تقرير الإعلام الفلسطيني ودوره في معركتي "الشيخ جراح وغزة".. القوة والضعف

صحفيون
صحفيون
  • د. طلعت عيسى: الإعلام التقليدي ضعيف وما زالت أخطاء الصحفيين تتكرر.

  • د. نعيم المصري: نفتقدُ الإعلام الموجه للغرب ولا داعي للأعذار ويجب التحرك فورًا.

  • محمود الفرا: الرواية الإسرائيلية أقوى من الفلسطينية بسبب انحياز العالم لـ "إسرائيل".

  • أحمد أبو عامر: نشطاء "منصات التواصل" هم من قادوا المعركة الإعلامية في الشيخ جرّاح.

  • إيهاب الجريري: الإعلام المحلي غير مقصر، ويعمل ضمن إمكانياته المحدودة والمتواضعة.

  • حسن أبو الرب: لا أؤمن بقوة الرواية الإسرائيلية ونعمل على رجل قلب واحد لفضح الاحتلال.

الإعلام الفلسطيني.. افتتح نشطاء فلسطينيون "المعركة الإعلامية" حين أطلقوا وسم "أنقذوا الشيخ جراح" عبر منصات التواصل للتضامن مع ما يتعرض له حي الشيخ جراح في القدسِ من عملياتِ تهجيرٍ واعتداءات.

معركتي
معركتي "الشيخ جراح وغزة"

وكموجة غضب عارمة أشبه بانتفاضة إلكترونية، تصدر هاشتاغ (وسم) "أنقذوا حي الشيخ جراح"، قائمة الأكثر تداولا على معظم منصات التواصل العربية، دعمًا لنضال الشعب الفلسطيني.

 

وبعد ذلك دخلت ساحات المسجد الأقصى على خط المواجهة وذلك بعد إعلان حاخامات إسرائيلية عزمها الدعوة لاقتحام المسجد في 28 رمضان الماضي، وفي ظل تصاعد التهديدات أطلق نشطاء فلسطينيون عبر منصات التواصل وسم " اقتحام 28 رمضان" محذرين من ذلك اليوم الذي قد تتصاعد فيها الأمور.

معركتي
معركتي "الشيخ جراح وغزة

وبعد تصاعد الاعتداءات في ساحات المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح بالقدس، أطلقت المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية في مساء الـ 28 رمضان على المستوطنات الإسرائيلية، بعدما رفضت "إسرائيل" الانصياع للمقاومة بإخلاء المسجد الأقصى ووقف الاعتداءات بالشيخ جراح، بعد مطالبات المقدسيين بتدخل غزة عبر هتافات " يا غزة يلا مشان الله"، لتتصاعد الأمور في غزة لتتحول إلى عدوان كامل حيث أطلقَ الاحتلال "حامي الأسوار" على العملية العسكرية في غزة، فيما أطلقت المقاومة اسم "سيف القدس" للرد على جرائم الاحتلال.

معركتي
معركتي "الشيخ جراح وغزة

وفي هذا التقرير ترصدُ "زوايا" أبرز السلبيات والإيجابيات دور الإعلام الفلسطيني في معركتي "القدس وغزة" عبر استنطاق أكاديميين وحكوميين وصحفيين، وكشف نقاط القوة والضعف لدى الإعلام الفلسطيني، وهل أدى الصحفيون والإعلاميون دورهم في إيصال الرواية الفلسطينية محليًا وعربيًا ودوليًا، وأبرز المعوقات خلال هذه المرحلة.

ضعف وأخطاء متكررة

ووصفَ أستاذ الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية طلعت عيسى أداء الإعلام الفلسطيني التقليدي بالضعيف خلال هبّة القدسِ والحرب على غزّة في إيصال الرسالة الفلسطينية، مادحًا بعض المؤثرين عبر الإعلام الجديد، وصفحاتهم عبر "منصات التواصل" والتي تمكّنت من مواكبة الحدث ونقل الرسالة الفلسطينية بمهنيةٍ ومصداقية.

وبيّن خلال حديثه لـ "زوايا" أن الإعلام الفلسطيني في إدارته للمعركة ما زال قيد التطوّر، وأنه ما زالت الأخطاء تتكرّر في المواجهاتِ، مشيرًا إلى أخطاء الإعلام الفلسطيني، مثل الاستعجال في نشر المعلومات، وعدم التأكد من المعلومات، وسياسة النقل دون التدقيق والتأكد من صحة المعلومة.

اقرأ أيضاً: مقدسي قدم مساعدة ليهودي فتحولت لنقمة على أحفاده في الشيخ جراح”انفوجراف”

ولفت إلى الظروف الصعبة التي يعيشها الصحفيون الفلسطينيون والناقلون للأحداثٍ، من مضايقاتٍ إسرائيلية بالاعتقالات والاعتداءات والمنع من التغطية والاستهداف المباشر لهم، في الضفة والقدس وغزة، خلال هبّة القدس وتداعياتها التي وصلت للعدوان على غزة.

انخفاض الشائعات

ورأى عيسى أن الإعلامَ الفلسطيني بات أكثر وعيًا في مستوى نشر الشائعات ملاحظًا من خلال متابعته انخفاضًا في مستوى نشر الشائعات عن المواجهات السابقة، معللًا ارتفاع نسبة الوعي، بأن المواطنين أضحوا يثقون بالإعلام الفلسطيني والإعلام المقاوم بنسبة أعلى من سابقيها، وهذا ما يعزز تفنيد رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى من خلالها لضرب النسيج الفلسطيني، وبث رسائل الخوف والتهويل لتحقيق أهدافه.

ولفتَ إلى أن هبة القدس أخذت زخمًا إعلاميًا أكبر من العدوان على عزة، لأن الجهات المختلفة في الضفة جميعها واكب الاعتداء على الشيخ جراح والقدس، وأن هذا أكثر اهتمامًا من العدوان على غزة، مناشدًا الإعلاميين الفلسطينيين بالابتعاد عن الخلافات وتحزيب الأحداث ومس الوحدة الوطنية، وأن يلتفتوا للإيجابيات في هذه المعركة، وبث الطمأنينة والهدوء في نفوس الفلسطينيين.

سفارات صامتة

وانتقد أداء الإعلام الفلسطيني في ظل غياب الدور الإعلامي لـ "السفارات الفلسطينية" في الخارج، في مواكبة الرأي الغربي ومخاطبة جمهوره، والتأثير عليه، مشيدًا بالجهودِ الفردية "غير الكافية" و "غير المنظمة" على حد وصفه، في توضيح الحقائق للرأي العام في أوروبا نحو تصديق الرواية الفلسطينية.

وتابع عيسى أنه رغم تفوق الإعلام الإسرائيلي الملحوظ في البلاد الغربية والتي تصل بشكل أوضح وأكثر بساطة للجمهور الغربي، إلا أن هناك تقدمًا للرواية الفلسطينية التي أضحى عدد كبير من الجمهور يصدقها، منتقدًا أداء الإعلام الحكومي في غزة مخاطبة الجمهور الغربي في ظل انعدام دور "السفارات" الإعلامي في إيصال الرسالة الفلسطينية، عبر تشكيل لجنة مختصة في هذا الشأنِ.

إعلام موجه ضعيف

وقال أستاذ الإعلام في جامعة فلسطين نعيم المصري، أن الإعلام الفلسطيني ينقصه "الإعلام الموجه" باللغات المختلفة على أن يكون منظمًا، مشيرًا أن الإعلام الموجه ينفذه بعض الأفراد من الإعلاميين والنشطاء، وأن ما نحتاجه لإعلامٍ يوصل الرسالة الفلسطينية بصورةٍ مغايرة.

وتابع خلال حديثه لـ "زوايا" أنه يجب على الإعلام الفلسطيني أن يركز على البعد الأشمل وهو قضية القدس، وأن يوصلها لجميع أنحاء العالم، ولكل دولة لغتها الخاصة بها، من خلال الاستعانة ببعض المساندين للقضية الفلسطينية في الخارج.

وبخصوص المستوى المحلي، أردف "المصري" أن الإعلام الفلسطيني يعاني من بعض السلبيات في توصيل الرسالة، مثل التسرع في نشر الأخبار، وعرض صور لبعض الدماء والأشلاء التي من هدفها إحباط الروح المعنوية، مشيرًا أن صور الدماء لا يشاهدها الغرب، كما أن بعض المفردات المنتشرة عبر وسائل الإعلام بحاجة إلى تغيير وتعديل من خلال الصحفيين والإعلاميين وأن يتحلوا بالمسؤولية الأخلاقية والمهنية.

وأشاد "المصري" بالتغطية الإعلامية في قضيتي "المسجد الأقصى والشيخ جراح" والتي وُجه جزء منها للخارج، فأصبح الغربيون يتفهمون العديد من الجوانب في القضية الفلسطينية، مثل قضية فلسطينيي الـ 48 وغيرها، وأصبحوا يبحثون عن تفاصيل القضايا الفلسطينية، كما أن من ثمار التغطية الإعلامية الشاملة في أحداث الأقصى والشيخ جراح، التضامن الإعلامي والإسلامي والتطرق لمعاناة المقدسيين وكسب التعاطف والمناصرة الخارجية.

غياب الإعلام الحكومي

كما وانتقد الأداء الإعلامي للمكتب الإعلامي الحكومي، ونقابة الصحفيين، لافتقادها لمركزٍ متخصص في الإعلام واللغات والملتيميديا، رافضًا التبرير والأعذار بـ "قلة الإمكانات" في ظل هذه الأوقات الحرجة، لكي يواجه الإعلام الإسرائيلي ويكون له إعلامًا مضادًا، مطالبًا حاليًا بتدارك الأمر بتكثيف وتوجيه الجهود والتواصل مع الإعلاميين والمختصين من أجل نشر محتوى إعلامي هادف، لكي يوصل الصورة للمجتمعات الخارجية من خلال الوصول للجمهور الخارجي بدلًا من "الصراخ والعويل".

وأشاد "المصري" بالإعلام العسكري للفصائل الفلسطينية، الذي بدا واضحًا في رسائله الدقيقة والمختصرة حسب وصفه، مبينًا أنه الدعاية الإسرائيلية بشكلٍ قويٍ، وكانَ صادقًا في القول والفعلِ.

اقرأ أيضاً: الخبير العسكري واصف عريقات لـ “زوايا”: المقاومة رسخت معادلة جديدة في معركة القدس

ووجه رسالة إلى الإعلاميين الفلسطينيين ولا سيما الذي درسوا وتعلموا أخلاقيا المهنة، بعدم التسرع والنشر الفوري للأسماء والإحصائيات والأحداث والتأني وألا ينشر موضوعات تخالف كل الأعراف.

وبين المصري أن الإعلام الإسرائيلي يتأخر كثيرًا في نشر الإحصائيات والأحداث، ويستخدم قدراته وإمكانياته الضخمة في "منصات التواصل" ويستغل كل إمكانية لتشويه الصورة الفلسطينية وتجميل صورة الاحتلال، على عكس الإعلام الفلسطينية الذي لا يستغل "منصات التواصل" جيدًا، ولا يستخدم "الإعلان الممول" بصورة قوية، في تعزيز الرواية الإسرائيلية.

الإعلام الحكومي بغزة

وقال مسؤول العلاقات العامة في وزارة الاعلام محمود الفرا، أن الإعلام الفلسطيني في هذه المعركة، يواجه صعوباتٍ عديدةً بسبب القصف الإسرائيلي الذي دمّر الشوارع في قطاع غزة في المحافظات كافة، وداخل مدينة غزة بصورة أساسية، إضافة لمشاكل الانترنت التي تتأثر بانقطاع الكهرباء.

ورأى خلال حديثه مع "زوايا" أن قوة الرواية الإسرائيلية وسرعة وصولها للمجتمع الدولي، بسبب تعاطف المجتمع الدولي معها، وانحيازه الكامل لدولة الاحتلال والدفاع عنها، يشكل عائقًا كبيرًا في إيصال الرواية الفلسطينية إلى المجتمع الدولي.

وأشار الفرا إلى أن الحكومة في رام الله حكومة صامتة ومتفرجة، ولا تتبنى كل ما يصدر عن المكتب الإعلامي في غزة، وتوصله إلى المجتمع الدولي عبر السفارات، مبينًا أن غزة غير معترف بها من المجتمع الدولي، واصفًا الإعلام الفلسطيني الموجه ضعيف ولا تتبناه المنظمات الدولية أو سفارات، وأن وصوله للغرب يتعلق فقط بمتضامنين في الدول الغربية عبر مسيرات قليلة العدد.

وقال نحن كمكتب إعلامي حكومي مستمرون في خدمة الصحفيين في ظل الطوارئ ومختلف الجولات والحروب، وإيصال الرسالة والحقيقة والتنسيق والعمل المشترك مع متخلف وسائل الإعلام العاملة في قطاع غزة، لافتًا أن الإعلام الحكومي يصدر إحصائية يومية تتعلق بأعداد الشهداء والجرحى والمنشآت التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، وتكون باللغات العربية والإنجليزية والتركية والإندونيسية وعلى شكل "انفوجرافيك" .

محاربة الشائعات

ونوّه أن حجم الشائعات والأخبار المفبركة التي تعمل مخابرات الاحتلال والجهات المعادية لقطاع غزة كبير جدًا، وأن المكتب الإعلامي الحكومي يصدر بيانات وتصريحات رسمية تتحدث عن نصائح ومحددات ومعايير للعمل فيها في مختلف الأماكن وتصدرها للجميع بما فيهم النشطاء عبر "منصات التواصل".

وتابع الفرا:  " نحن نتواصل دومًا مع النشطاء المخالفين لمعايير النشر، وفي هذه الجولة وفي ظل الظروف الصعبة نتواصل معهم عبر الهاتف لنصحهم وتوصيتهم بعدم نشر أشياء تخالف المعايير الصحفية والمهنية والأخلاقية".

وذكر في حديثه لموقع "زوايا" أن المكتب الإعلامي الحكومي يقدم على الدوام خدمات للصحفيين المتواجدين في المستشفيات ولا سيما مستشفى الشفاء بغزة وناصر بخان يونس مثل توفير الانترنت والكهرباء واستخراج بطاقات صحفية، والتواصل مع إدارة المستشفيات لتسهيل مهامهم.

النشطاءُ بدأوا معركة القدس

وقال مدير مركز الدراسات الإعلامية الفلسطينية الصحفي أحمد أبو عامر، أن الإعلام الفلسطيني عبر "منصات التواصل" والمتمثل بالنشطاء الفلسطينيين بدأوا المعركة الإعلامية في الشيخ جرّاح عبر وسم "أنقذوا الشيخ جراح" الذي لقى تفاعلًا كبيرًا محليًا وعربيًا ودوليًا، وحظي بتضامنٍ كبير على كل المستويات، ونجحوا في إيصال صوتِهم للجميع، على الرغم من محاولة الاحتلال التضييق على النشر، وسياسة فيس بوك تجاه المحتوى الفلسطيني، التي تتمثل بالتقييد والحظر.

بين التغطيتين.. الإنسانية والعسكرية

وقال خلال حديثه لـ "زوايا" أن الجانب السلمي الذي اتصفت بها معركة وقضية الشيخ جراح، أخذ زخمًا إعلاميًا أكبر من العدوان الإسرائيلي على غزة، لأنه اتخذ طابعًا سلميًا، عكس غزة التي اتخذت طابعًا عسكريًا وهذا ما يعارضه الكثيرون.

وأسِف على دورِ الإعلام الرسمي الضعيفِ تجاه القضايا الفلسطينية، وتقصيرها في نقل الرسالة الفلسطينية محليًا وعربيًا ودوليًا، مبينًا أن الإعلام الذي قاده الجمهور والنشطاء عبر "منصات التواصل" نجح إلى حد ما في نقل الرسالة عربيًا ودوليًا.

وعزا ضعف الإعلام الموجه للغرب، ضعف الإمكانيات في توفير ناطقين وتصدير مواد إعلامية تشرح القضايا الفلسطينية بالرواية الفلسطينية، في ظل سيطرة الرواية الإسرائيلية وقوتها، مضيفًا أن الاحتلال هو سبب من أسباب ضعف الإعلام في التغطية ونقل الصورة والرسالة بسبب استهدافه المستمر للصحفيين وتدمير المقار الصحفية وقطع الكهرباء والانترنت عن قطاع غزة التي تضررت بفعل القصف.

وانتقد "أبو عامر" طغيان الصورة والنبرة العسكرية على الجانب الإنساني، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيًرا "من المفترض أن يصل للغرب ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قصفٍ وانتهاكات وتبيان مظلومية الشعب الفلسطينية، لا القدرات العسكرية التي تأتي بنتائج عكسية" .

وتوصلت إحدى الدراسات أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أدت دورا تعبويا تميل إلى التصرف كامتداد للمؤسسة السياسية اليهودية، وبالتالي الاصطفاف بجانب المؤسسة العسكرية والأمنية، ومن ذلك أن الجندي الإسرائيلي هو المهاجم والمعتدى عليه دائما، والقصف وإطلاق النار على الفلسطينيين هو دفاع عن النفس ورد على اعتداءات.

إعلام رسمي يقوم بدوره

ورأى الصحفي إيهاب الجريري، أن الإعلام المحلي غير مقصر، ويعمل ضمن إمكانياته المحدودة والمتواضعة، سواءً في القدس أو في الداخل أو في غزة، أما بالنسبة للإعلام الموجه للخارج فليس قويًا كما يجب، مبينًا أن "منصات التواصل" أوصلت صورًا ورسائل للغرب، والتي يقوم عليها ناشطون فلسطينيون.

وعن الإعلام الرسمي للسلطة الفلسطينية قال " لا أرى الإعلام الرسمي مقصرًا، ويقوم بدورٍ كبيرٍ، موضحًا أن السياسات التحريرية للإعلام الرسمي يكون مقصرًا في بعض الأحيان ونظرًا لسياسات التحرير تحجب بعض المعلومات عن الجمهور، إلا أنه ينقل الصورة أول بأول، ويتابع الأحداث ويواكب التطورات، متمنيًا أن ينفصل الإعلام الحكومي عن الحكومة والسلطات التنفيذية في البلاد.

اقرأ أيضا: وزير شؤون القدس فادي الهدمي: العاصمة على صفيح ساخن وسنوات الأسرلة والتهويد فشلت

وأشاد "الجريري" بجهود السفارات الفلسطينية حول العالم، ولا سيما في لندن، والتضامن الذي تنفذه الجاليات الفلسطينية في الخارج.

واعتقد أن هناك هوة كبيرة تصغر تدريجيًا بين قوة الرواية الإسرائيلية وتصاعد الرواية الفلسطينية، لافتًا أن الإعلام الإسرائيلي يمتلك ترسانة إعلامية كبيرة بجهود ضخمة لتمرير رسائلها محليًا وعربيًا ودوليًا.

وتابع: "أن الانقسام الفلسطيني أثر على قدرة الإعلام الفلسطيني على التأثير، ونحتاجُ إلى خطاب مهني معلوماتي يحمل قصصًا إنسانية، لأن العالم يهتم بالقصص أكثر من الأخبار ذاتها".

وأشاد بالإعلام المقاوم، واصفًا إياه بالدقيق وأن الجمهور الفلسطيني يثق به... قائلًا "هذه حالة طبيعية جدًا".

الإعلام الرسمي رام الله

وقال مدير عام المكاتب لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية حسن ابو الرب أن الإعلام الرسمي يعمل على مدار ساعة عبر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وتلفزيون فلسطين وتلفزيون فلسطين مباشر وجريدة الحياة ونقل الأحداث المتسارعة في الأقصى وحي الشيخ جراح وغزة.

وتابع خلال حديثه لـ "زوايا": " استضفنا الكثير من المختصين والمواطنين في موجاتٍ مفتوحة لتغطية العدوان الإسرائيلي في الشيخ جراح والأقصى وغزة، لكشف ممارسات الاحتلال، كما تحدثنا مع مؤسسات حقوقية دولية وبرلمانيين عرب لجلب التعاطف والتضامن مع الشعب الفلسطيني وتابعنا الالتفاف الرسمي في مختلف دول العالم من اتحاد أوروبي والأشقاء العرب مجلس الأمن واجتماعات منظمة التعاون الإسلامية".

وبين أن التغطية مستمرة والهيئة تفرد مساحة واسعة لتغطية الأحداث عبر القنوات الرسمية ومنصات التواصل، وبث المظاهرات على مدار الساعة التي ينظمها عرب ومتضامنون.

وأشار أن الإذاعة الدولية في رام الله تفرد مساحات باللغات الإنجليزية والفرنسية، وتقوم بترجمة ما يحدث في الشيخ جراح، واستهداف الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني وتوزيعها على التلفزيون وإيصالها للقنصليات في الخارج، كي يدرك العالم حجم العدوان، ودحض الرواية الإسرائيلية، وخير مثال مشاهد البيوت والأشلاء التي تنهار وهي خير دليل على جرائم الاحتلال.

ورفض أن توصف الرواية الإسرائيلية بـ "القوية" مبينًا "أنه غير مؤمن بها" وخير دليل المسيرات وحجم التأييد الدولي في العواصم الأوروبية والتظاهرات بأعداد كبيرة في بولدنا ولندن والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الرواية الفلسطينية وصلت بكل المعاني والتعابير، وهذا ما يظهره حجم التأييد الكبير والتعاطف الدولي مع القضايا الفلسطينية.

وأكد أن غزة حاضرة في التغطية المستمرة، وأن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، لا يحتاج تنسيق بين غزة والضفة، وأن البوصلة واحدة وهي فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

قائلًا " نحن جميعنا على اختلافنا على قلب رجل واحد"، وأن "أحمد عساف" أمر بتسخير كل الإمكانيات لكشف زيف الرواية الإسرائيلية والاستناد إلى الحقائق.

المصدر : زوايا - معتز عبد العاطي

مواضيع ذات صلة

atyaf logo