المثلث المصري القطري الأمريكي.. لماذا يقود جهود التهدئة بين المقاومة والاحتلال؟

أحد مشاهد العدوان الاسرائيلي على غزة
أحد مشاهد العدوان الاسرائيلي على غزة

رغم دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بالأسلحة الثقيلة من الطائرات الحربية والمدفعية لليوم العاشر على التوالي، إلا أن جهود التهدئة التي تقودها كلاً من مصر وقطر والولايات المتحدة لم تنجح حتى الآن في وقف العدوان الإسرائيلي، بينما المجتمع الدولي والدول العربية الأخرى، تشاهد عن بعد ما يجري، الأمر الذي يدعو للتساؤل حول حضور هذه الدول الثلاث وغياب الأخرى.

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة والتي تعمل على وقف إطلاق النار مع مصر وقطر، أفشلت صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يفرض وقف إطلاق النار على الطرفين، وهو ما فسره المتابعون بأنه يأتي في إطار الدعم الأمريكي اللامحدود لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في وقت ترتفع فيه الخسائر البشرية والمادية كل يوم من استمرار اطلاق النار.

وأجمع محللون سياسيون على أن اهتمام مصر وقطر والولايات المتحدة بالتهدئة بشكل خاص، نابع من التجارب السابقة لمصر وقطر في هذا الملف من جهة، والطرف الوحيد الذي يمكن أن يضغط على دولة الاحتلال هي الولايات المتحدة، إلى جانب أن مصر وقطر تحظيان بقبول لدى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

اقرأ أيضاً: “القدس” توحد الفلسطينيين من النهر إلى البحر وتكسر حاجز الخوف من الاحتلال

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أوضح لـ "زوايا"، أن الجهود التي تقودها الدول الثلاث لم تنجح حتى الآن في لجم العدوان رغم مرور عشرة أيام عليه وما خلفه من خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، نظراً لتعنت الجانب الإسرائيلي في إدراج القدس في أي مفاوضات تهدئة، وإصرارهم على تهدئة مقابل تهدئة وهذا لن يكون فلسطينياً.

وبيَّن الصواف أن اهتمام مصر وقطر في جهود التهدئة نظراً لعلاقة الجوار بين غزة ومصر، وأن الورقة الفلسطينية هي في يد مصر، بينما قطر أثبتت أنها قادرة على لعب الدور الوسيط مثلما فعلت في الجولات السابقة، والتي كان آخرها مسيرات العودة عام 2018، أما بقية الدول فلا يعنيها الشأن الفلسطيني.

وأكد أن التهدئة بحاجة إلى ضغوط من نوع مختلف لكي توافق حكومة الاحتلال على إدراج القدس في التهدئة، لضمان عدم التعرض لها لاحقاً وتعود الأمور لما كانت عليه قبل ذلك.

من جانبه، أشار الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل لـ "زوايا"، أن المجتمع الدولي عاجز، ليست هذه المرة وإنما في كل مرة من المرات السابقة التي شهدت عدوان اسرائيلي على قطاع غزة في 2008-2012-2014، سواء في مجلس الأمن أو من خارج مجلس الأمن الدولي.

وأوضح أن مصر هي الطرف الأكثر حاجة ومسؤولية تجاه وقف العدوان على غزة، وتدخلها نابع من علاقتها بالطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بينما قطر منخرطة من الأساس في التفاهمات، وتحملت مسؤولية لتقديم الدعم لغزة في 2018 مع اندلاع مسيرات العودة السلمية.

أما الولايات المتحدة فتدخلها نابع من قدرتها على الضغط على حكومة الاحتلال التي لا تلتفت إلا لها فقط.

ولفت إن هذه الدول الثلاث، هي بمثابة المثلث الأكثر قدرة على التدخل وإقناع الأطراف المعنية بضرورة التوصل لتفاهمات لوقف اطلاق النار، خاصة بعد فشل جهود مصر لوحدها منذ اليوم الأول للعدوان، وهو ما دفعها لتنسيق الجهود مع الولايات المتحدة.

وتوقع عوكل، أن تثمر الجهود في الأيام القادمة القريبة، والمعضلة هو أنه كيف سيوقف نتنياهو اطلاق النار بدون أن يخضع لشروط تملى عليه، وبدون أن يبدو مهزوماً وخضع لشروط المقاومة الفلسطينية في غزة.

في ذات السياق، أوضح الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم لـ "زوايا"، أن الولايات المتحدة دائماً ما كانت تكون في قلب أي تهدئة والتي كان آخرها في عدوان 2014 في عهد إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، وكانت تقود الجهود وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون، بوساطة مصرية وقطرية ودول أخرى.

اقرأ أيضاً: مقدسي قدم مساعدة ليهودي فتحولت لنقمة على أحفاده في الشيخ جراح”انفوجراف”

بينما مصر فهي وسيط دائما ما تلعب دوراً بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ومقبولة لديهما، وكانت حاضرة في كل عدوان من العدوانات السابقة، وأشرفت على وساطة صفقة تبادل الأسرى فيما تعرف بصفقة شاليط، وقطر في قلب عملية التهدئة منذ مسيرات العودة عام 2018 وكل ما تقوم به من تمويل قطري لغزة إلى جانب مصر، معتبراً أن الملف الفلسطيني هو ملف مصري بامتياز وما الدور القطري إلا لعلاقاته مع المتميزة مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

وانتقد ابراهيم موقف الاتحاد الأوروبي، وشببه بالشخص الضاغط بدون أسنان، وهو ما يفهم أنه ضوء أخضر لإسرائيل لاستمرار العدوان العسكري على غزة.

وفي ظل مشهد الدمار والخراب من الالة الحربية الاسرائيلية المدمرة، ينتظر الشارع الفلسطيني أن تنجح هذه الجهود بوقف إطلاق النار، بشروط المقاومة الفلسطينية التي تحظى بحاضنة شعبية غير مسبوقة في هذا العدوان.

المصدر : زوايا - خاص

مواضيع ذات صلة

atyaf logo