تغضب الفلسطينيين

واشنطن تعتمد سياسة تقليص الصراع بدلاً من إنهائه

بايدن
بايدن

ذكر تقرير للصحفي الإسرائيلي يوني بن مناحيم المدير العام لهيئة الإذاعة الإسرائيلية سابقاً، أن الإدارة الأمريكية الحالية تنتهج سياسة الحد من الصراع في الشرق الأوسط (الصراع الفلسطيني الإسرائيلي)، بدلاً من الحديث عن إنهاء الصراع، الأمر الذي أغضب الفلسطينيين ووصفوا الأمريكيين في اجتماع للقيادة الفلسطينية بأنهم "كاذبون" ولم ينفذوا وعودهم بفتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ولم يفتحوا الممثلية الأمريكية في شرقي القدس.

وأضاف التقرير الذي نشره "مركز القدس للشؤون العامة والدولة الإسرائيلي"، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، لا يريد المواجهة مع حكومة نفتالي بنيت الائتلافية، والضغط للعودة للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، لأن مثل هذا القرار سيسقط الحكومة، وفي هذه الحالة ستتم الانتخابات المبكرة التي قد تعود برئيس المعارضة اليميني بنيامين نتنياهو، الذي لا يرغبه بايدن.

في المقابل، وصف التقرير الوضع بالنسبة للفلسطينيين بأنه كئيب ويدعو إلى اليأس، وطبقًا لمسؤول أمني فلسطيني كبير: "لا عجب في استئناف الهجمات من جانب حماس وزيادة قوتها نتيجة للوضع الراهن".

وأشار التقرير إلى أن الغضب الفلسطيني يعدّ مفهومًا، حيث يرفض الرئيس بايدن دعوة رئيس السلطة الفلسطينية إلى البيت الأبيض رغم أنه التقى بالفعل بقادة من الشرق الأوسط مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت أو العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كما رفض طلب محمود عباس الشخصي للقائه في نيويورك في سبتمبر الماضي على هامش مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحجة أن الرئيس بايدن منشغل بشؤون الصين ومشاكل كورونا والاقتصاد الأمريكي.

اقرأ أيضاً: جدار الاحتلال حول غزة.. دوافع أمنية وكوارث بيئية

وشكك التقرير في انعكاس زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سالبان بأخبار جديدة لرئيس السلطة الفلسطينية بشكل إيجابي على عملية السلام، وذلك على الرغم من أن واشنطن جدّدت التزامها بحل الدولتين لما فيه مصلحة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وحذرت من أن تصعيد العداء والتوتر من شأنه أن يشعل المنطقة بأسرها ويلحق الضرر بالجميع، وهذا ما أعلنته مساعدة وزيرة الخارجية فيكتوريا نولاند، التي زارت "إسرائيل" ورام الله الأسبوع الماضي.

وتابع التقرير ، أن كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية يقولون، أنه منذ دخول الرئيس بايدن البيت الأبيض، تركزت العلاقات بين حكومته والسلطة الفلسطينية على العلاقات الأمنية والاقتصادية فقط، وإجمالًا كانت هناك مكالمة هاتفية واحدة بين الرئيس بايدن ورئيس السلطة الفلسطينية منذ ذلك الحين، وكان ذلك في نهاية عملية حارس الأسوار قبل بضعة أشهر.

وتنسق الإدارة مع "إسرائيل" الإغاثة الاقتصادية للسلطة الفلسطينية والمساعدات الأمنية للحفاظ على حكم محمود عباس وعدم السماح لحركة حماس، التي أصبحت قوية للغاية في الشارع الفلسطيني. 

لقد وصل الوضع لمرحلة أن تكون سياسة الرئيس بايدن تتمحور فقط حول تقليص الصراع، طبقًا لوصف أحد المسئولين الفلسطينيين، إذ إن اجتماعات وزيرة الخارجية ومساعدتها وكافة المبعوثين الأمريكان مع رئيس السلطة الفلسطينية لا تتطرق إلى موضوع "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي".

وتقدم إدارة بايدن للفلسطينيين 450 مليون دولار كمساعدة سنوية، مع إلغاء التخفيضات التي أجرتها إدارة ترامب، وتتدفق الأموال الأمريكية إلى القطاع الخاص الفلسطيني، والمجتمع المدني، واللاجئين الفلسطينيين من خلال الأونروا، بالإضافة إلى 40 مليون دولار مباشرة إلى قوات الأمن الفلسطينية، الذين يعملون بشكل وثيق مع جهاز الأمن العام "الإسرائيلي" ووكالة المخابرات المركزية.

يشار إلى أن مستشار الأمن القومي لإدارة الرئيس الأمريكي "جاك سوليفان" وصل إلى "إسرائيل"، لإجراء محادثات سياسية تتمحور حول التهديد النووي الإيراني، وسيجتمع مع "نفتالي بينيت"، ووزير الجيش بيني غانتس، وكبار أعضاء مؤسسة الجيش. ومن ثم سيزور الرئيس محمود عباس في رام الله، لكن السلطة الفلسطينية ليس لديها الكثير من التوقعات من زيارته.

وكانت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية "فيكتوريا نولاند" قد زارت الأسبوع الماضي رام الله، وكان من المقرر أن تلتقي بالرئيس عباس، على أساس أن الرئيس بايدن مهتم بـإدارة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وليس في محاولة حقيقية لحلها.

المصدر : متابعة -زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo