تقرير ما علاقة لقاء عباس-غانتس بقمة مصر الثلاثية؟

وزير الجيش الاسرائيلي بني غانتس
وزير الجيش الاسرائيلي بني غانتس

 بقيت التساؤلات بشأن السياق المقصود من لقاء وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بني غانتس مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل أيام، بلا إجابة حاسمة. 
 
وبالرغم من إعلان غانتس عن سلسلة من التسهيلات للضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أنه لم يوقف سيل الاستفسارات عن غايات هذا اللقاء ومدلولاته في هذا التوقيت، خاصة وأنه الأول من نوعه منذ عشر سنوات.

وذهب البعض الى طرح سؤال حول صلة لقاء عباس-غانتس بالقمة الثلاثية (المصرية الفلسطينية الأردنية) في القاهرة، الخميس.
 
عضو المجلس الوطني الفلسطيني المقيم في عمّان سمير عويس أعرب عن اعتقاده بأن لقاء وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بالرئيس محمود عباس مرتبط بطريقة أو بأخرى بالقمة الثلاثية في مصر، لا سيما وأن اجتماع عباس-غانتس بمثابة محاولة لوضع بداية جديدة للتنسيق بين السلطة وإسرائيل من جهة، ووضع أساس لمرحلة قادمة من جهة أخرى.

وتابع عويس: "أعتقد أن كل الأمور مرتبطة ببعضها البعض". 

اقرأ أيضاً: بالفيديو مقابر الأرقام.. احتجاٌز بعد الموت

وبين عويس في حديثه لموقع "زوايا" أن القمة الثلاثية في مصر تلعب دوراً لوضع أساس للمرحلة القادمة بالنسبة للقضية الفلسطينية، موضحاً أن إسرائيل معنية كثيراً بأن تذهب الأمور نحو التهدئة وتقليل التوتر.

ورأى عويس أن هناك تحضيرات إقليمية وبجهد من الولايات المتحدة لمرحلة جديدة، مشيراً إلى أنها تأخرت فقط بسبب أحداث أفغانستان الأخيرة على أثر الانسحاب الأمريكي.
 

لا مبالغة في تقييم اللقاء..ولا تقليلاً لأهميته!

بيدَ أن المختص بالشأن الإسرائيلي وعضو الكنيست الاسبق نظير مجلي نصح بعدم المبالغة كثيراً في تقييم لقاء عباس-غانتس، ولا التقليل من أهميته. 

وأوضح مجلي في حديث لموقع "زوايا" أن ظروفاً حياتية للمواطن الفلسطيني قد نشأت بعد اتفاق أوسلو الذي أبرم عام 1993، وهو ما يقتضي تنسيقا وحواراً مستمراً بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل سواء "أحببنا أم كرهنا ذلك؛ لأن هذا هو الواقع".

وتابع مجلي: "شعبنا الفلسطيني يعاني تحت الاحتلال، وبالتالي نحن بحاجة إلى حوار دائم لتكون حياة الإنسان الفلسطيني مقبولة وافضل.. ومن هنا، جاءت أهمية لقاء عباس مع غانتس المنتمي للمعسكر الليبرالي الإسرائيلي في حكومة إسرائيلية يمينية تكبل نفسها ولا تجرؤ على تحريك الملف السياسي".


 "حماس والسلطة تحاوران إسرائيل لتحسين حياة السكان"

وأبدى مجلي استغرابه من انتقاد حركة "حماس" للقاء رئيس السلطة مع وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بينما هي الأخرى تقوم عبر الوسطاء بالتفاوض من أجل الغاية ذاتها، مؤكداً أن الحكومة الاسرائيلية تدير مفاوضات مع حماس في غزة لتحسين حياة الناس هناك، وأيضاً مع السلطة في الضفة لتحسين أوضاع سكانها. ولهذا، يرى مجلي أنه أمر مستغرب أن تعيب حماس على السلطة أن تتحاور مع إسرائيل بشأن أمور حياتية للفلسطينيين، بينما تقوم هي الأخرى بنفس النوع من الحوار عبر الوسطاء.
 
وقال نظير مجلي إن لقاء غانتس-عباس جاء بضغط أمريكي وبعد تأجيل مستمر بسبب إعاقته مراراً في الشهرين الأخيرين من قبل رئيس الوزراء اليميني نفتالي بينيت.

واعتبر اللقاء تطورا مهما؛ "لأننا نحن الفلسطينيين بحاجة ماسة لهذه الحوارات.. نريد حياة أسهل للإنسان الفلسطيني وهذا يتطلب حواراً مع إسرائيل التي تتحكم بمفاصل الأمور في الارض المحتلة".
 
و بشأن إمكانية الاستجابة الاسرائيلية لجميع المطالب التي قدمها رئيس السلطة محمود عباس، استبعد مجلي أن تتم الاستجابة لكل المطالب، وإنما هناك هامش من المناورة للتأثير على الموقف الإسرائيلي خاصة فيما يتعلق بالأموال التي اقتطعتها تل أبيب من أموال المقاصة الفلسطينية بحجة أنها تذهب كرواتب لعائلات الشهداء والأسرى، ورأى مجلي انه يمكن التأثير على هذه النقطة من خلال المناورة وتأجيل الخصومات وغيرها من الطرق.

وانتقد مجلي، تفسير التسهيلات الاسرائيلية على أساس أنها "للحفاظ على بقاء السلطة".. موضحاً أن هذا التعبير هو "إسرائيلي بحت".

وقال إن الأموال التي منحتها تل أبيب للسلطة الفلسطينية كـ "قرض" هي مهمة؛ لأنها تُقدّم على شكل رواتب و خدمات للشعب الفلسطيني والحفاظ على الحد الادنى من الخدمات له، وليس بالضرورة هي أموال من أجل أن "يبقى فلان في السلطة"، حسب مجلي.
 
واكد نظير مجلي أن الملف السياسي مؤجل بتوافق جميع الأطراف؛ ذلك أن الظروف الحالية في إسرائيل لا يمكن أن تدفع باتجاه التقدم على هذا المستوى، كما أن الوضع الفلسطيني والانقسام ايضاً لا يسمح بالمفاوضات السياسية. وختم قائلاً: "الجميع متفق على تأجيلها، وربما ما يجري يمهد لشيء ما في المستقبل".
 
في هذه الأثناء، كشف مصدر مطلع لـ"زوايا" أن لقاء رئيس السلطة محمود عباس مع وزير جيس الاحتلال الإسرائيلي بني غانتس قد تم في مقر الإدارة المدنية التابعة لوزارة الجيش الإسرائيلي شمال مدينة البيرة، ولم يحصل في منزل عباس أو أي مكان آخر في رام الله، وبحسب المصدر، فإن سيارة استقلت رئيس السلطة من منزله باتجاه "بيت ايل" دون موكب الحراسات.

 

حسمُ الملفات الإقليمية بينها قضية فلسطين 

من جانبه، قال مدير تحرير جريدة "أخبار اليوم" القاهرية رفعت فياض لـ"زوايا" إن القمة الثلاثية في مصر، الخميس، تأتي في الوقت الذي تتجه في المنطقة لحسم الكثير من الملفات، على رأسها العراقي والسوري واليمني والليبي واللبناني وكذلك القضية الفلسطينية.

وأوضح أن ما تحمله المرحلة المقبلة يقتضي قمة مصغرة بين القادة العرب، موضحاً أن القمم الموسعة غير مضنية لأن الخلافات فيها تحول دون خروج قرارات نافذة.
 
ورأى رفعت فياض أن الهدف من القمة الثلاثية في مصر هو التأكيد على المتفق عليه، والوصول لحل النقاط الخلافية. وأضاف: "لا خلاف بين أي دولة عربية على القضية الفلسطينية، لكن ربما هناك اختلاف بوجهات النظر بخصوص بعض النقاط والهدف من القمة هو حلها".

وتأتي القمة الثلاثية -وفق رئيس الوزراء محمد شتية- لحث الإدارة الأميركية على الوفاء بوعودها بالحفاظ على حل الدولتين، من خلال خطوات عملية تضع حدا للسياسة الإستيطانية.

وأضاف أنها تأتي كذلك "للعمل على فتح مسار سياسي يفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحق العودة للاجئين".

وكان عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، قد قال الخميس الماضي، إن قمة القاهرة الثلاثية، لتنسيق المواقف قبيل توجه عباس إلى الأمم المتحدة.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo