حوار د. عشراوي: حماس أصبحت أكثر قوة والاحتلال يشعر بالخطر

عضو اللجنة التنفيذية المستقيلة حنان عشراوي
عضو اللجنة التنفيذية المستقيلة حنان عشراوي

 

  • لأول مرة تشعر "إسرائيل" بالخطر من داخلها.

  • حماس فعلت ما لم تستطع الجيوش العربية فعله مع "إسرائيل".

  • الشباب الذين ولدوا بعد الاتفاقيات مع "إسرائيل" أحدثوا التغيير.

  • المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي بدأت ولم تنته ويجب اليقظة والحذر.

أكدت عضو اللجنة التنفيذية المستقيلة حنان عشراوي، أن الوضع الفلسطيني عقب العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، والهبة الجماهيرية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، والقدس والضفة الغربية، تغير كلياً، وأصبح هناك متغيرات نوعية بعض منها له علاقة باستنهاض الإرادة الفلسطينية لمواجهة دولة الاحتلال وإثبات الفلسطيني نقسه، وتم إثبات أن القضية الفلسطينية ما زالت حية.

ونوهت عشراوي في حوار مع موقع "زوايا"، أن كل محاولات الاحتلال لطمس القضية الفلسطينية، ليحلوا محلها بالتطبيع مع الدول العربية، إلا أنهم فشلوا، والقضية الفلسطينية فرضت نفسها على جدول أعمال العالم".

ولفتت عشراوي، أن أهم شيء فيما جرى من أحداث خلال الأيام الماضية، هو أن الشباب هم من يقومون بصياغته الخطاب الفلسطيني، مشيرة إلى أن هناك حركة شبابية نشطة لها رؤية ولها مطالب وكانت مستعدة لأن تخوض الانتخابات.
اقرأ أيضاً: مقدسي قدم مساعدة ليهودي فتحولت لنقمة على أحفاده في الشيخ جراح”انفوجراف”

وشددت على ضرورة أن يكون لهؤلاء الشباب دور في النشاط السياسي الفلسطيني الميداني وفي صياغة البرنامج السياسي، متطلعة إلى أن يترجم الشباب دورهم في تنظيم سياسي جديدة يتخلص من الشعارات واللغة الجامدة والخطاب القديم.

وأضافت عشراوي، أنه بفضل هؤلاء الشباب أصبح زادت شبكة المناصرة والضغط مع الشعب الفلسطيني في العالم، وهو أمر ما كان له أن يكون لولا وجود التواصل الاجتماعي والنشطاء من كل فلسطين في الضفة وغزة والأراضي المحتلة عام 1948 ومن كل الأعمار عملوا حتى يصلوا إلى المناصرين من أجيالهم في الخارج ووضعوا فلسطين في قلب الخطاب الحقوقي وخطاب العدالة في العالم.

وجددت عشراوي التأكيد على أهمية اللحمة الفلسطينية في جميع أماكن تواجدنا سواء بالضفة بما فيها القدس وفي غزة وفي فلسطين 48 وهذا شيء جوهري ومهم جدا وفي المنافي واللجوء الذين تحركوا مع حلفائهم، والتي شكلت رسالة موحدة للفلسطينيين.

وأشارت عشراوي إلى أهمية الحراك في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، بعد سنوات من المواجهة والعقاب ضد المناصرين لفلسطين، وكسروا حاجز الخوف الذي كان يسيطر عليهم، ودخلت فلسطين في الخطاب الحقوقي والقانوني وخطاب التقدميين السياسيين بما في ذلك الكونغرس، في وقت لم تخرج فيه أي مسيرة أو مظاهرة دعما لإسرائيل، بخلاف آلاف المسيرات التي خرجت في أمريكا دعماً لفلسطين.

اقرأ أيضاً: “القدس” توحد الفلسطينيين من النهر إلى البحر وتكسر حاجز الخوف من الاحتلال

إضافة لما حدث في الكونغرس الأمريكي عندما تجرأ نواب على تحدي اللوبي الصهيوني، والرئيس الأمريكي بايدن عندما كان سيحول 750 مليون دولار من الأسلحة لإسرائيل ووقفوا في وجهه، الأمر الذي يشير الى تغير في الخطاب الأمريكي تجاه "إسرائيل" وهو أمر في غاية الأهمية.

الخطاب الإسرائيلي العالمي تراجع

وأكدت عشراوي أن الخطاب الإسرائيلي لم يعد هو الخطاب المستحوذ على الساحة العامة في أمريكا وعلى صناع القرار خاصة، على الرغم من أن التحول في الخطاب ليس كاملاً.

وعن الساحة الأوروبية نوهت عشراوي إلى أن هناك تغيراً هاماً، حيث خرجت المسيرات بأعداد هائلة دعماً لفلسطين ولم يكن أحد أن يتوقعها، داعية إلى استثمار ما يجري بأسلوب حديث بعيداً عن الأسلوب القديم.

وأشارت عشراوي إلى أنه على مدار سنوات كنا نؤكد على ضرورة عدم إهمال الحلفاء وحراك الدبلوماسية العامة والتحرك لدى المجتمع المدني والمنظمات الشعبية، ولم نستطع أن نكون لوبي ناجح، كما أننا لم نستطع أن نتدخل في الخطاب السائد ونشاهد "إسرائيل" تستحوذ على الساحة لوحدها.

وأردفت عشراوي، استطعنا من خلال عفوية وعمل الشباب واستخدام الدبلوماسية الرقمية أن نؤثر بشكل أكبر بكثير من سنوات سابقة لم نستطع أن نحدثه، محذرة صناع القرار من العودة للأسلوب القديم المعهود والذي لم يعد له مكاناً الآن.

هل يمكن استثمار ما جرى؟

وأكدت عشراوي أنه يمكن استثمار ما جرى، من خلال الوحدة الوطنية وليس وحدة كشعار فارغ، وإنما وحدة تستمع إلى روح الشباب الذين يواجهون الاحتلال ليل نهار باستخدام وسائل مختلفة من النضال والذي من المفترض أن يتحول نضالهم إلى ترتيب ومأسسة من خلال مؤسسات أو أحزاب أو حركات جديدة تستطيع أن تخوض غمار الانتخابات.

ولفتت عشراوي الى أنه بالنهاية الوسيلة الوحيدة للتداول السلمي للسلطة هي الانتخابات كوسيلة ديمقراطية، وهي من تجدد وتعطي النشاط، وروح النضال وتعيد الاحترام للقضية والقيادة.

وطالبت عشراوي بعدم العودة إلى مربع المفاوضات وإعادة إحياء الرباعية الدولية، لافتة إلى أن سنوات عديدة مرت من التفاوض ولم تغير شيئاً، مستدركة أن المطالب والعلاقات مع الدول والعلاقة مع اسرائيل ومتطلبات المرحلة ستتغير.

تغيير موازين القوى

وأوضحت أن حركة حماس بعد العدوان الإسرائيلي أصبحت أكثر قوة لأنها أظهرت أن لديها برنامج يواجه "إسرائيل" ولأول مرة تشعر "إسرائيل" بالخطر داخل فلسطين، في وقت لم تستطع الجيوش العربية أن تفعله، وأصبحت إسرائيل تعي أن هناك ثمناً يجب أن تدفعه إزاء جرائمها، وأننا لسنا لقمة سائغة والوضع أصبح مختلفاً الآن.

الأمور تعود إلى نصابها

وقالت عشراوي :"إن ما جرى أعاد الأمور لأساسها بالنظر إلى لكيفية إقامة دولة "إسرائيل" كدولة عنصرية وتطهير عرقي وامتداد للاستعمار الغربي في المنطقة، وأصبحت صورتها دولة أبرتهايد.

وأشارت إلى أن ما حدث في داخل فلسطين المحتلة عام 1948 أثبت للعالم بأن ما حدث ومهما فعلت "إسرائيل" فإن القضية الفلسطينية لن تختفي والفلسطينيون لن ينسوا وجيل يليه جيل يتحرك، وأن هذا النظام العنصري الذي يعمل ضد الآخر، ودولة تمييز ضد السكان الأصليين وضد مجموعة ليستمن تشكيلتها هذه ليس لها مكان في العالم المعاصر رغم محاولة استخدامها أيديولوجيا الدين كمصدر لشرعيتها لكن العالم أصبح يرى أن هذه المرجعية غير منصفة وتخلق وضع غير طبيعي.

يجب حل أصل المشكلة

وأكدت عشراوي على ضرورة فضح "إسرائيل"، ونطالب بمعالجة أسباب النزاع وليس الظواهر الناتجة عنه أو امتداداته، لأنه لن يكون سلام ولا أمن ولا نمو في المنطقة بكاملها إذا بقيت القضية الفلسطينية بهذا الوضع تحت سيطرة "إسرائيل"، ومحاولة إدارة النزاع من قبل الدول الغربية وعدم تطبيق القانون عليها وعدم تقديم الحماية للفلسطينيين وعدم معالجة الأسباب بشكل واضح ومساءلة إسرائيل.

ضرورة إجراء حوار داخلي للخروج ببرامج مختلفة

وجددت عشراوي التأكيد على أنه من المهم إجراء حوار داخلي شامل، للخروج ببرامج ورؤى مختلفة ترتقي إلى مستوى التحدي، خاصة أن "إسرائيل" أصبحت تفكر ملياً قبل أن تجري تهجير عرقي في القدس ويجب أن نكون متيقظين لأن المعركة لم تنته، وما جرى هو بداية الخطوة وفي النهاية الشعب الفلسطيني جيل وراء جيل يحمل الراية ويمضي، وإذا لم نصل إلى قناعة بأن هذا الوضع غير طبيعي وغير قانوني وغير انساني ويجب أن يتغير من جذوره لن تطبع "إسرائيل" وستبقى دولة مارقة وخارجة عن القانون ومرفوضة لأننا كشعب فلسطيني نملك مفتاح الشرعية لإسرائيل.

المصدر : رام الله- خاص زوايا
atyaf logo