تقرير دحلان وعباس في موسكو.. هل تنجح جهود المصالحة الروسية؟

عباس ودحلان
عباس ودحلان

شكلت زيارة رئيس التيار الإصلاحي لحركة فتح محمد دحلان في زيارة رسمية بدعوة من وزارة الخارجية الروسية، ودعوة الرئيس محمود عباس في 23 نوفمبر ، إشارة إلى جهود روسية حثيثة لترتيب البيت الفتحاوي الداخلي وتحقيق المصالحة بين الرئيس عباس ودحلان، قبيل انعقاد المؤتمر الثامن للحركة في مارس المقبل، بهدف تحقيق الرؤية الروسية بضرورة ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي عبر إنهاء الانقسامات الداخلية تحضيرا لعملية سياسية فلسطينية – إسرائيلية تفضي لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني.

سمير المشهراوي القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي الذي يقوده دحلان، قال :"إنَّ اللقاء مع الخارجية الروسية ينبع أهميته من كونه جاء بين وزير خارجية روسيا وقيادة تيار الإصلاح الذي دأبت القيادة الرسمية على محاربته، بسبب مطالبته بالإصلاح وتفعيل مؤسسات حركة فتح وإعادة الاعتبار لها وللوحدة الوطنية".

وأضاف المشهراوي عبر قناة "TeN" المصرية: "أن اللقاء جاء بدعوة رسمية من وزارة الخارجية الروسية" الأمر الذي يُعبر عن مدى أهمية وحضور تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح والساحة الفلسطينية، وهو السبب الذي دعا القيادة الروسية لدعوة قيادة التيار للاستماع إلى وجهة نظره فيما يتعلق بالأحداث الوطنية الفلسطينية. 

اقرأ أيضاً: أوقاف القدس.. الاحتلال يحاول تغيير التاريخ في القدس بقوة البطش

في ذات السياق، كشف القيادي المقرب من محمد دحلان، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يتوسط ويبذل جهودا لإنهاء "الانقسام الفتحاوي"، بين تيار "دحلان"، وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.
وقال دلياني، إن اللقاء مع لافروف، ليس الأول، حيث سبقه لقاءات بين دحلان والقيادة الروسية، لم يكشف عنها.

وبيّن دلياني أن دحلان أعلن على الفور، خلال اللقاء، "استعداده للمصالحة الداخلية في فتح".

وأضاف أن دحلان قال لوزير الخارجية الروسي إن المصالحة الداخلية "ضرورة فتحاوية ووطنية، ومستعدون لها على الفور على أن تكون مبنية على الأسس التنظيمية، وعمادها النظام الداخلي للحركة، والابتعاد عن التفرد في القرارات وتهميش الهياكل التنظيمية".

وبيّن أن "هناك اهتماما روسيا بقضية المصالحة الداخلية"، مضيفا:" يمكن القول إن هناك جهد روسي عال". بحسب وكالة الأناضول.

محاولة روسية لتحقيق المصالحة الفتحاوية

في المقابل، قال مصدر فتحاوي مطلع رفض الكشف عن هويته لموقع "زوايا"، :"إن روسيا تحاول التدخل على خط عودة محمد دحلان إلى الساحة السياسية الفلسطينية وعودته إلى حركة فتح.

وأوضح المصدر، أن روسيا لم تحاول الضغط على القيادة الفلسطينية بهذا الشأن ولكن يبدو هناك توجه من قبلها للتدخل بهذا الشأن.

وشدد المصدر الفتحاوي على أن دحلان خارج الحركة ولن يعود ولن تقبل الحركة أي تدخل أو نقاش حول عودته أصلا، منوها إلى أن هذا الموقف نهائي لقيادة الحركة معبراً عن مؤسساتها.

ونوه المصدر بأن دحلان لديه حكم في المحكمة ولديه ملفات شائكة في ساحات عربية ودولية ولا يمكن عودته بعد كل هذه التصرفات.

وأكد المصدر بأنه لن يكون هناك أي نقاش مع أي طرف عربي أو غيره مع قيادة حركة فتح لعودة دحلان.

في ذات السياق، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، أنه لا يوجد أي اتصالات مع روسيا بشأن المصالحة مع محمد دحلان وناصر القدوة، مشدداً على رفض الحركة للمقترح فيما لو عرض عليها.

فيما رفض عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، أي تدخل في الشأن الداخلي، وهو أمر غير قابل للنقاش مع الروس، مؤكداً على أن محمد دحلان اتخذ بحقه قرار رسمي وقضائي. مستدركاً أن أبواب الحركة مفتوحة للجميع ولكن ليس لمن باعوا أنفسهم للشيطان ولمروجي بضاعة دولة الإمارات. (في إشارة إلى الدعم الإماراتي لدحلان).

فرصة موسكو ضعيفة

الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، يرى أن فرصة نجاح موسكو في رأب الصدع داخل البيت الفتحاوي صعب لأسباب فلسطينية أهمها الصراع على السلطة وقيادة حركة فتح، واستمرار حالة التشظي الفلسطيني رغم المحاولات الفلسطينية والاقليمية العديدة لإنهاء الانقسام وفي مقدمتها الجهود المصرية.

واعتبرعطا الله في حديث مع "زوايا" أن تيار دحلان أصبح له حضور على الأرض لا يمكن تجهله من قبل الدول والقوى الدولية ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية، موضحاً أن روسيا تتعامل مع وقائع على الأرض بعيداً عن الاتهامات المتبادلة بين مكونات المشهد الفلسطيني لان الفصائل الفلسطينية فقدت مصداقيتها أمام الدول.

وأضاف عطا الله أن روسيا تسعى لحضور متزايد في المنطقة لتنشيط نفوذ وفتح علاقات مع كل الأطراف الفلسطينية خاصة أنها على علاقة مميزة مع كل الفصائل الفلسطيني واستقبالها لكل الفصائل الفلسطينية بشكل رسمي رغم تنصيف عدد منها على أنها جماعات إرهابية، في إشارة إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

الجدير ذكره، أن العديد من الدول حاولت إجراء المصالحة الفتحاوية الداخلية، إلا أن جميع المحاولات منيت بالفشل إثر إصرار الرئيس عباس على رفض كل المبادرات وخاصة المصرية، بحجة أن الأخير عليه حكم قضائي وملفات فساد وعبث في ملفات دولية عديدة.

وزاد الانقسام داخل حركة فتح في شهر فبراير الماضي عندما شكل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير مروان البرغوثي قائمة منفردة لخوض الانتخابات التشريعية وانضم اليه عضو اللجنة المركزية ناصر القدوة الذي تم فصله من الحركة، قبل أن يؤجل الرئيس عباس الانتخابات بسبب رفض الاحتلال السماح بإجرائها في القدس.

وفي ظل التجارب السابقة وفشلها في تحقيق المصالحة، وتأكيد قيادات وازنة في حركة فتح بأن هذا الملف شأن داخلي ولن يبحث مع أي جهة بما فيهم القيادة الروسية، فإن السؤال الأهم، هل يقوى الدب الروسي على تجاوز موقف اللجنة المركزية لحركة فتح الرافضة للمصالحة مع دحلان؟.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo