هجوم حكومي شامل

أهالي الشيخ جراح: قضاء الاحتلال أداة تنفيذية بيد المستوطنين

حي الشيخ جراح
حي الشيخ جراح

أكد عضو لجنة أهالي حي الشيخ جراح يعقوب أبو عرفة، أن الحي يتعرض لحملة تهجير قسري منظمة تقودها جماعات الاستيطان وأعضاء كنيست وكافة أجهزة أمن الاحتلال وأركان حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة الحالية، التي يرأسها اليميني المتطرف نفتالي بنيت.

وأضاف أبو عرفة أن أهالي الحي البالغ عددهم نحو 1500 مواطن يعانون سياسة التهجير القسري والقمع من قبل قوات الاحتلال والاعتداءات المتكررة من قبل جماعات المستوطنين الإرهابيين سواء في الجهة الشرقية أو الغربية من الحي. 

وحذر أبو عرفة في حديث خاص مع موقع "زوايا"، من الضغط الذي تمارسه جماعات المستوطنين وحكومة الاحتلال الإسرائيلية والخطر الحقيقي الذي يتعرض له أهالي الحي خاصة مع تصاعد الهجمة الاستيطانية ومليات التهويد التي تجري على قدم وساق بالتنسيق الكامل ما بين جميع أجهزة الحكومة الإسرائيلية سواء قضاء أو مستوطنين وشرطة ومؤخراً ما قام به عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير الذي افتتح مكتبا رمزيا له في حي الشيخ جراح المعروف بكبانية أم هارون على أرض عائلة سالم التي استولى عليها المستوطنون في الشق الغربي من الحي. 

واعتبر أبو عرفة أن ما تقوم به المجموعات الاستيطانية من اعتداءات وتنظيم فعاليات على أرض عائلة سالم يأتي ضمن مخطط تهويدي للمنطقة ويهدف لتهجير عائلات الحي بعد طردها والاستيلاء على أملاكها.

ونوه أبو عرفة إلى ما قامت به جماعات المستوطنين برفقة بن غفير الذي دعا المستوطنين إلى الاحتشاد في الحي واستفزازهم للمواطنين هناك بممارسات متعددة، مشيراً إلى أن هذه وسائل ضغط تحاول من خلالها حكومة الاحتلال دفع الأهالي للخروج من منازلهم وإرهابهم، بينما كانت الكلمة الحقيقية هي صمود أهالي الحي وتأكيدهم على بقائهم في منازلهم ونضالهم ضد هذه الإجراءات. 

وكانت مواجهات اندلعت على مدار يومين في مدينة القدس المحتلة في حي الشيخ جراح على أرض عائلة سالم ما بين شبان القدس من جهة والمستوطنين وشرطة الاحتلال من جهة أخرى بداية الأسبوع الحالي أدت لإصابة عشرات المقدسيين واعتقال أكثر من 12 شابا. 

ونفذ المستوطنون الذين تزعمهم المتطرف بن غفير أعمال عربدة واستفزاز ضد المواطنين بالحي الذي حوصر وأغلقت جميع مداخله ما استدعى هبة أبناء المدينة للدفاع عن أهالي الحي والوقوف الى جانبهم الأمر الذي لاقى قمعا عنيفا من شرطة الاحتلال. 

اقرأ أيضاً: الشيخ جراح يعري قضاء الاحتلال بالرفض وينتظر الإسناد الكامل

وأوضح أبو عرفة بأن هذه ممارسة للضغط على المواطنين واجبارهم على ترك منازلهم لصالح جماعات المستوطنين وهو ما لن يحصل.

ورغم تواطؤ قضاء الاحتلال مع جماعات المستوطنين إلا أن أبو عرفة يؤكد على استخدام كافة الوسائل المتاحة لتعطيل إجراءات الاحتلال، منوها إلى أن محاكم الاحتلال حولت عقد إيجار مدته 99 عاما في الشق الغربي من حي الشيخ جراح إلى عقد ملكية كاملة من أجل تسهيل استيلاء المستوطنين على المنازل في مخالفة لكل القوانين والأعراف وفي انتهاك لم يحدث في أي مكان بالعالم. 

وتابع أبو عرفة بأن الأهالي محميين وفقا لعقد إيجار فيما تعرف بكبانية أم هارون في الشق الغربي ما قبل العام 1967 واحتلال مدينة القدس. 

وشدد أبو عرفة على أن الاحتلال يستخدم قوانينه العنصرية ضد المواطنين المقدسيين حيث سن قوانين تمنع الفلسطينيين من المطالبة بأملاكهم ما قبل العام 1967 بينما يحق لليهود المطالبة بأملاكهم او ادعائهم للملكية ما يعني استخدام تلك الإجراءات كسلاح ضد الفلسطينيين ووجودهم في مدينة القدس من خلال ما يسمى بالقضاء الذي يعتبر شريكا رئيسيا وأداة تنفيذية للمستوطنين في الاستيلاء على عقارات القدس. 

وأوضح أبو عرفة بأن الأهالي يحاولون بكل الوسائل الدفاع عن وجودهم وحماية عقاراتهم سواء من خلال القضاء غير النزيه والظالم ولكن لسحب أية ذرائع لدى المستوطنين ومحاججتهم قانونيا، ومن ناحية ثانية يواصل الأهالي تصديهم لأية محاولة لتواجد المستوطنين في الحي او محاولة الاستيلاء على أي من منازله. 

وأردف أبو عرفة بأن الأهالي لن يتركوا مجالا للمستوطنين بتنفيذ مخططهم بتهجيرهم قسريا حيث يعمل الأهالي على الدفاع عن منازلهم وجيرانهم وتوفير الحماية اللازمة من أية إجراءات من قبل المستوطنين. 

وأهاب أبو عرفة بأبناء فلسطين في القدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948 بضرورة نصرة أهالي الحي والتواجد مع المواطنين لمن يستطيع الوصول خاصة أن الأمر يبدو طويلا وسيأخذ الكثير من الجهد في اطار التصدي لمشروع التهجير القسري في الحي، في ظل هجمة استيطانية شرسة ومنظمة ومستمرة تشارك بها كل الجهات لدى هذا الاحتلال الذي لا يرغب بالوجود الفلسطيني في مدينة القدس. 

وأكد أبو عرفة بأنه رغم الانتهاكات القانونية والإنسانية التي تتم في الحي إلا أن ردة فعل المنظومة الدولية تجاه الاحتلال لا تتعدى الكلام، فهناك بيانات وزيارات من السلك الدبلوماسي ولكنها لا تحمل أية خطوات عملية لوقف هذه الانتهاكات. 

اقرأ أيضاً: "حملة طرد الفلسطينيين" من "دويتشه فيله"..إجراء غير مسبوق لإسكات الحقيقة

ورغم أن حي الشيخ جراح يضم عددا من القنصليات والسفارات الأجنبية والتي لا تبعد أمتارا معدودة عن منازله إلا أن ردة فعلهم باهتة ومجرد كلام.

وتابع أبو عرفة بأن هناك سفراء وقناصل يزورون أهالي الحي ويبدون تعاطفا وتضامنا معهم ولكن بشكل شخصي لأن السياسة الدولية لدولهم هي التي تحكم تصرفاتهم بينما تلك الدول هي داعمة لإسرائيل وتتحكم بردود فعلهم تجاه هذه الجرائم.

جدير ذكره أن أهالي مدينة القدس يمتلكون وثائق ملكيتهم لعقارات ومنازل فيما تسمى القدس الغربية ومازالت بحوزتهم حتى الآن بينما لا يكترث الاحتلال بهذه الملكية في وقت يسهل فيه عمليات تزوير لملكية المستوطنين المزعومة لبعض العقارات في المدينة المحتلة.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo