تقرير قرار وقف إطلاق النار على المحك .. ومسيرة الأعلام قد تكون فاصلة

جانب من العدوان على غزة في مايو 2021
جانب من العدوان على غزة في مايو 2021

رغم قرار وقف إطلاق النار بين حكومة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة برعاية مصرية، إلا أن المعطيات على الأرض تشير إلى إمكانية تجدد المواجهات مرة أخرى، في ظل الحكومة اليمينية الجديدة وإقرار السماح لمسيرة الأعلام في مدينة القدس للمستوطنين بتنفيذها، والتي ستؤدي الى مواجهات بين المقدسيين والمستوطنين، وهو ما قد يفجر الأوضاع والعودة لإطلاق النار من جديد.

محللون سياسيون ومختصون في الشأن الفلسطيني والاسرائيلي، أجمعوا على أن جميع الخيارات مفتوحة، رغم أن الأطراف كافة الفلسطينيين والاسرائيليين والوسيط المصري والولايات المتحدة لا يرغبون بجولة قتال جديدة مع قطاع غزة، الا ان الخشية من أن يفرض الواقع نفسه.

 اقرا أيضاً: رئيس سلطة الأراضي محمد غانم لـ”زوايا”: الاحتلال استخدم أساليب خداع للسيطرة على أملاك الفلسطينيين

جميع السيناريوهات مفتوحة

المختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي، أوضح في حديث خاص لـ موقع "زوايا"، أن جميع السيناريوهات مفتوحة، من بيتها قرار العودة لإطلاق النار من جديد وإن كان بشكل أخف من الجولة الأخيرة التي خاضتها المقاومة في معركة "سيف القدس".

المسيرة قد تفجر الأوضاع

في ذات السياق، لفت المختص في الشأن الإسرائيلي جهاد حرب، في حديث لـ "زوايا"، أن مسيرة الأعلام التي قد تفجر الأوضاع لم يحسم مسارها بالضبط وهل ستدخل الأحياء العربية وباب العامود أم لا، وأنه مازالت القضايا فنية.

وأشار حرب إلى أنه في كل الأحوال فإن مسيرة الأعلام إذا ما جرت وفقا للاتفاق بين شرطة الاحتلال والمستوطنين المنظمين للمسيرة قد يؤدي لانفجار الاوضاع من جديد، وليس شرطاً الذهاب لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة كما حدث الشهر الماضي، لكن كل الابواب مفتوحة للانفجار اذا ما جرت المسيرة سواء فيما يتعلق بمدينة القدس ومسألة المواجهات في هذه المدينة وكذلك في الضفة، وخيار دخول قطاع غزة بالصواريخ مطروح على الطاولة، معرباً عن ظنه أن الأمور لا تسير في هذا الاتجاه.

وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة متفقة فقط على شيء واحد وهو إزاحة بنيامين نتنياهو عن الحكم، بينما هناك خلاف على جميع القضايا الداخلية والصراع.

حماس والجهاد يمكنهما إشعال الضفة والعودة للارباك الليلي

أما الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، فرأى أن الأوضاع ستبقى تراوح مكانها، ووقف إطلاق النار سيبقى قائماً، نظراً لوجود أطراف قوية تراقب وتتابع ما يجري، حيث الولايات المتحدة لا تريد تصعيد، وكذلك الاسرائيليين، إلى جانب الدور المصري القوي الذي أصبح بالإمكان الضغط على "إسرائيل".

وتوقع إذا ما حدث تصعيد، أن يتركز في الضفة الغربية من خلال المواجهات، وكذلك في القدس، وفي غزة سيعودون للإرباك الليلي على الشريط الحدودي للقطاع.

اقرأ أيضاً:  “الأونروا”.. من تثبيت اللجوء حتى مخطط التصفية

وأشار عوكل، إلى أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، لا تريد خوض مغامرات خاصة أن الأمريكيين لهم ضلع في تشكيلها، وبالتالي لا يريدون الاصطدام معها، واذا ما حدثت المسيرة في القدس، فهناك ساحات مختلفة وأبرزها ساحة الداخل المحتل للضغط على الحكومة الاسرائيلية، وكذلك ساحة الضفة التي يمكن إشعالها من قبل حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وقف اطلاق النار هش

المختص في الشأن الأمني ماجد هديب ، رأى أن الحكومة الجديدة بقيادة نفتالي بنيت، تحمل رؤية جديدة مختلفة عن رؤية بنيامين نتنياهو الذي كانت استراتيجيته شراء الوقت من الفصائل، مع إبقاء الانقسام، حتى لا يتعرض لأي ضغط دولي أو إقليمي لبحث الصراع والمفاوضات بين الطرفين.

إضافة إلى أن الحكومة الجديدة بغض النظر عن تطرفها لكن رؤيتها متطرفة في موضوع وجود حماس واستقرارها واستمرار سيطرتها على قطاع غزة.

واستبعد هديب أن تقوم حركة حماس بالرد على المسيرة فيما لو جرت، والكرة ستكون في الملعب الوسيط المصري.

وأشار هديب إلى أن قرار وقف اطلاق النار جاء من طرف واحد، وهو الطرف الإسرائيلي أي أن اسرائيل جعلت الجبهة مفتوحة والحرب لم تنته بعد.

الجدير ذكره، أن المقاومة الفلسطينية ردت باإطلاق الصواريخ على دولة الاحتلال رداً على الانتهاكات الاسرائيلية بحق سكان حي الشيخ جراح في مدينة القدس المعرضين للطرد من منازلهم، وكذلك اعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى، وانتهت الجولة بوقف اطلاق النار دون اتفاق، على ان يتم بحث التهدئة الأمر الذي لم يتم حتى اللحظة منذ وقف اطلاق النار في 21 مايو الماضي حتى الآن.

المصدر : زوايا - خاص
atyaf logo