تقرير حرب غزة الرابعة من وجهة نظر خبراء عسكريين مصريين

قصف طائرات الاحتلال لبرج في غزة
قصف طائرات الاحتلال لبرج في غزة

  • خبراء عسكريين: المقاومة الفلسطينية امتلكت قدرات نوعية فاجأت الاحتلال.

  • خبراء: "إسرائيل" لن تدخل حرب متعددة الجبهات بعد الحرب الاخيرة مع غزة.

خلص خبراء عسكريون إلى أن الحرب الرابعة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي استمرت لمدة أحد عشر يوماً متواصلة وانتهت بتاريخ 21 مايو، إلى أن المقاومة الفلسطينية امتلكت قدرات نوعية، ولا تزال إيران هي اللاعب المحوري في بناء القدرات العسكرية للفصائل، في المقابل ظهرت دولة الاحتلال بأنها في مأزق ولن تغامر بخوض معركة متعددة الجبهات على أكثر من جبهة بفعل نتائج المعركة الأخيرة لها.

جاء ذلك خلال ندوة عقدها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في 24 مايو تحت عنوان "الحرب الرابعة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية".

وأشار اللواء د. أ.ح. محمد قشقوش، عضو الهيئة الاستشارية بالمركز، خلال حديثه عن تقييم الموقف العسكري خلال الحرب، إلى أن الفصائل الفلسطينية امتلكت قدرات نوعية في هذه الحرب، لكن غزة دفعت ثمنًا كبيرًا مقابل حجم الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية، بينما تبين أن إيران لا تزال هي اللاعب المحوري في بناء القدرات العسكرية للفلسطينيين، في المقابل، فإن دولة الاحتلال في مأزق، وستضع حساباتها المستقبلية نتائج هذه الحرب عسكريًا، على مستوى تطوير قدرات الدفاع أولًا بالنظر إلى تباين المواقف حول فاعلية "القبة الحديدية" في مقابل معدل الكثافة الهائل في إطلاق الصواريخ من القطاع، كما أنها لن تغامر بحرب على جبهات متعددة في المستقبل القريب.

اقرأ أيضاً: “زوايا” تكشف خبايا فشل عقد حوار الفصائل الفلسطينية بالقاهرة

وفي السياق ذاته، ميز رئيس وحدة التسلح بالمركز أحمد عليبه، بين مشهدين في الموقف الإسرائيلي، وهما المشهد عشية الحرب حيث كانت "إسرائيل" تستعد لإطلاق أضخم مناورات متعددة الجبهات في تاريخها العسكري لخوض حرب على جبهات متعددة، وهو ما يحمل دلالة بأنها كانت في وقت تحشد كامل طاقتها وقدراتها العسكرية، وهو ما يعني أن من المفترض أن تكون في أفضل استعداداتها العسكرية، ولكن النتيجة كانت كاشفة أن "إسرائيل" لم تكن لديها حسابات دقيقة حول قدرات الفصائل بعد 7 سنوات منذ اندلاع آخر جولة بين الطرفين عام 2014، وهو ما يؤكد على ما توصل إليه اللواء قشقوش من أن "إسرائيل" لن تغامر بخوض معركة متعددة الجبهات على أكثر من جبهة، إذ لا تقل قدرات الفصائل الفلسطينية كمًّا ونوعًا عن قدرات الوكلاء الإيرانيين في اليمن ولبنان والعراق، كما أنها لم تختبر المواجهة مع "حزب الله" على سبيل المثال منذ نحو 15 عامًا (حرب تموز 2006).

وأشار إلى أن الأداء الإسرائيلي خلال الحرب يعكس فجوات أخرى في القيادة تتعلق بتصدع الجبهة الداخلية كانعكاس لفشل إدارة الدفاع المدني، فضلًا عن غموض الأهداف، متسائلاً هل كان الهدف هو مجرد استنزاف قدرات الفصائل الفلسطينية؟ أم أن هناك أهدافًا أخرى؟ لا سيما وأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طرح عنوانًا فضفاضًا هو "حماية مواطني إسرائيل"، وهو ما لم يحدث. وانعكس في نتائج مشهد اليوم التالي، حيث كانت "إسرائيل" في مأزق إنهاء الحرب.

من جهته، أشار الباحث بالمركز شادي محسن في سياق استعراضه التقديرات الاستراتيجية لمراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية الإسرائيلية إلى أنه كان هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية؛ أولها يتعلق بالتقييم العملياتي وأداء "الجيش الإسرائيلي" والذي كان متأرجحًا جدًا بين الإخفاق والإنجاز، فقد كانوا غير قادرين على تحديد انتصار أو هزيمة الجيش الإسرائيلي، وطرحت تساؤلات من قبيل: هل حققت "إسرائيل" أهدافها من الحرب؟ وما مدى فعالية أداء القبة الحديدية؟. وهناك من رأى أن الإخفاق يستدعي إتمام العملية العسكرية، وأن القبة الحديدية قد أخفقت.

اقرأ أيضا: الهباش يرد على السنوار: منظمة التحرير ليست صالونا سياسيا

وثانيها: رصد انعكاسات الحرب على المستوى السياسي والعسكري داخل "إسرائيل" والتي كانت سلبية. مقابل الصورة الإيجابية لحماس في الداخل الفلسطيني المحتل.

وثالثها: على المستوى العسكري، ورأوا أن منظومة الردع لم تحقق هدفها، وهو ما يستدعي إعادة تقييم "القبة الحديدية" في حال استمرار العمل بها، وترميمها أو البحث عن بدائل.

وأضاف شادي أن هناك مؤشرًا نوعيًا رصد في هذا السياق وهو مؤشر الجبهات المنفلتة (فقدان السيطرة) والتصدع في الجبهة الداخلية، وخروج مظاهرات ضد "إسرائيل" في القدس من (فلسطيني 48)، وهو ما لم تتوقعه الحكومة الاسرائيلية التي كانت ترى أن خوض الحرب يتطلب تماسك الجبهة الداخلية، وهو ما اعتُبر إخفاقًا كبيرًا.

وفي المقابل، اقترحت بدائل منها تعزيز قدرات الدفاع المدني، وضرورة وجود وحدات شعبية بالداخل لتأمين المناطق الداخلية، وتعزيز السيادة الإسرائيلية في القدس من سياسات جديدة في القدس، وتنسيق أمني أكبر مع السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى إعادة النظر في القدرات التعبوية التشغيلية داخل الجيش الإسرائيلي.

الجدير ذكره، أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ضربت بالصواريخ العمق الاسرائيلي وصولاً لمدينة القدس وتل ابيب، رداً على الاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسيين في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى المبارك، وهو ما أدى لاندلاع جولة قتالية استمرت أحد عشر يوماً استخدمت فيه الطائرات الاسرائيلية الحربية صواريخ فتاكة، واستشهد أكثر من 300 فلسطيني جلهم من الاطفال والنساء والشيوخ، فيما تم تدمير أبراج سكنية ومنازل مدنية وأراضي زراعية ومصانع ومحالات تجارية، إلى جانب استهداف البنية التحتية، ونجحت الجهود المصرية بعد جهود كبيرة في التوصل لوقف اطلاق نار متزامن في تمام الساعة الثانية فجر 21 مايو 2021.

المصدر : زوايا - خاص
atyaf logo