تقرير الإذاعات الفلسطينية.. تهديدات تحدق بحلقة وصل المواطن بالمسؤول

الاذاعات الفلسطينية.
الاذاعات الفلسطينية.
  • المذيع لدى إذاعة "القدس" والتي تبث من غزة محمد قنيطة:
    - الانقسام الفلسطيني وغياب المسؤولين، دفع المواطنين لبث همومهم عبر الإذاعات، لاعتقادهم بأن مشكلاتهم ستحل على نحوٍ أسرع، بعد عزوف بعض المسؤولين واستهتارهم بهمومِ الناس.
    - المذيع قد يتعرض لإحراجٍ وقد يتفادى التطرق لبعض الموضوعات، لتجنب أن يُفهم من المسؤولين بشكلٍ خاطئ.

     
  • المذيع محمد الأطرش والذي يبث من إذاعة "علم" في الخليل بالضفة الغربية:
    - المذيعون يتعرضون لضغوطات مستمرةٍ كمعدي برامج، واتصالاتٍ وتهديدٍ مبطن غير مباشر من جهات أمنيةٍ وغير أمنية ومن شخصيات نافذة في الضفة.
    - المواطنون قد استنفذوا كل محاولاتهم في الضغط على المؤسسات الرسمية المختلفة، وأنهم يعتقدون أن الإعلام يشكل وسيلة ضاغطة ناجعة لتلبية رغباتهم.
     
  • سامر خويرة خلال تجربته في إذاعة "نابلس" التي تبث من الضفة الغربية:
    - المذيعون في بعض الأحيان يغرر بهم من المواطنين، ويتعرضون لاتصالات كاذبة ومضللة ويتفاعل معها المذيع ويكتشف لاحقا أنه وقع ضحية التضليل والكذب. 
     
  • مذيع إذاعة وطن عبد الحميد عبد العاطي والتي تبث من غزة:
    - الإيجابيات لدى البرنامج هي الحرية الممنوحة لها من إدارة الإذاعة، وأبرز المعيقات هي قلة الإمكانيات وأن تطوير العمل يحتاج للجانب المالي.

برامجٌ إذاعية عديدةٌ تبثها الإذاعات في الضفة وغزة، تتناول العديد من القضايا العالقة بشتى أنواعها لدى الشعب الفلسطيني، وتصلها عشرات الاتصالات من المواطنين في كل حلقةٍ على هيئة مناشدات ومطالبات وشكاوى، في محاولةٍ لإيصال صوتهم للمسؤولين وأصحاب القرار الفلسطيني، والعمل على حل مشكلاتهم العديدة. 

وفي هذا التقرير تستضيف "زوايا" أربعة من مقدمي برامج إذاعية في الضفة وغزة، للاطلاع على واقع ودور البرامج الإذاعية وأبرز التحديات التي تواجهها. 

واتفق المذيعون الأربعة خلال حديتهم لـ "زوايا" بأن برامجهم تتناول كل ما يهم المواطن الفلسطيني وتقدم العديد من المعلومات، موضحين أن أبرز الموضوعات التي تطرحها الحلقات ويتفاعل معها الجمهور هي القصص الإنسانية والمتعلقة بالحقوق، ومخالفة السائقين. 

لجوءٌ للإذاعات بعد غياب المسؤولين

وقال المذيع لدى إذاعة "القدس" والتي تبث من غزة محمد قرنيطة، أن برنامجه "بانوراما" يسلط الضوء على قضايا المواطنين من أجل إيصال صوتهم وطرحها على المسؤولين، لإيجاد حلولٍ للمشكلات العامة.

وحول دوافع الناس في لجوئهم للإذاعات لحل مشكلاتهم، بين "قرنيطة" في حديثه لـ "زوايا" أن الانقسام الفلسطيني وغياب المسؤولين، دفع المواطنين لبث همومهم عبر الإذاعات لاعتقادهم بأن مشكلاتهم ستحل على نحوٍ أسرع، بعد عزوف بعض المسؤولين واستهتارهم بهمومِ الناس.  

أما بالنسبة لتفاعل المواطنين مع البرامج الإذاعية، أشار بأنّ التفاعل يتفاوت بين طرحِ موضوعٍ وآخر، وأن هناك علاقة طردية بين التفاعل مع القضايا وحجم الجمهور الذي تطاله القضية، منوهًا أن بعض الحلقات لا يكفيها يومٌ كاملٌ من المناشدات والاتصالات. 

نجاح نسبي

وعن نجاح الحلقات الإذاعية في حل مشكلات المواطنين، لفت "قرنيطة" بأن النجاح واستجابة المسؤولين يعتبر نسبيًا، مشيرًا أن البرنامج نجح في حل مشكلات العديد من المواطنين ولم ينجح في أخرى، مضيفًا " لو لم يجد المواطنون حلًا لبعض قضاياهم عبر "البرامج الإذاعية" لما استمروا في اللجوء إليها".

موضوعات غائبة بسبب الرقابة

وعن عوائق نجاح البرامج الإذاعية التي تعمل على حل مشكلات المواطنين، أفاد "قرنيطة" بأن المذيع قد يتعرض لإحراجٍ وقد يتفادى التطرق لبعض الموضوعات من منطلق "الرقابة الذاتية"، وأنه قد يُفهم من المسؤولين بشكلٍ خاطئٍ.

من ناحيته، قال المذيع محمد الأطرش والذي يبث من إذاعة "علم" في الخليل بالضفة الغربية، أن برنامجه يسلط الضوء على جميع القضايا، وأن الهدف من البرنامج توفير المعلومة للمواطنين وتعزيز الرقابة والمساءلة لدى المؤسسات العامة.

وخلال حديث "الأطرش" لموقع "زوايا"، ذكر أنه "الحصول على المعلومة من المؤسسات الرسمية التي تخص القضايا العالقة ليس سهلا، فهي لا تتعاون في معظم الأحيانِ مع البرامج الإذاعية، متسائلًا عن أسباب هذه السلبية في التعامل مع الإذاعات من قبل بعض المسوؤلين.

ضغوطات وتهديدات مبطنة

ونبّه "الأطرش" أنهم يتعرضون لضغوطات مستمرةٍ كمعدي برامج، واتصالاتٍ وتهديدٍات مبطنة غير مباشرة من جهات أمنيةٍ وغير أمنية ومن شخصيات نافذة في الضفة. 

وعن دوافع المواطنين للجوء للبرامج الإذاعية، قال "الأطرش" إن المواطنين قد استنفذوا كل محاولاتهم في الضغط على المؤسسات الرسمية المختلفة، وأنهم يعتقدون أن الإعلام يشكل وسيلة ضاغطة ناجعة لتلبية حاجاتهم.

اقرأ أيضاً:  تجاوزات صندوق "وقفة عز".. شفافية غائبة وأدوات رقابية ضعيفة

ويقع على عاتق الإعلام الفلسطيني، وفي إطاره الإذاعات، تأدية دورٍ رقابي مضاعفٍ وإعلاء صوت المواطنين في ظل غياب الحياة التشريعية ووسائل المساءلة والمحاسبة.

وتعد القضايا الأمنية وقضايا المساءلة والمراقبة هي السبب الرئيسي في تعرض المذيعين للتهديداتِ، بحسب ما قاله المذيع "الأطرش"، ووافقه الرأي المذيع سامر خويرة خلال حديثه عن تجربته في إذاعة "نابلس" التي تبث من الضفة الغربية، موضحا "لا يمكن الحديث حول القضايا الأمنية بحريةٍ لأنها من القضايا الحساسة".

الانتشار لا يعتمد على البث فقط

ونوه المذيع "خويرة" أن بث البرامج الإذاعية لا يقتصر على البث الإذاعي، بل يعتمد بشكلٍ أكبر على التفاعلات عبر نشر البث من خلال "منصات التواصل الاجتماعي"، والتي تفتح الباب أمام مئات التعليقات والتوضيحات والمناشدات للإذاعة، ويتم طرح بعض القضايا من خلالها. 

وأضاف: "استطعنا من خلال البرنامج تلبية العديد من المناشدات التي تصل إلينا من المواطنين، من توفير أدوية وملابس وترميم بيوت وحل قضايا عالقة بين البلديات والشرطة من جهة والمواطن من جهةٍ أخرى".

رابطة بين المسؤول والمواطن

وتعد الإذاعات طريقًا وسطًا وحلق وصل بين المواطن والمسؤول، لأنه من الصعب أن يصل صوت المواطن للمسؤولين والعكس صحيح في وصول المسؤولين لكل المواطنين، ويبين "خويرة" أن من أبرز أهداف البرامج تعزيز المساءلة والشفافية والصراحة والمسؤولية الاجتماعية للإذاعة.

واتفق "خويرة" مع سابقيه، بأن استجابة المسؤولين متفاوتة، من استجابةٍ فورية إلى تسكير الخط وعدم الرد، منبهًا إلى أن هناك العديد من المناشدات تم الاستجابة لها فوريا، وتغيير بعض القرارات التي لم يرض عنها الجمهور الفلسطيني. 

ونبه إلى أن المذيعين في بعض الأحيان يغرر بهم من المواطنين، ويتعرضون لاتصالات كاذبة ومضللة ويتفاعل معها المذيع ويكتشف لاحقا أنه وقع ضحية التضليل والكذب. 

تطوير البث

واتفق المذيعان "خويرة" والمذيع عبد الحميد عبد العاطي الذي يبث برنامجه عبر إذاعة "وطن" من غزة بأن أهم المقترحات لتطوير الإذاعة هو توسيع دائرة البث. 

ورأى "عبد العاطي" خلال حديثه لـ "زوايا" أن برنامجه قد نجح في تلبية الكثير من حاجات الناس، وأن الكثير من المشكلات تم حلها خلال الحلقة.

الإيجابيات لدى البرنامج هي الحرية الممنوحة لها من إدارة الإذاعة، وأبرز المعيقات هي قلة الإمكانيات وأن تطوير العمل يحتاج للجانب المالي، حسب "عبد العاطي". 

وتتراكم مئات القضايا العالقة لدى المجتمع الفلسطيني في الضفة وغزة، بانتظار إيجاد الحلول لها، وتساهم  الإذاعات المحلية في إيصالها للمسؤولين خاصة مع غياب المجلس التشريعي وأدوات المساءلة والمراقبة، ووجود فجوة بين المسؤولين واحتياجات المواطنين. 

وتضاعفت جهود الإعلام الفلسطيني والإذاعات منذ الانقسام الفلسطيني وتوابعه الكارثية على المواطنين الفلسطينيين، وتحاول المساهمة في حل القضايا العالقة رغم كل المعوقات والتحديات والتهديدات التي تحيق بالعمل الإذاعي والصحفي بشكل عام. 

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo