هآرتس: هدف المستوطنين محو الوجود الجماعي للفلسطينيين 

المستوطنين في الضفة الغربية
المستوطنين في الضفة الغربية

أكد الكاتب الإسرائيلي ليف غرينبرغ، أن "إسرائيل" تمارس نظام أبرتهايد متطور عما كانت تمارسه جنوب أفريقيا، موضحاً أن الأخيرة خلقت وحدة للسود ومطالبة سياسية بالمساواة، بينما نظام "التفوق اليهودي" والتمييز المتدرج الذي تمارسه "إسرائيل"، يقسم الفلسطينيين إلى درجة أنه لا يمكنهم تشكيل مؤتمر وطني يجمع الفلسطينيين المتواجدين داخل "إسرائيل" وشرقي القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان. 

وأشار الكاتب الإسرائيلي في مقال له، نشرته صحيفة هآرتس العبرية، أن الإسرائيليين الذين ينكرون مظاهر "الأبرتهايد" المتطور يقولون، إنه لا يوجد هنا تمييز عنصري، بل "نزاع قومي". متسائلاً، إذا كان النزاع قومياً فلماذا لا يمكن للفلسطينيين المتواجدين تحت أنظمة سيطرة مختلفة عن بعضها تشكيل مؤتمر وطني؟، مشدداً على أن الحديث لا يدور عن مجرد نزاع قومي.

وقال الكاتب، إن التوصيف الحقيقي لما يجري هو حديث عن صراع بين مستوطنين (الإسرائيليين) والفلسطينيين الذين يمثلون السكان الأصليين، مضيفاً أن هدف المستوطنين هو محو الوجود المادي والهوية الجماعية للفلسطينيين من أجل السيطرة أكثر فأكثر على الأرض. موضحاً أن الشعار الذي أطلقه المستوطنون "شعب بدون أرض لأرض بدون شعب"، هو شعار عبر عن الطبيعة التي حاولت فيها الصهيونية القيام بعمليتين في الوقت ذاته: تشكيل اليهود على اعتبار أنهم شعب – قومية، وتجريد السكان الأصليين (الفلسطينيين) من هويتهم المشتركة.

اقرأ أيضاً: الأسرى يتمردون على انتهاكات الاحتلال بحقهم ويهددون بخطوات غير مسبوقة

وفرق الكاتب الإسرائيلي بين نظام الفصل العنصري في "إسرائيل" وجنوب أفريقيا، من حيث أن الأخيرة أرادت الحفاظ على السود من أجل أن يتم استخدامهم عمالاً رخيصين ومحرومين من الحقوق، بينما المشروع الصهيوني هو مشروع استيطاني وكولونيالي، لافتاً إلى أنه حتى العام 1967 لم يرغبوا في قوة عمل الفلسطينيين، بل في أراضيهم. ولكن حتى العام 1948 تمكنت الهوية الوطنية الفلسطينية من التبلور في أعقاب معارضتهم لجهود طردهم إلى الخارج. مشيراً إلى أنه منذ عام النكبة فإن النظام الإسرائيلي ينشغل بالفصل الجسدي بين اليهود والعرب و"فرق تسد" بين العرب من أجل تعزيز السيطرة والحفاظ على نظام فيه حقوق زائدة لليهود.

ورأى الكاتب الإسرائيلي، أن النظام الحالي في "إسرائيل" أسوأ من "الابرتهايد"، لأنه لا يمكّن الفلسطينيين من النضال معاً من أجل هدف مشترك. 

وشدد الكاتب الإسرائيلي على أن مفهوم "الابرتهايد" يحرف الانتباه عن نظام التفوق اليهودي (الابرتهايد المتطور) الذي تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين، والذي يستحق كل إدانة، وهو بحاجة إلى تغيير راديكالي.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo