تقرير ما دوافع قمة مصر الثلاثية.. ومآلاتها؟

اجتماع فمة مصر الثلاثية
اجتماع فمة مصر الثلاثية

يسود الترقب لما ستؤول إليه القمة الثلاثية (المصرية-الفلسطينية-الأردنية) التي عقدت في القاهرة الخميس الماضي، وخاصة ما يتصل بتحريك الأفق السياسي بعد سنوات من الجمود.

كما يبرز السؤال: ما هي الغاية الملحّة من قمة القاهرة وسياقها في هذا التوقيت؟
 

"ثلاثة دوافع" للقمة الثلاثية

مسؤول في السلطة الفلسطينية كشف لموقع "زوايا" أن ثمة ثلاثة دوافع من وراء قمة القاهرة الثلاثية؛ أولها أنها تعكس قلقا متعاظماً من القاهرة وعمّان على أمنهما القومي نتيجة استمرار الجمود السياسي.

 وأقر المسؤول أن السلطة يساورها القلق من أن استمرار الجمود السياسي يضرها أيضا.

وأما الدافع الثاني من القمة مرتبط بالرؤية الامريكية التي تشجع مزيدا من عمليات التطبيع مع "إسرائيل"، وهو ما يضر بدور ومكانة الأردن ومصر، وهو الأمر الذي يتطلب تحريكاً استباقياً للمسار السياسي.

ويكمن الدافع الثالث للقمة، في أنها تأتي مع وجود متغيرات جديدة بالمنطقة تمثلت بمصالحات عربية-عربية، وعربية-إقليمية (قطرية مصرية، سعودية إيرانية، إماراتية تركية)، وهذا يندرج في سياق رؤية أمريكية للترتيبات الجديدة في المنطقة، موضحا أن الرؤية الأمريكية تعمل على إتاحة المزيد من التطبيع.
 

 "الجمعية العامة..حدث لا قيمة له"

وحول أهمية توقيت القمة الثلاثية قبيل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، اعتبر المسؤول الفلسطيني أن انعقاد الجمعية العمومية حدث لا قيمة له ولا يُبنى عليه شيء، فهو مجرد قدوم لزعماء العالم إلى نيويورك والتحدث لا أكثر.

وتابع القيادي الفلسطيني المقرب من رئيس السلطة محمود عباس: "هناك مصلحة مشتركة للسلطة الفلسطينية والأردن ومصر لتحريك الجمود السياسي وإطلاق مفاوضات بغض النظر عن جدواها؛ لتقليل الأضرار اللاحقة بالأطراف الثلاثة ومنع أي مخاطر على أمنها القومي"، وتوقع أن تُجسد الفترة القادمة عملا مشتركا بين عمّان ورام الله والقاهرة.

اقرأ أيضاً: ما علاقة لقاء عباس-غانتس بقمة مصر الثلاثية؟
 
وانتقد المسؤول الفلسطيني الإدارة الأمريكية الحالية على اعتبار أنها غير راغبة بممارسة ضغط حقيقي على "إسرائيل" لوقف الاستيطان مع أنها الوحيدة القادرة على ذلك، على حد قوله.

وأضاف أن واشنطن تريد الضغط على تل أبيب في سياقات محددة فقط، دون أن تؤدي إلى انهيار الحكومة الحالية وعودة بنيامين نتنياهو إلى الحكم.

الجديد هو التنسيق الثلاثي بين الأطراف

من جانبه، قال البرلماني المصري السابق د. سمير غطاس لموقع "زوايا" إن التنسيق الثنائي سواء (الفلسطيني-الأردني، أو الأردني-المصري، أو الفلسطيني- المصري) يجري باستمرار، لكن الجديد هو أنه لأول مرة يتم اتخاذ قرار بتنسيق ثلاثي مشترك بشأن القضية الفلسطينية.

وأكد غطاس أن التطور جاء بعد متغيرات هامة؛ أبرزها لقاء رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وطلب الأخير بضرورة تحسين أوضاع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ثم اجتماع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، وما تلاه من الإعلان عن سلسلة من التسهيلات والحقوق الحياتية لسكان الضفة وغزة.

 وأشار غطاس أيضا إلى متغير آخر وهو زيارة سينفذها "بينيت" إلى مصر ربما خلال الأسبوع الجاري، وهو ما يتطلب تنسيقاً للموقف بين السلطة الفلسطينية والأردن ومصر، لتوجيه رسالة مشتركة بواسطة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نفتالي بينيت خلال القمة الثنائية المتوقعة في شرم الشيخ، وهي قمة "مهمة"، لأنها نادرة الحدوث منذ سنوات، حسب تعبير غطاس.

"نسف مرحلة ترامب"

لكن الأهم، وفق سمير غطاس، هو إعادة تنسيق المواقف العربية من أجل القضية الفلسطينية التي تراجعت مكانتها خلال مرحلة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وتابع: "ربما يقلل البعض من القمة الثلاثية، لكنها حملت واحدة من الرسائل التي تنسف المرحلة التي قاد فيها ترامب الولايات المتحدة، فعندما تقرر القمة مرة أخرى أن القضية الفلسطينية لها المكانة الأولى من بين القضايا العربية، يعني أن مدلولاتها في غاية الأهمية".

وشدد سمير غطاس على أن الشيء الأهم بالقمة أيضاً هو أنها بحثت كيف تربط بين الإجراءات الاقتصادية والهدنة طويلة الأمد في غزة التي قد تُعقد بين غزة و"إسرائيل" من ناحية، والأفق السياسي للقضية الفلسطينية من ناحية أخرى؛ لأن الفلسطينيين "لا يناضلون فقط لانتزاع حقوقهم الاقتصادية رغم أن هذا حق لهم"، على حد تعبيره.

"ضد اجراءات إسرائيل الأحادية"

كما وحملت القمة الثلاثية رسالة تعلقت بصدور موقف ضد أي إجراءات أحادية من الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى تغيير الواقع الفلسطيني؛ ذلك أن أساس القضية هو سياسي وليس فقط تثبيت الوضع القائم "الستاتيكو"، كما قال غطاس.

ورجح النائب المصري أن "تتكرر القمة الثلاثية لاحقاً، وربما تستضيفها الأردن بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي المتوقعة إلى مصر لبحث ما سيسفر عنها من نتائج".
 

إعادة الاعتبار لدور الأردن ومصر

من ناحيته، أكد المختص بشأن السياسة الأمريكية محمد القاسم لـ "زوايا" أن القمة الثلاثية هي ضمنيا لتوحيد موقف الأطراف الثلاثة سياسياً، وأيضا إعادة الاعتبار للأردن أولا ومصر ثانياً من منطلق أنهما لا زالا اللاعبين الرئيسيين في المنطقة خصوصا بعد تهميش الأردن خلال عهد ترمب، وعدم رضا الإدارة الحالية عن وضع حقوق الإنسان في مصر.

وتأتي القمة كذلك بعد زيارة ملك الأردن عبدالله الثاني إلى واشنطن واجتماعه (قبل وبعد) مع الرئيس محمود عباس، فضلاً عن أنها استبقت الاجتماع المرتقب بين السيسي وبينيت.
 
في حين أن مصادر سياسية في رام الله ذكرت لموقع "زوايا" أن قمة مصر الثلاثية عملت على تذليل بعض الخلافات بوجهات النظر بين السلطة الفلسطينية والأردن ومصر، خاصة فيما يتعلق بضرورة إطلاق المفاوضات كوسيلة يمكن من خلالها مواجهة خطوات الاحتلال الإسرائيلي الأحادية.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo