يرى الكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن السياسية الإسرائيلية في الضغط على الولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني باء بالفشل، وأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ذاهبة باتجاه توقيع اتفاق مع طهران شريطة أن تستجيب طهران للعودة لطاولة المفاوضات، في المقابل تقوم "إسرائيل" بتنفيذ هجمات سايبر وهجمات جوية على سوريا في محاولة منها لإعاقة المشروع النووي الإيراني، إلا أن هذه المحاولات تأثيرها ضعيف جداً.
ويقول الكاتب في مقالٍ له نشرته صحيفة هآرتس العبرية، إن رئيس الحكومة نفتالي بينيت كرر في مقابلة مع صحيفة التايمز اللندنية، رسائل بالية جدا حول الموضوع الإيراني. وقد وعد بأن يعمل "كل ما يجب فعله" من أجل منعها من الوصول إلى السلاح النووي.
بينما أعلن رئيس شعبة الاستراتيجية في هيئة الأركان، الجنرال طال كلمان، في مقابلته مع صحيفة "الأيام" البحرينية، أن "إسرائيل" تؤمن بحل دبلوماسي للازمة النووية، وأنه في ظل غياب هذا الحل ستسعى إلى عملية عسكرية دولية. متسائلاً ما علاقة من يرتدي الزي العسكري بالإعلان السياسي وما شأنه بجبهة دولية فعالة ضد إيران تبدو في هذه الأثناء حلما بعيداً.
اقرأ أيضاً: انفوجرافيك كيف نشأت قصة لم الشمل؟
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أنه بخلاف هذه التصريحات، فإن صورة القاذفة الأميركية التي طارت في سماء الشرق الأوسط مصحوبة بطائرات إسرائيلية ومصرية لم تدخل الخوف إلى القلوب في طهران، حتى أن هذه الطلعة الجوية سبقتها محادثات مكثفة بين الأميركيين وحلفائهم الذين سعوا إلى استكمال خطوة يمكن أن تردع النظام في إيران. واختارت إدارة بايدن في نهاية المطاف الاحتمالية الأضيق التي كانت أمامها.
وتابع أن إسرائيل إلى جانب نشاطها في التصريحات ضد إيران، فهي نشطة في الهجوم على سوريا، وقبل ذلك كان هناك هجوم سايبر، شوش بشكل كبير مدة يومين على تزويد الوقود في إيران، وغيرها من التشويشات الإسرائيلية السايبرانية، لكن التساؤل هل هذه العمليات توجد لها نتائج فعلية؟، وهل إسرائيل رغم تفوقها الواضح في مجال السايبر لا تعرض نفسها لهجمات مضادة لأنه لا يوجد أي إمكانية لفرش بطانية دفاعية على كل موقع يمكن أن يثير اهتمام إيران؟
ويرى الكاتب أن العمليات الإسرائيلية آنفة الذكر، يبدو أن تأثيرها الاستراتيجي ضعيف، إضافة إلى أن المس بجودة حياة المواطنين في إيران لا يضعضع سيطرة النظام الذي صمد تحت ضغط العقوبات التي كانت الولايات المتحدة قد فرضتها خلال سنوات كثيرة. والمعركة بين حربين في سورية تقلل من كمية السلاح المهرب لـ"حزب الله" وتمس بتمركز إيران في المنطقة، لكن ليس بأي شكل من الأشكال هي تنهي هاتين الظاهرتين.
ويضيف الكاتب الإسرائيلي أن انفعال "إسرائيل" يعكس بشكل كبير إحباطها. نظراً لأن القيادة الأمنية اعترفوا أن تأثير إسرائيل على موقف الولايات المتحدة في المفاوضات حول الموضوع النووي هو تأثير ضعيف، وأن إدارة بايدن ستكون مسرورة بالتوقيع على اتفاق جديد يشبه سابقه، إذا وافقت إيران فقط على العودة إلى المفاوضات الجدية.