كتاب إسرائيليون: صفقة نتنياهو والدولة يجب أن لا تمر

نتنيااهو
نتنيااهو

هاجم كتاب إسرائيليون رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو الذي يحاكم في قضايا فساد ورشوة واستغلال الصلاحيات، والذي يسعى لإبرام صفقة مع الدولة، بعد أن حاول جاهداً قتل جهاز القضاء بكل قوته مستغلاً كل الموارد السياسية والعامة وكان على بعد خطوة من النجاح في ذلك.

واعتبر الكاتب الإسرائيلي أوري مسغاف، في مقاله له نشرته صحيفة هارتس العبرية، أن مجرد استعداد الدولة لإجراء اتصالات مع نتنياهو هو بمثابة استسلام للإرهاب وجائزة للزعرنة، التي مارسها نتنياهو خلال سنوات حكمه.

وأوضح أن نتنياهو حصل على التسوية المتساهلة والسخية بالفعل من النظام الرحيم والضعيف، في الوقت الذي كان يجب تقديمه للمحاكمة بسبب دعوته للعصيان المدني، لكن الخائن رئيس حزب أزرق أبيض بيني غانتس، مع 12 عميلاً آخراً شاركوا نتنياهو في الحكومة السابقة، شكلت له حزام أمان، لكن هذا الحزام لم يطل طويلاً ليتم إقصاء نتنياهو في الانتخابات الاخيرة بحكومة نفتالي بينيت الائتلافية، وهو ما يسهل محاكمته بشكل عادل، منتقداً أي إمكانية للتوصل لصفقة بين نتنياهو والدولة. 

من جهته، اعتبر الكاتب الاسرائيلي في هآرتس، أن الأخطر من الصفقة القضائية بين الزوجين نتنياهو والدولة، هو عبادة السياسيين وصانعي الرأي وعشرات آلاف الإسرائيليين لهذا الشخص هي أكثر إثارة للقلق من مسألة نعم ستكون صفقة أو لن تكون صفقة.

اقرأ أيضاً: خطر يتهدد مواشي غزة والانقسام "يزيد الطين بِلة"!

ورأى الكاتب أنه سواء استمرت محاكمة نتنياهو أو انتهت هذه القضية بصفقة، مع عار أو دون عار، فإن نتنياهو سيضطر إلى الابتعاد إلى الأبد عن الفضاء العام، مشدداً على أنه في كل يوم يواصل فيه نتنياهو الدخول من باب الكنيست وفي كل لحظة يواصل فيها رعاياه حمله على الأكتاف فإن وصمة عار تصب على وجه الدولة.

بدوره اعتبر الكاتب الإسرائيلي اليساري سامي بيرتس في مقال له نشره في صحيفة هآرتس العبرية، أن نتنياهو الذي اتخذ من اليسار عدواً له، ونجح إلى حد ما في زرع رواية في أدمغة الكثيرين، بأنه ملاحق بسبب كونه زعيماً قوياً من اليمين، وحظي بتأييد الجمهور، وأيضاً تحول في وعي كل معارضيه ومنتقديه ومن يتحفظون من أفعاله ومن سلوكه الشخصي إلى "يسار" وإلى أعداء للشعب، إضافة إلى أنه ساهم في تحويل "اليسار" إلى علامة سلبية في أوساط ملايين الإسرائيليين.

وأوضح الكاتب أن نتنياهو الذي صور اليسار بهذه الصورة، فإن جميع من قرروا محاكمته هم من رجال اليمين، بل إن مساعديه والمقربين منه تركوه، واليوم يحاول النجاة من خلال "اليسار" عبر موافقته على تولي رئيس حزب العمل اسحق هرتسوغ (اليسار)، رئيساً للدولة، مع المعرفة بأنه من شأنه أن يحتاج إلى قضايا العفو أو مسح السجل الجنائي إذا أدين، والآن عندما اختار أهارون براك، الرئيس السابق لمحكمة العدل العليا والذي هو من كبار حاخامات اليسار، كي يكون وسيطاً في التوصل إلى صفقة مع مندلبليت والنيابة العامة.

وأشار إلى أن رواية نتنياهو التي تربط النيابة والشرطة والصحف اليسارية مع بعضها على اعتبار أنهم تآمروا من أجل إسقاطه، هي مادة مشتعلة ممتازة لكسب تأييد شعبي واسع، لكن في نفس الوقت هي أيضا تعمل ضده في معسكره، حيث تخلى عنه ليبرمان لأنه سئم المكانة المقدسة التي سعى إليها، والتي تضعه فوق كل مؤسسة وقانون أو معيار عام في "إسرائيل".

وشدد الكاتب على أن صفقة ادعاء مخففة على نتنياهو هي أمر مرفوض وليس فيها ما من شأنه أن يبدد أكوام السموم، الكراهية والاستقطاب، التي زرعها طوال سنوات ضد اليسار وجهاز القضاء والإعلام. الادعاءات والاتهامات بشأن حياكة ملفات، وكذلك الحاجة الى اجتثاث ظواهر مرفوضة في العلاقات بين السلطة وأصحاب رؤوس الأموال ووسائل الإعلام، كل هذه تقتضي حسما قضائيا. ولكن اذا تم التوصل إلى صفقة ادعاء، يجب أن يكون فيها، أكثر من أي شيء آخر، الندم على تحويل جهاز القضاء والإعلام واليسار إلى حائكي ملفات وأعداء للشعب.

أما الكاتب أوريت لفي نسيئيل، اعتبر أن التفكير الآن يجري في أروقة الليكود على زعامته خلفاً لنتنياهو سواء تم التوصل إلى صفقه معه أم لا، وأن المنافسين على المنصب كثر، أبرزهم: إسرائيل كاتس، نير بركات، يولي ادلشتاين، آفي ديختر، تساحي هنغبي، ميري ريغف، امير اوحنا، جلعاد اردان، ويوسي كوهن، وجميعهم لا يمتلكون كارزما كالتي يمتلكها نتنياهو.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo