نظرة على خيارات حماس في الوضع الراهن !

المتحدث باسم كتائب القسام أبوعبيدة
المتحدث باسم كتائب القسام أبوعبيدة

منذ أحداث الانقلاب أو ( الحسم العسكري )، أو لنقل، منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في العام 2007، تحول وضع غزة إلى مشكلة معقدة في القانون الدولي ومشكلة بخصوص ولاية السلطة الفلسطينية على القطاع وفق اتفاقيات أوسلو، الأمر الذي دفع العالم إلى حصار غزة سياسياً واقتصادياً بينما تولت إسرائيل حصارها عسكريا، وهو ما فاقم من البطالة ومعدلات الفقر والهجرة والموت في أعالي البحار.

غزة الآن تعيش أسوأ أوضاعها الاقتصادية منذ عقود طويلة ، فقد مرت الأعوام الخمسة عشر وقد ارتفعت معدلات الانتحار والسطو والفلتان الأمني بظهور سلاح التنظيمات في معارك عائلية .. مخطيء من يعتقد أني بهذا المقال اكيد لحركة حماس التي تعاطفنا معها ودعمناها في الانتفاضة الثانية، فحماس شئنا أم أبينا هي القوة الحاكمة في غزة، ونعترف بأنها كانت فصيلا مقاوما وخصما عنيدا.

اقرأ أيضاً: الانتخابات الفلسطينية على شفا التأجيل.

لكن بعد خمسة عشر عاما من الحصار والجوع والانقسام، يمكن تلخيص خيارات حماس في النقاط الأربع التالية:

الخيار الأول: خيار غيورا إيلاند:

وهو الاستمرار في فصل غزة وقلب الوان علمها بحيث يقوم بها كيان مستقل نسبيا ويتم توسيع غزة جغرافيا في جهة الجنوب الشرقي لتصل إلى معبر العوجا ( الخطة نشرها معهد بيغن السادات في الأعوام 2010, 2018 ) - في النقب وهي أراض صحراوية شحيحة المياه، وكما يبدو أن الذهاب لدويلة في غزة بهدف توطين المخيمات الثمانية في النقب بأموال خليجية بدلا من سيناء حيث سقط مشروع سيناء مع سقوط الرئيس السابق مرسي، وهو على الأرجح جوهر الاتفاق والتوافق بين دحلان وحماس والطموح الإسرائيلي بالقضاء على حق عودة اللاجئين، والانفراد من ثم بالضفة وتهويد القدس وتطبيق صفقة القرن التي يرفضها الرئيس أبو مازن.

الخيار الثاني: الذهاب إلى تصعيد عسكري مع الاحتلال وهو ما سيؤدي إلى الإطاحة بحكم حماس في غزة، وهو أمر مستبعد.

الخيار الثالث: الذهاب لتسليم غزة للسلطة الوطنية الفلسطينية وهو ما سيفتح الباب أمام التساؤلات حول جدوى سلاح المقاومة، لأن أبو مازن لا يخفي رغبته بوحدة السلاح.

الخيار الأخير: ممارسة شراء الوقت واستمرار مأساة بطالة 300 الف من الخريجين علاوة على بطالة آلاف العمال وتفاقم أزمة الكهرباء والمضي قدما في فرض الضرائب والمخالفات والرسوم والأتاوات التي أرهقت سكان غزة، ومع هذا الخيار لابد من الانتباه إلى أن ضغوط الفقر وما يسببه من ويلات سيؤدي إلى تفاقم الانحرافات المجتمعية كالسرقة والسطو والإدمان والقتل والانتحار ، كما ستؤدي قبلية عشائر غزة إلى فلتان أمني وفوضى ربما لن تعود حماس قادرة على ضبطه، ذلك بأن ضبط اليائسين مهمة صعبة المنال.

فهل ستذهب حماس مع دحلان وفصل غزة وتوطين اللاجئين في صحراء النقب وهو المشروع الذي اقترحه الجنرال المتقاعد غيورا إيلاند، ام ستذهب باتجاه المصالحة وتسليم غزة بالكامل للسلطة وهو خيار يستلزم في النهاية تسليم السلاح الذي فقدنا القدرة على استخدامه، أم أن صعوبة الخيارات ستؤدي إلى استمرار حالة العدم والسكون العبثي وتحلل المجتمع ؟؟!

اقرأ أيضاً: القدس خط أحمر وتأجيل الانتخابات وارد جداً

أنا بصراحة مع أحد خيارين ليس من بينهم توطين اللاجئين في غزة والنقب برأسمال إماراتي، وبالتأكيد ليس من بينهم استمرار تحلل المجتمع وفوز اليمين الصهيوني بالضفة والقدس .. هذان الخياران يخصان سلاح المقاومة، فإما العودة إلى المقاومة الحقيقية بالصواريخ والاشتباك اليومي بالعبوات والقناصة ومضادات الدروع وهو ما سيجبر الاحتلال على اجتياح غزة للإطاحة بحكم حماس، وهو ما يعني أيضا تورط الاحتلال في مستنقع استنزاف خطير، أو الخيار المتبقي بالذهاب إلى مصالحة وتسليم غزة للسلطة وتفويض ابو مازن بالتفاوض على ملفات القدس والأسرى والحدود والمياه واللاجئين وهي المفاصل الحقيقية للقضية الفلسطينية ومطالبها العادلة التي تتوافق وتنسجم مع القرارات الدولية.

الخلاصة: إما استخدام السلاح أو تسليمه، وكلاهما أفضل من توطين اللاجئين في النقب أو استمرار حالة العدم والعبث ونزيف المجتمع !

المصدر : خاص -زوايا
atyaf logo