميت مستقلة؛ لأن بعضها إما تابع ل"حماس" أو كانت بمثابة قوائم ظل لفصائل أخرى.

وشدد عوض على أن ثمانية بالمئة من أصوات الناخبين ذهبت للقوائم التي لم تفز، ما يعني أن الوائم التي فازت حصلت على قوة تمثيل بالنظر إلى نسبة الأصوات التي صوتت لها. إذ أن 243 قائمة فازت، بينما لم تفز نحو 56 قائمة فقط والتي شكلت 25 بالمئة من مجموع القوائم المرشحة.

اقرأ أيضاً: العائلية والكفاءة تهزم الأحزاب في الانتخابات المحلية

وأكد الخبير بشؤون الانتخابات د.طالب عوض أنه تم رصد تقدم أكثر من قائمة انتخابية محسوبة على نفس الحزب في هيئة محلية واحدة، لخوض الانتخابات المحلية بمرحلتها الثانية التي جرت أواخر الشهر الماضي، ما يستدعي معالجة قانونية لهذا الأمر.

أين فازت أو خسرت "فتح"؟

من جانبه، قال مدير مرصد العالم العربي للديمقراطية والإنتخابات عارف جفال لموقع "زوايا"، إن حساب قوة "فتح" ليس بعدد المقاعد التي حصدتها بالمجالس البلدية، وإنما "كم مجلس حسمت لصالحها في الانتخابات؟". وتابع جفال: "فتح فازت رسمياً في سلفيت ورام الله وجنين، بينما لم تراجعت في نابلس، في مدينة قلقيلية، حصدت "فتح" العدد الأكثر من المقاعد، ولكن ليس "النصف زائد واحد".

وبالنسبة للمجالس البلدية المصنفة "ب"، حسب حجمها السكاني، فقد ترشحت "فتح" في 17 موقع، لكنها حسمت فقط في 7 أو 8، والباقي لا. في حين، أخذت "فتح" 3 من أصل 7 من المجالس القروية. ومجالس قروية في بلدات صغيرة، حصلت "فتح" على 3 من أصل 4.

لكن، بالمجمل، يعتقد عارف جفال أن "فتح" بالرغم من انها تبدو تتسيد المجالس المحلية لضعف الآخرين، وليس لقوتها..مؤكداً أنه بالنظر في عمق النتائج وبمقارنتها مع السابق، نجد أن "فتح" تبدو ضعيفة خاصة في مواجهة العائلات.

حماس شاركت بغطاء "مستقلين"..وتحالفت مع "فتح" ببعض المواقع!

وبالنسبة لحركة "حماس"، حاولت الاخيرة أن تقول "نحن هنا"، وحاولت البعث برسائل، عبر مشاركتها بأسماء مستقلين، حتى لا تُحرج نفسها بموضوع قطاع غزة، الذي لا تسمح الحركة بحدوث الإنتخابات المحلة فيه، حسب عارف جفال.

ولفت جفال إلى انتهازية في الإنتخابات وتحالفاتها بشكل لا حدود له، سواء خلال الحملة الإنتخابية يوم الإقتراع، أو بعد الفوز. فمثلاً، تحالفت فتح مع "حماس" في بير زيت، كما تحالف الفصيلان الكبيران في بلدة سلواد بمحافظة رام الله، لتفوز قائمة ائتلافية بالتزكية. بينما، تحالفت الجبهة الشعبية مع "حماس" في بعض المناطق، وتحالفت الشعبية وفتح في مواقع اخرى، وهو ما يعني أنه لا يوجد نهج معين للتحالفات، من شأنه أن يتيح الفرصة لقراءة برامج اجتماعية وسياسية واقتصادية للقوائم، فوق جفال.

ورأى جفال أن الإستقطاب الداخلي في حركة فتح، كان سبباً في رفع نسبة القوائم الفتحاوية التي فازت في انتخابات الهيئات المحلية، مثل الحالة التي شهدتها مدينة الخليل، فكان هناك قائمة ل"فتح" الرسمية"، وقائم أخرى لفتحاويين متمردين.

وبين جفال أن حضور "فتح" بشكل واضح و"حماس" متخفية خلف مستقلين وعائلات، قد ساهم ذلك في عدم تمكن عدد من القوائم المستقلة من اجتياز نسبة الحسم. وأوضح أن "حماس" كانت حاضرة في المدن الكبيرة، بواقع 8 قوائم، وبمجموع 15 قائمة، إذا ما تم إضافة البلدات والقرى المتوسطة الحجم.

"النزاعات العائلية هي الأبرز..وهذا الخطر"

من جانبه، قال المحلل السياسي نهاد ابو غوش إن النزاعات العائلية تُرك لها لتتجلى على حساب البرامج، وهو أفرز فوز لقوائم فتحاوية أو حزبية تحت هذا العنوان من الاستقطاب العائلي. ناهيك عن تعدد القوائم المحسوبة على "فتح" والتي تخوض منافسة على مجلس بلدي واحد، كما حصل في بلدة العيزرية؛ حيث كانت هناك "قائمة الشهيد ياسر عرفات، وقائمة الشهيد خليل الوزير، وقائمة فيصل الحسيني، وقائمة مروان البرغوثي. وهو نفس ما حصل في طوباس ايضاً ومناطق أخرى.

وشدد أبو غوش في حديثه لـ "زوايا" على أن التنافس في الإنتخابات البلدية هو عائلي، بغض النظر عن الغطاء الحزبي او الفتحاوي، وهذا "خطير أمام محاولات الإحتلال الإسرائيلي ايجاد بدائل للسلطة"، خاصة وأنه تم الإعتماد على بعض الهيئات المحلية في عديد من الأدوار المنوطة بالسلطة. واشار أبو غوش إلى أنه في لحظة معينة فإن إسرائيل لن تحتاج إلى حل السلطة؛ لأن البديل العائلي في إطار المجالس المحلية سيكون جاهزاً لتسلم المهمة.

اقرأ أيضاً: الانتخابات المحلية.."جائزة ترضية" تحمل مستجداً؟

وتحفظ خبراء إزاء إعلان حركة "فتح" بالفوز "الساحق" في انتخابات الدورة الثانية لانتخابات المجالس المحلية، مبينين أنه لا يُمكن استخدام تعبير "الفوز الساحق"، وإن فازت بالفعل قوائم منفردة لفتح، أو تحالفية مع قوى عائلية وحزبية، في عدد من المواقع الانتخابية.. ذلك أنّ هناك اعتبارات عائلية وتحالفية قد فرضت نفسها على أجواء التنافس.

وبلغت نسبة المشاركة النهائية 53 بالمائة، وفقا لما أعلنته لجنة الانتخابات المركزية. وبرز تفاوت كبير في المشاركة بانتخابات البلديات، إذ إن بعض البلديات وصلت نسبة المشاركة فيها إلى 80%، وبعض البلديات أقل من 30%.

وأشارت لجنة الإنتخابات المركزية إلى أن نسبة الأوراق الباطلة كانت 2% وهي نسبة قليلة تدلل على توعية كافية. أما بخصوص الأوراق البيضاء فقال ناصر إنها لم تتجاوز 0.08%، وهي بمثابة موقف من قبل الناخب بعدم اختيار أي من المرشحين.

وشملت المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية المدن الكبرى بالضفة الغربية: رام الله والبيرة والخليل ونابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وأريحا وبيت لحم وطوباس وسلفيت. فيما جرت المرحلة الأولى في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، واقتصرت على البلدات والقرى الصغيرة.

وهذه رابع انتخابات بلدية منذ تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994، في حين لم تعقد انتخابات رئاسية وتشريعية منذ حوالي 16 عاما.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo