تقرير "التزكية" تحسم الانتخابات المحلية في الضفة قبل موعدها

لجنة الانتخابات
لجنة الانتخابات

أظهر الكشف الأولي للقوائم المرشحة للانتخابات المحلية 2021، ترشّح 765 قائمة انتخابية في 329 هيئة محلية من أصل 376 هيئة مشمولة في المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية المقرر الاقتراع فيها يوم 11/12/2021.

وقبلت لجنة الانتخابات ترشّح ما مجموعه 765 قائمة؛ منها 277 قائمة حزبية (أي المسجلة على أنها تمثل حزب سياسي أو ائتلاف أحزاب) و488 قائمة مستقلة.

ويبلغ عدد المرشحين في القوائم المعتمدة (6,299) مرشحاً، من بينهم (1,599) امرأة بنسبة 25,4% من المجموع الكلي للمرشحين.

ويشكل المرشحون من الفئة العمرية (25-40) نسبة 46.9% من إجمالي المرشحين، وبعمر (41-50 عاماً) يشكلون نسبة 25.8%، والمرشحين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً يشكلون 27.3% من إجمالي عدد المرشحين.

وترشّحت في 162هيئة محلية قائمة واحدة فقط؛ وفي 47 هيئة محلية لم تترشح أي قائمة، وفي هيئتين ترشحت قائمة واحدة عدد مرشحي كل منهما أقل من عدد مقاعد مجلس الهيئة، وفي 165 هيئة أخرى ترشحت أكثر من قائمة انتخابية.

القوائم المترشحة


57% من الهيئات لن تجري فيها انتخابات

وفي تعليقه على ذلك، رأى المحلل السياسي جهاد حرب في حديثه لـ"زوايا" أن عدم إجراء الانتخابات في نحو 57% من الهيئات المحلية بسبب التزكية أو عدم وجود قائمة مترشحة، أو ترشح قوائم بعدد أقل من عدد مجالس هذه الهيئات، يعني ضعف في التنافسية في هذه الانتخابات.

اقرأ أيضاً: كيف تحولت الانتخابات المحلية إلى سبب إضافي لتعزيز الانقسام؟

وهذا الضعف نتيجة عدة أسباب، أولاً: محدودية التنافس في هذه الهيئات لصغر حجمها، لذلك تلجأ الفصائل فيها إلى العشائر والعائلات، للحصول على المقاعد، بالتالي غالبية قوائم التزكية هي توافق عائلي بطعم حزبي، تجنبا لوقوع الخلافات فيما بينها، وغالبا ما تكون من حركة فتح.

وثانياً: هذه الهيئات الصغيرة ليس لها أي دلالة سياسية أو حزبية، فعندما تتنافس القوائم المختلفة في المجالس البلدية الكبيرة مثل بلدية رام الله أو نابلس أو الخليل أو غيرها من المدن، يكون التفاعل الحزبي فيها كبير.

وثالثاً: في نفس الوقت يجب الأخذ بعين الاعتبار أن حركة حماس (الحزب المنافس الرئيسي لفتح) قد قاطعت الانتخابات، وبالتالي لا يوجد معنى للمنافسة الحزبية، أي أن فتح ستنافس ذاتها في هذه الانتخابات.

ورابعاً: المواطنون لا يرون في هذه الانتخابات مؤشرا سياسيا في ظل غياب ممارسة ديمقراطية على المستوى الوطني في البلاد جميعها، لأنهم أُحبطوا من تأجيل الانتخابات التشريعية، وبالتالي لم يعد لديهم ثقة بإجراء الانتخابات المحلية.

وخامساً: يوجد حالة إحباط لدى الجمهور أيضا بسبب الخلافات العائلية في البلدات والقرى الصغيرة، وتجنبا لذلك تكون الرغبة في التنافسية محدودة.

واعتبر "حرب" أن التحدي هو نسبة الاقتراع من الناخبين في الهيئات الـ165 التي تتضمن القوائم المتنافسة، حيث نسبة المقترعين من الناخبين تشير إلى مدى ضعف أو قوة شرعية الانتخابات في تلك الهيئات.

غياب "حماس" أضعف المنافسة

أما عارف جفّال مدير المرصد العربي للديمقراطية والانتخابات، فقال لـ"زوايا": "إن الإحصائيات التي أظهرتها لجنة الانتخابات بوجود عدد كبير من القوائم التي ستفوز بالتزكية، كان متوقعا".

واتفق "جفّال" مع المحلل السياسي "حرب"، بأن غياب حركة "حماس" عن المشاركة أدى لوجود طرف واحد وهو حركة "فتح" مقابل أطراف أخرى ضعيفة.

كما أشار "جفّال" إلى وجود خلافات داخل حركة فتح، ما أدى إلى تشكيل عدة قوائم للحركة قبل تسجيلها في لجنة الانتخابات، ثم التوافق في اللحظات الأخيرة على قائمة فتحاوية توافقية، بالتالي قضى على إمكانية وجودة قوائم منافسة أخرى.

ورأى أن فقدان الثقة في المجالس المحلية والبلدية، كان من بين العوامل التي أدت لإحجام المواطنين عن الترشح، لأن القوائم في الانتخابات السابقة وعدت الناخبين بوعودات كثيرة لكن بعد فوزها لم تفي بها، وعليه نشأ خوف من الأحزاب والقيادات السابقة للهيئات المحلية من "عقاب الناخبين"، لذلك لجأوا لتشكيل القوائم التوافقية، فمثلا في إحدى الهيئات المحلية كان الحديث يدور عن 6 قوائم تنوي خوض الانتخابات، لكن قبل موعد تسجيلها تم استرضاؤها وتشكيلها في قائمة واحدة توافقية.

وأشار إلى أن هذه العوامل ستنعكس أيضا على نسبة الاقتراع، متوقعا أن لا تزيد نسبة المشاركة في الاقتراع عن 200 ألف ناخب في الـ165 هيئة محلية.

وحول إجراء الانتخابات المحلية على مرحلتين، قال إن هذه التجزئة جرت في الانتخابات المحلية التي عقدت عام 2006، بسبب ظروف تتعلق بالانتفاضة وعدم وجود إمكانية عقد الانتخابات المحلية في الضفة وغزة بنفس الوقت، وعدم وجود قانون انتخابات ينص على إجرائها موحدة، لكن انفراد مجلس الوزراء بتجزئة الانتخابات في هذا الوقت غير قانوني.

قائمة نسوية وحيدة

وحول حظوظ فوز قائمة (قادرات) التي تتشكل من 8 نساء لخوض الانتخابات البلدية في بلدة برقين بمحافظة جنين، وهي الوحيدة المشكلة من النساء في هذه الانتخابات، قال "جفّال": "يجب الأخذ بعين الاعتبار ما هي القوائم المنافسة لها في نفس البلدة سواء كانت حزبية أو عائلية، فإذا كانت عائلية تكون فرصتها أقل بالفوز".

اقرأ أيضاً: ما موقع معركة "خلافة عباس" من تأجيل الانتخابات؟

وذكر "جفّال" أن السبب الذي أدى لعدم فوز القوائم النسائية في الانتخابات الماضية هو وجود نسبة حسم عالية، حيث بلغت حينها 8% حتى تتمكن القائمة من الفوز بمقعد على الأقل.

واعتبر أنه من الضروري الاستفادة من الدروس السابقة في فشل القوائم النسائية، فهناك فرق بين ترشح قائمة نسائية للمنافسة على كافة المستويات أو ترشحها لتسجل اعتراض النساء على استئثار الرجال في المقاعد.

عقبات أمام القائمة النسوية

وقال وكيل القائمة عبد الباسط خلف لـ"زوايا" إن "قادرات" تعزز الشراكة بين النساء والرجال، وتسعى لتغيير التركيبة التقليدية للهيئات المحلية، التي لا تخرج عن الالتزام التام بـ "كوتا" المرأة.

وأكد أن القائمة التي ستتنافس في انتخابات 11 كانون الأول القادم مع 5 قوائم تقليدية، وستعلن خلال الدعاية الانتخابية عن برنامجها، والجديد الذي ستقدمه.

ودعا "خلف" معارضي تشكيل القوائم النسوية إلى احترام الرأي الآخر، والتفريق بين النقد والتجريح والتشهير، وهي جرائم يُعاقب عليها قانون الانتخابات والجرائم الإلكترونية.

وأضاف أن "قادرات" تعرضت لعقبات كثيرة بسبب تدخلات رافضة لفكرتها، فيما مورست ضغوط كبيرة على مرشحات لثنيهن عن الاستمرار فيها.

ووفق خلف، فقد بدأت مساعي تشكيل القائمة قبل أسبوعين من انتهاء التسجيل، واضطرت قبل وقت قصير من إقفال التسجيل لسحب إحدى المرشحات وإعادة الطلب من جديد، فيما تفاعلت منظمات وأطر نسوية وإعلامية مع القائمة، وأعلنت مساندتها للتجربة.

المنافسة قضية وجود للنساء

من جانبها، قالت معالي برقاوي منسقة منتدى مناهضة العنف في حديثها لـ"زوايا"، إن هذه القائمة تختلف عن القوائم الماضية التي كانت عبارة إشعار بأن المرأة موجودة وتستطيع، لكن هذه القائمة جاءت واعية لمطالبها، كما أن المترشحات فيها لهن مكانتهن ونشاطهن في المجتمع، إضافة إلى وجود دعم لها من قبل بعض المؤسسات الأهلية ذات الخلفيات السياسية.

وأضافت أن هذه القائمة تؤكد على المطالب النسوية في الوقت الذي لم تتطور فيه الكوتة النسوية كثيرا، إذ لا تزال القوائم تضع النساء في رقمي 5 و10 وفق ترتيب القانون، باستثناء قائمتين وضعتا نساء على رأسها، وبعض القوائم القليلة وضعت النساء في الرقم الثاني والثالث.

وتابعت برقاوي: "سوف ندعم هذه القائمة كمؤسسات، لأنها بمثابة مفتاح للمطالب النسوية"، معربة عن أملها بأن تكون هذه القائمة مفتاحا للمدن والبلديات الكبيرة في المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية، بأن ينتبه مسؤولو القوائم بأن هناك نساء قادرات ولهن مطالب.

ورأت أن عدد المقاعد التي من الممكن أن تفوز بها القائمة ليست هي معيار النجاح للنساء، وإنما المعيار هو وجود عناية من الإعلام والمؤسسات بالقائمة، مؤكدة أن هذه القضية بالنسبة للنساء هي قضية وجود، وبالتالي يجب أن يكون الصراع مهني وليس على وجود الرجال.

وبيّنت أن تسجل ما نسبته 25% من المترشحين في القوائم من النساء بمثابة تقدم، لكنها تأمل أن ينعكس هذا التقدم على نتائج الاقتراع بفوز يفوق نسبة الكوتة التي تبلغ حوالي 20%.

حول الانتخابات

وقد أصدر مجلس الوزراء قرار رقم (123/18) لسنة 2021 بتاريخ 6 أيلول 2021، الداعي لإجراء انتخابات مجالس الهيئات المحلية "المرحلة الأولى" في 387 هيئة محلية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهي الهيئات المحلية المصنفة (ج) والمجالس القروية، تقرر لاحقاً استثناء الهيئات المحلية بغزة -عددها 11 هيئة- من المرحلة الأولى وضمها للمرحلة الثانية التي صدر قرار بأن يكون الاقتراع فيها يوم 26/3/2022، ليصبح عدد الهيئات التي ستجري فيها انتخابات المرحلة الأولى 376 هيئة في الضفة الغربية.

وبموجب قرار مجلس الوزراء رقم (126/18) لسنة 2021 الصادر في تاريخ 27/9/2021 ستجري انتخابات المرحلة الثانية في 66 هيئة محلية، هي الهيئات المحلية المصنفة (أ) و(ب) بالضفة وغزة وعددها 55، إضافة للهيئات المحلية المصنفة (ج) في غزة، والتي كانت مشمولة في المرحلة الأولى وعددها 11 هيئة.

واستنادا لقرارات مجلس الوزراء ولقانون انتخاب مجالس الهيئات المحلية رقم (10) لسنة 2005 وتعديلاته، وضعت لجنة الانتخابات جدول المدد القانونية للانتخابات المحلية 2021 (المرحلة الأولى)، والتي تفصل كما يلي:

1. مرحلة تسجيل الناخبين والنشر والاعتراض

تبدأ هذه المرحلة صباح يوم الأحد 3 تشرين أول المقبل وتنتهي مساء يوم الخميس 7/10/2021.

2. مرحلة الترشح

سيتم فتح باب الترشح صباح يوم 26/10/2021 ولمدة 10 أيام كاملة تنتهي مساء 4/11/2021، ومن المقرر نشر القوائم النهائية بأسماء القوائم ومرشحيها يوم 27/11/2021 بالتزامن مع بدء فترة الدعاية الانتخابية.

3. مرحلة الدعاية الانتخابية

تنطلق الدعاية الانتخابية صباح يوم السبت 27/11/2021 وتستمر لمدة 13 يوماً تنتهي مع بداية فترة الصمت الانتخابي مساء يوم الخميس 9/12/2021.

4. مرحلة الاقتراع والفرز

سيكون يوم السبت الموافق 11/12/2021 يوم الاقتراع للمرحلة الأولى من الانتخابات المحلية 2021. وسيتم إعلان النتائج الأولية للانتخابات في اليوم التالي، والنتائج النهائية خلال 72 ساعة من انتهاء عملية الفرز.

 

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo