أزمة فقدان القيادة والمعارضة

تحليل خبيرة سياسية: الكفاح الفلسطيني والتضحيات غير كافية لهزيمة إسرائيل

مواطن يواجه الاحتلال الإسرائيلي
مواطن يواجه الاحتلال الإسرائيلي
  • الحركة الوطنية أخفقت في تحويل الحلم الفلسطيني إلى هدف قابل للتحقق.
  • الشعب الفلسطيني افتقد عبر أجياله المتعاقبة للقيادة المؤهلة والمعارضة الجادة.
  • الارتجال وردود أفعال ساهم في تواصل الإخفاق الفلسطيني.
  • الكفاح الفلسطيني والتضحيات الجسيمة غير كافية وحدها للانتصار.

قالت د. "غانية ملحيس" الكاتبة والباحثة السياسة إن الكفاح الفلسطيني والتضحيات الجسيمة غير كافية وحدها للانتصار والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، وأن الاستهداف الوجودي للشعب الفلسطيني يحتم عليه أن يكون في طليعة المواجهة، وأن يشكل رأس الحربة لمقاومته.

وأضافت "ملحيس" خلال رؤية قدمتها ضمن برنامج "بدائل وخيارات" عقده المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات)، أن الحركة الوطنية الفلسطينية أخفقت في تحويل الحلم الفلسطيني بالحرية والعودة وتقرير المصير إلى هدف قابل للتحقق، فيما افتقد الشعب الفلسطيني عبر أجياله المتعاقبة للقيادة المؤهلة التي يستحقها، والمعارضة الجادة المسؤولة التي يحتاجها.

صورة الكاتبة

وأوضحت الكاتبة السياسية أن استمرار التعامل الجزئي مع مظاهر الأزمات بمنهج ارتجالي وردود أفعال، ساهم في تواصل الإخفاق الفلسطيني، مشيرةً إلى أن هزيمة اسرائيل تحتاج إلى تحالف واسع تشترك فيه قوى التحرر العربية والإقليمية والدولية.

اقرأ أيضاً: استثمار الغزيين في العملات الرقمية.. هل يخرق جدار الحصار؟

وتابعت:" أن نقطة الانطلاق للتغيير والخروج من المأزق الحالي الذي تعاني منه القضية الفلسطينية، تبدأ من ضرورة التوافق على أن مرجعية الهدف الاستراتيجي الفلسطيني تحدده الحقوق الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني في أرض وطنه، ومرتكزها الحرية والعودة وتقرير المصير، وأن لا أحد يملك حق تغيير الهدف الاستراتيجي ببلوغها، أو اختزاله بدعوى العقلانية والواقعية السياسية".

ورأت أن المأزق الفلسطيني الراهن، ناجم في الأساس عن مأزق مزمن تعيشه الحركة الوطنية الفلسطينية منذ بدء الغزوة الاستعمارية الصهيونية لبلادنا قبل أكثر من قرن، رافضة تحميل اتفاق أوسلو والتطورات التي أعقبته وحده المسؤولية عن المأزق الراهن، رغم إسهامه الكبير في تسارع تدهور هذا الوضع الفلسطيني.

وأكد "ملحيس" أن حقوق الشعب الفلسطيني لن تسترجع بالتعويل والمراهنة على النظام الدولي الذي يحتكم إلى موازين القوى، وأن فرض الحضور الفلسطيني الفاعل في ميادين النضال داخل الوطن وخارجه، والتواصل والتفاعل مع أحرار العالم والمناضلين ضد الاستعمار والاستبداد والعنصرية والمدافعين عن حقوق الإنسان، هو السبيل الوحيد للخروج من المأزق، والتقدم بثبات وبلوغ الحقوق الوطنية الفلسطينية في الحرية والعودة وتقرير المصير.

وكشفت النقاب عن أن السبب الرئيسي في المآزق الفلسطينية المتتابعة هو غياب الفهم الشمولي لطبيعة العدو وتشابكاته العربية والإقليمية والدولية، وإغفال الموجبات والمستلزمات الضرورية للانتصار عليه، موضحة أن نقطة الانطلاق في بلورة الوعي المعرفي الفلسطيني بطبيعة العدو الصهيوني الذي فرض علينا خوض الصراع معه، تستوجب الإدراك بأن استعمار فلسطين واستبدالها بإسرائيل، واستبدال شعبها العربي الفلسطيني بالمستوطنين اليهود الأجانب ليس مشروعًا استعماريًا قائمًا بذاته، وإنما جزء من مشروع استعماري للقوى الدولية المتنفذة للسيطرة على عموم المنطقة العربية الإسلامية الممتدة، التي تلعب السيطرة عليها دورًا مركزيًا في ترجيح موازين القوى الدولية.

وجددت التأكيد على أن الكفاح الفلسطيني والتضحيات الجسيمة التي لم تكف الأجيال المتتالية عن تقديمها طوال أكثر من قرن، غير كافية وحدها للانتصار، فهزيمة إسرائيل تفوق قدرة الشعب الفلسطيني، وتحتاج إلى تحالف واسع تشترك فيه قوى التحرر العربية والإقليمية والدولية، بما في ذلك اليهود المعادين للصهيونية.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo