العائلية والكفاءة تهزم الأحزاب في الانتخابات المحلية

الاقتراع في الانتخابات المحلية
الاقتراع في الانتخابات المحلية

أظهرت نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية التي جرت في الضفة الغربية يوم السبت (11/11/2021)، فوزاً كبيراً للقوائم المستقلة، حيث حصلت على نسبة 70.9% من العدد الكلي للمقاعد المتنافس عليها والبالغة 1,503 مقعداً، بينما حازت القوائم الحزبية على 29.1%.

ووفق محللين، فإن فوز القوائم المستقلة مقابل الحزبية، يعود لغياب المنافسة القوية بين الأحزاب بسبب عدم مشاركة أحزاب رئيسية لها مثل حركة حماس، إضافة إلى شعور  العائلات بالخذلان من وعود القوائم الحزبية في الانتخابات السابقة، إلى جانب تصويت المواطنين للأشخاص الذين يتميزون بالكفاءة وليس للحزب.

التصويت للعائلة والكفاءة

وقال الكاتب والمحامي صلاح الدين موسى لـ"زوايا" إنه من الصعب قراءة نتائج هذه الانتخابات بنفس القراءة في جميع مناطق الاقتراع، فلكل منطقة خصوصية من حيث التنافس الحزبي أو العائلي أو المستقلين.

وأضاف: المواقع التي ترشحت بها قوائم حزبية متعددة كان فيها منافسة حزبية، بالتالي يمكن وصف المنافسة فيها أنها تمت على أساس حزبي، اما المناطق التي ترشحت بها قوائم عائلية او مستقلة حتى لو كانت تنافسها قائمة حزبية لا يمكن اعتبار ذلك تنافس حزبي، بل أن التصويت تم على أساس عائلي أو للشخص الذي يتمتع بالكفاءة.

اقرأ أيضاً: الانتخابات المحلية.."جائزة ترضية" تحمل مستجداً؟

وأوضح أنه بشكل عام لم يكن التنافس بين القوائم على أساس حزبي، وإنما العائلية والكفاءة هي المعيار للتنافس، فمثلا في بلدة برقين بجنين كان تنافسا بين عدة قوائم بينها قائمة رسمية لفتح وأخرى مستقلة لكن أعضائها من فتح، وفازت قائمة فتح غير الرسمية، أي أن المواطنين صوتوا لقائمة فتح غير الرسمية لان تتضمن اشخاصا لديهم الكفاءة، وفي النهاية سُجلت لدى لجنة الانتخابات على أساس انها قائمة مستقلة.

تراجع الأحزاب

ورأى أن تفوّق القوائم العائلية والحزبية في الانتخابات، يدلل على تراجع الأحزاب، ويعبر عن الأزمة، أي أن المواطنين يبحثون عن بديل من أشخاص يتمتعون بالكفاءة والسمعة الطيبة، وليس إن كانوا ينتمون لأحزاب معين.

وحول تحالف بعض الأحزاب ضمن قوائم لمنافسة فتح، قال إن في تلك المناطق حدثت فيها منافسة حزبية، مثل بلدة بيت دجن شرق نابلس، حيث تحالفت أحزاب يسارية في قائمة واحدة مقابل قائمتين واحدة لفتح وأخرى لحماس باسم مستقل، بالتالي التصويت كان لصالح تيارات سياسية لأن الخيارات أمام المواطنين كانت قوائم حزبية.

ورأى أنه حتى التحالفات بين الأحزاب خضعت للعلاقة الشخصية أكثر منها للعلاقة التنظيمية بين أعضاء القائمة الواحدة، لدرجة ان الأحزاب لم تستطع أخذ قرار بالتحالف فيما بينها في كل المواقع الانتخابية، بل تركت القرار لكوادرها، فمثلا تحالف اليسار مع حماس مقابل حركة فتح في بلدة نعلين غرب رام الله.

الأحزاب خذلت العائلات

من جانبه، رأى عارف جفال مدير المرصد العربي للديمقراطية والانتخابات عارف جفّال أن القوائم بالغالب لها صبغة عائلية، حتى المستقلة منها التي بعض أعضائها لديهم عضوية تنظيمية، لكن في النهاية مثلوا عائلاتهم التي صوتت لهم.

وأشار جفّال في حديثه لـ"زوايا" إلى أن القوائم التي شكلت على أساس تحالف حزبي، وسُجلت لدى لجنة الانتخابات كقائمة مستقلة، تعتبر قائمة حزبية وتمت التصويت لها على أساس حزبي.

ورأى أن الجانب العائلي هو من طغى على هذه الانتخابات وليس الحزبي، وحتى القوائم الحزبية التي ترشحت بأسماء مستقلة كانت مظلتها العائلة.

واعتبر جفّال أن العائلات شعرت بقوتها في هذه الانتخابات، لأن الأحزاب كانت انتهازية في الانتخابات السابقة، بالتالي لم تلبي وعودها، فقفزت العائلات على الأحزاب، ولم تعد بحاجة للحزب للترشح.

مشاركة جزئية لحماس

وبشأن منافسة حماس في هذه الانتخابات في بعض المواقع الانتخابية، أوضح جفّال أن حركة حماس لم تعلن مقاطعتها لهذه الانتخابات في الضفة، بل تركت الأمور مفتوحة لعناصرها للترشح ضمن قوائم مستقلة، وقامت بالمنافسة في بعض المواقع التي تحظى بقوة فيها حتى ترسل رسالة سياسية اننا قادرون على السيطرة والتأثير.

اما فيما يتعلق بترشح أكثر من قائمة لفتح في نفس الموقع الانتخابي، فرأى جفًال أن ذلك يعود لسوء اختيار فتح لمرشحيها في قوائمها الرسمية، وهي تركيبة فتح المستعصية دائما وهي طريقة تقليدية عفا عليها الزمن، واًصبحت غير مقبولة لدى الفتحاويين، وهي السبب الرئيسي في خسارتهم دائما.

تجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية في الضفة جرت في 154 هيئة محلية، وبلغت نسبة الاقتراع 66.1% من أصحاب حق الاقتراع، فيما بلغ عدد المقترعين الإجمالي 268,318.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo