ترجمة خاصة كاتب أمريكي: الرؤساء الأمريكيون يتجاهلون النووي الإسرائيلي مقابل الإيراني

الرؤساء الأمريكيون
الرؤساء الأمريكيون
  • كاتب أمريكي: فشل أمريكا بمنع إيران من امتلاك النووي سيفرض عليها خيارات صعبة.
  • كاتب أمريكي: تجاهل أمريكا “لإسرائيل” في شرق أوسط خالٍ من النووي يضرب مصداقيتها.
  • قول الحقيقة من قبل أمريكا بشأن النووي الإسرائيلي سيبث حياة جديدة.

قال بيتر بينارت، أستاذ الصحافة والعلوم السياسية في كلية نيومارك للصحافة بجامعة مدينة نيويورك، :”إن تسليط الإدارة الأمريكية الضوء على النووي الإسرائيلي بنفس مستوى محاربتها للبرنامج النووي الإيراني من أجل منطقة خالية (الشرق الأوسط) من السلاح النووي، سيبث حياة جديدة في الحلم البعيد المتمثل في شرق أوسط خال تماماً من النووي.

وأضاف الكاتب، في مقالٍ له، نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، وترجمها موقع “زوايا“، أنه حتى لو لم يتحقق الحلم، فإنه سيكون من دواعي سرورنا أنه بعد نصف قرن من الكذب الأمريكي تجاه النووي الإسرائيلي سيقولون الحقيقة.

وأشار إلى أن التصريحات الأمريكية العديدة حول التحذير من امتلاك إيران للسلاح النووي، وأنه سيؤدي في حال امتلاكها القنبلة النووية إلى تدافع دول الشرق الأوسط على امتلاك النووي، وهو ما أشار إليه السيناتور الأمريكي روبرت مينينديز، الرئيس الحالي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في مارس 2020، أن امتلاح إيران للنووي سيؤدي إلى سباق تسلح خطير في المنطقة”.

كما حذر الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، من أنه إذا أصبحت إيران دولة نووية، فإن السعودية وتركيا ومصر قد تكون كذلك، وهو أمر ملعون آخر شيء في الشرق الأوسط نحتاجه هو تعزيز القدرة النووية.

ولفت الكاتب إلى أن إسرائيل القريبة من إيران، تمتلك بالفعل أسلحة نووية. وأن هذا الأمر لم يتطرق له الأمريكان، ويتغاضون عنه، وأمضوا نصف قرن وهم يتظاهرون بالجهل عن النووي الإسرائيلي.

ورأى الكاتب الأمريكي، أن الخداع الأمريكي بتجاهل النووي الإسرائيلي يقوض التزام أمريكا المفترض بمنع انتشار الأسلحة النووية، ويشوه النقاش الأمريكي حول إيران. داعياً إدارة بايدن الحالية إلى قول الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة.

وأشار الكاتب إلى ما دار من نقاشات في مطلع الستينيات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون، والرئيس الأمريكي جو إف كينيدي، عندما أخبر بن غوريون كينيدي أن المفاعل الذي كانت “إسرائيل” تبنيه في بلدة ديمونة الصحراوية “كان للأغراض السلمية فقط. وفي نهاية الستينيات تيقنت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن إسرائيل تمتلك بالفعل رؤوسًا نووية.

اقرأ أيضاً: “بزنس التعليم” معضلة أولياء الأمور في المدارس الخاصة بالضفة

وتابع، أنه على ضوء ذلك، اتفق الرئيس الأمريكي ريشارد نيكسون ورئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك غولدا مئير إلى اتفاق، فحواه “لن تعترف إسرائيل ولا الولايات المتحدة بأن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية”، ولن تضغط واشنطن على “إسرائيل” لإخضاعها للرقابة الدولية”.

وأضاف، أن الرؤساء الأمريكيين التزموا بهذا الاتفاق منذ خمسين عاماً وحتى الآن. لافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، تستر على التجربة النووية الاسرائيلية في المحيط الهندي عام 1979م، وكذلك الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي رفض الرد على سؤال لأحد الصحفيين عام 2009 عندما سأله ، أي دولة في الشرق الأوسط تمتلك أسلحة نووية؟ وردّ عليه بأنه لا يريد التكهن، مع أنه يعلم علم اليقين أن “إسرائيل” تمتلك هذا السلاح الذي تحارب وجوده امريكا في إيران في المنطقة ذاتها.

وأكد الكاتب، أن التظاهر الأمريكي بالجهل فيما يتعلق بالأسلحة النووية الإسرائيلية يستهزئ بالجهود الأمريكية في منع انتشار الأسلحة النووية.

ونوه الكاتب، أنه في حال فشل الجهود الأمريكية في كبح جماح إيران في الحصول على القنبلة النووية، ستواجه إدارة بايدن ضغوطًا لشن حرب بدلاً من السماح لإيران باكتساب القدرة على بناء سلاح نووي، وهنا لابد من التذكير بأنه يتعين على الأمريكيين أن يتخذوا قراراً مستنيراً بشأن الخطر الذي تشكله إيران النووية على أقرب حليف لأمريكا في الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، ويكون الأمر أكثر صعوبة عندما لا تعترف الحكومة الأمريكية علانية أبدًا أن لدى “إسرائيل” الوسائل لردع هجوم نووي، كون الأخيرة تمتلكه.

خاص زوايا- ترجمة طارق الشريف

المصدر : متابعة صحف
atyaf logo