حارس الأسوار كشفت ثغرات جمة

تحليل مؤرخ "إسرائيلي": تهديد خطير يواجه إسرائيل أكبر من النووي الإيراني

قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي
قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي

كشف الكاتب والمؤرخ والمختص في تحليل منظومات البحوث الاستراتيجية الإسرائيلي يوسي بلوم هليفي، أن "دولة إسرائيل" تقف اليوم أمام أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة تعرض وجودها للخطر وتُدخل إلى هذه المعادلة عرب إسرائيل (فلسطينيو48) كعدو داخلي، وذلك بعد ثلاثة عقود مضت على اتفاق أوسلو، حيث حققت انجازات اقتصادية وعلمية وقومية، تثير الحسد والعجب في أوساط أمم العالم.

ووفق المؤرخ هليفي في مقالٍ له نشرته صحيفة معاريف العبرية، أن عملية "حارس الأسوار" (سيف القدس)، كشفت عن الاخفاقات البنيوية لجهاز الأمن القومي الإسرائيلي، والذي يؤدي الجمود المتواصل وانعدام القدرة على التحرر منه بإسرائيل إلى خط وجودي كما يوصف في فصل "سياسة الأمن القومي" لهركابي في كتابه "حرب واستراتيجية".

وأشار الكاتب إلى أمر صادم وقع في العملية ذاتها عندما رفض وزير الجيش بيني غانتس، أغلب الظن بإلهام من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، الاستجابة بداية لطلب وزير الأمن الداخلي والمفتش العام تعزيز الشرطة، التي وقفت بلا وسيلة أمام آلاف العرب الإسرائيليين (فلسطينيون 48) الذين هاجموا اليهود في المدن المختلطة، في ظل تشويش حركة القوات العملياتية للجيش الإسرائيلي والشرطة في كل المحاور في البلاد ولا سيما على طرق الجنوب. وفقط بعد ذلك جند مقاتلو حرس الحدود الذين نقلوا إلى المدن المختلطة.

كما كشفت العملية عن قصور معيب آخر انكشف عندما رفض سائقو الشاحنات التي تنقل الدبابات والعتاد، والذين تستأجرهم وزارة الجيش من شركات مدنية، الخروج إلى عملهم "كي لا يمسوا بإخوانهم في غزة". إضافة إلى ذلك صدر أمر قيادي فزع لجنود الاحتياط الذين جندوا بإبقاء سلاحهم في القاعدة أثناء الإجازة، بل الخروج إليها بلباس مدني، "كي لا يستفزوا ويوقظوا الاضطرابات مع السكان العرب"، وألغيت تدريبات التوجيه لوحدات النخبة في الجنوب لسبب مشابه.

وتساءل المؤرخ الإسرائيلي، لماذا لم يعمل أي قائد قاعدة من الجيش الإسرائيلي في "أعمال الشغب" الأخيرة بمبادرة منه ضد "المشاغبين" العرب، مثلما عمل اللواء يانوش بن غال في اضطرابات عرب الجليل في العام 1976 عندما بعث القوة التي تحت قيادته للقضاء على التمرد العنيف في الشمال وأعاد النظام الى سابق عهده؟ والاخطر من ذلك، فإن العودة إلى "تأهب روتم" قبل 61 سنة لم تقض أبدا مضاجع سياسيينا وقادتنا، المنشغلين بشروط أجر الجنود الدائمين على حساب المقدرات اللازمة للقوة العسكرية الهابطة للجيش بعامة والذراع البرية بخاصة.

وأشار الكاتب إلى أنه منذ حرب الخليج الأولى أًبح ليس للقوة العسكرية الإسرائيلية القدرة على ردع العدو عن إطلاق الصواريخ نحو الجبهة الداخلية المدنية، وأصبح التهديد ملموساً بسبب جمود "مفهوم الاحتواء" لدى "الجيش الإسرائيلي"، الأخ غير القانوني لمفاهيم "ليس هناك من ننتصر عليه" و" لا حل للارهاب الذي يسيطر على السكان المدنيين". على حد تعبيره.

اقرأ أيضاً.. كاتبة إسرائيلية: سياسة حكومة "بنيت" تتراوح بين الحصار والحرب على غزة

ولفت إلى أن احتلال العراق عام 2003 واتفاقات السلام التي وقعت مع الأردن ومصر ومؤخراً مع دول الخليج أدت إلى مفهوم خطير يقضي بأن تهديدات الحرب الشاملة ضد الجيوش النظامية انتهت من العالم، ونتيجة لذلك، أثناء السنوات الثلاثين الأخيرة (بعد اتفاق أوسلو)، فكك "الجيش الإسرائيلي" قسما كبيرا من الجيش البري لقوات الاحتياط، وهو القوة الأساس في قدرة الدولة على الدفاع عن وجودها بكل مقياس.

في المقابل إذا نظرنا إلى وضع قوات الذراع البرية سنكتشف أنه حيال القوة العسكرية الهائلة للجيش المصري في سيناء – والتي بنيت في ظل الخرق الواضح لاتفاقات السلام – تقف فرقة لوائية واحدة فقط ستضطر عند الطوارئ إلى التصدي لبنية تحتية مصرية لوجستية واسعة النطاق من الوقود والوسائل القتالية التي تسمح بأن تلقي على النقب، في أقل من 12 ساعة، موجة هجوم أولى تضم جيشا من ثلاث فرق مدرعة، وهذا لا يشمل الالوية المستقلة التي تنضم اليها في القتال.

وأكد المؤرخ الإسرائيلي أن القصور الأكبر للجيش الإسرائيلي، في ظل وزير الجيش الحالي بيني غانتس ورئيس الاركان أفيف كوخافي، كما يتبين من شهادة اللواء احتياط اسحق بريك، هو أن الفرق البرية القليلة في الاحتياط التي تبقت بعد حل الأطر وإرسال آلاف المدرعات إلى الخردة لم تتدرب لسنوات طويلة، وتوجد كفاءاتها العملياتية عميقا تحت الخط الأحمر.

وأشار إلى أن الانسحاب الأميركي المعيب من أفغانستان، وقريبا من العراق، بث – استمرارا لخضوعها السياسي في الاتفاق النووي الايراني – ريح إسناد شديدة القوة في تطلعات إيران للهيمنة الاقليمية، ومن شأن هذا ليس فقط أن يجرف السعودية ودول الخليج التي بدأت تغازلها بعد حرب ترامب، بل وأيضا تغري مصر بمواصلة التآكل في اتفاق تجريد سيناء وخلق تهديد وجودي على دولة "إسرائيل".

وحث المؤرخ الإسرائيلي هيلفي المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابنيت) إلى البحث في وضع يفرض فيه تحالف الإسلام، بإسناد القوة العسكرية المصرية في سيناء، على "إسرائيل" شروط استسلام؛ ما يعتبر تهديدا خطيراً على وجود دولة "إسرائيل" قبل النووي الإيراني بكثير.

المصدر : متابعة زوايا
atyaf logo