تقرير هكذا قرأ محللون تأثير صواريخ غزة على الأحداث بالقدس

المقاومة الفلسطينية
المقاومة الفلسطينية

اشتعلت خلال الأيام الماضية المواجهات بين الشبان المقدسيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، رفضا لاعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى المبارك.

وبالتزامن مع هذه المواجهات، أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، أن المساس بالقدس سيكون له تداعيات كبيرة، وأعقبها إطلاق عدة صواريخ من القطاع على مستوطنات الغلاف.

وعلى نحو متصل بهذا المشهد، لا يزال الاحتلال يماطل في الرد على طلب السلطة الفلسطينية إجراء الانتخابات في مدينة القدس.

وهذه المماطلة فتحت الباب على مصراعيه أمام إمكانية تأجيل الانتخابات، ما جعل جهات فلسطينية مختلفة تطالب بإجرائها عبر الضغط على الاحتلال، وخوض معركة مفتوحة لإجباره على ذلك.

وفي ذات السياق، تعمد الاحتلال الإسرائيلي اعتقال عدد من المقدسيين المرشحين للانتخابات من مختلف القوائم، خاصة من حركتي فتح وحماس، إلى جانب النشطاء في الحملات الانتخابية.
اقرأ أيضا: مواقع غزة الأثرية.. تشكو التعديات والإهمال وقلة التمويل

وطرحت "زوايا" عدة تساؤلات على مختصين في الشأن السياسي والإسرائيلي، حول دور صواريخ المقاومة في إسناد الهبة المقدسية ضد اعتداءات المستوطنين، وما إمكانية مساهمتها في الضغط على الاحتلال ليرضخ لطلب إجراء الانتخابات في القدس.

ورأى المختصون في أحاديث منفصلة أن صواريخ غزة "لن تردع قطعان المستوطنين واعتداءاتهم على المقدسيين، وهي لا تعدو كونها شكل من أشكال المشاركة في الانتفاضة الجارية بالقدس".

"صواريخ غزة سلبية تجاه القدس"

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطالله، رأى في حديثه لـ موقع "زوايا"، أن صواريخ غزة، رسالتها سلبية لما يجري في القدس، ولا تستطيع أن تنقذ المقدسيين من إرهاب المستوطنين وجيش الاحتلال.

ويتوقع عطاالله أن تحرف هذه الصواريخ الانتباه باتجاه غزة أكثر من القدس، وتبعد الكاميرا عن جرائم الاحتلال في المدينة المقدسة.

وقال عطالله، إن التركيز على ما يجري في القدس من انتهاكات وجرائم احتلالية يفيد القدس أكثر من صواريخ غزة.

وأشار إلى أن التجربة الفلسطينية تقول إن الصواريخ ربما تؤثر على الاحتلال في البداية، ثم تعقد التهدئة بعد أن يصبح الأمر في صالح دولة الاحتلال عسكرياً.

 وذكر بما حصل عندما أطلقت الصواريخ من غزة على جريمة اختطاف الطفل أبو خضير، ثم ما لبثت أن انتهت بتهدئة.

واستبعد عطالله، أن تساهم صواريخ غزة، في إجبار نتنياهو على تقديم تنازلات سياسية أمام الضغط العسكري من فصائل المقاومة.

وقال: "على العكس ستجعل نتنياهو أكثر تصلباً، خاصة أنه يسعى لتشكيل حكومة يمينة متطرفة، والتنازلات ستجعل هدفه مستحيلاً".

وأشار إلى أن رئيس حزب "إسرائيل بيتونيا" أفيغدور ليبرمان يترصد بنتنياهو في كل الظروف، وإنه دائم الحديث عن نتنياهو وسياسته تجاه غزة.

"صواريخ غزة إسناد للقدس"

فيما رأى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، في حديثه لـ موقع "زوايا"، أن صواريخ غزة هي شكل من أشكال المقاومة المشاركة في الانتفاضة في القدس، لكنها لا تستطيع إنقاذ الوضع الفلسطيني المتأزم

وأكد حبيب على أن إطلاق الصواريخ من غزة كان ضرورياً، للتعبير عن غضب الكل الفلسطيني من جرائم الاحتلال في القدس، وأن الشعب بأكمله يقف داعماً لأهل القدس في معركتهم ضد الاحتلال ومستوطنيه.

وحول إمكانية أن تجبر صواريخ غزة حكومة بنيامين نتنياهو على القبول بإجراء الانتخابات الفلسطينية في مدينة القدس، رأى حبيب أن صواريخ غزة تزيد الإصرار الإسرائيلي على عدم السماح بإجرائها.
اقرأ أيضا: قراصنة غزة..شخلل علشان تعدي!

وأوضح بالقول: "لأنه إذا وافقت حكومة نتنياهو على انتخابات في القدس، فإن الإسرائيليين سيفسرون ذلك على أنه رضوخ للإرادة الفلسطينية وهذا غير ممكن في الوضع الاسرائيلي المعروف".

ولفت إلى أن صواريخ غزة، ستزيد تعقيد الأمور بشأن إجراء الانتخابات في القدس، خاصة بعد نتائج اجتماعات المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر (الكابينت)، التي تشير إلى أن الهبة الجماهيرية في القدس تتراجع وسينظرون ما سيجري الجمعة القادمة.

"صواريخ غزة بيان ساخن"

ووافق الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، عطالله وحبيب، في أن صواريخ غزة لن تستطيع وقف هجمات وتغول المستوطنين على المقدسيين، كما أنها لن تجبر نتنياهو على القبول بإجراء الانتخابات في القدس.

واعتبر عوكل في حديث لـ موقع "زوايا"، أن صواريخ غزة، هي عبارة عن بيان ساخن تجاه ما يجري في القدس، والفصائل الفلسطينية لن تكتفي ببيانات في ظل استمرار جرائم الاحتلال، وقد عبرت عن موقفها بإطلاق الصواريخ باسم غرفة العمليات المشتركة.

ويرى أن صواريخ غزة، لا تستهدف الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي.

واستبعد عوكل أن يكون الرد الإسرائيلي على هذه الصواريخ بحملة عسكرية، نظراً لأن دولة الاحتلال تعاني أزمة حكم، لذلك لا تريد توتير الوضع مع قطاع غزة، لأن نتيجة هذا التوتير لو حصل ستكون كارثية على نتنياهو الذي فشل حتى الآن في تشكيل الحكومة الإسرائيلية.

ومع اقتراب العد التنازلي لموعد الانتخابات الفلسطينية تزداد ضراوة المعركة في القدس، بدعم من الكل الفلسطيني، وبانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأيام القادمة من إمكانية إجراء الانتخابات أو الذهاب إلى تأجيلها.

المصدر : خاص زوايا
atyaf logo