إيران وجموح الصّهاينة

رشيد ولد بوسيافة
رشيد ولد بوسيافة

لم تنتظر إيران مطولا للرّد على استهداف مفاعلها النووي في “نطنز”، من قبل الكيان الصّهيوني، ويبدو أن رد الفعل الإيراني جاء أقوى بكثير من الفعل الصّهيوني، فقد نوّعت إيران في أساليب الرّد بين الرّد الميداني باستهداف سفينة إسرائيلية قرب ساحل الفجيرة الإماراتي، وبين الرّد السّياسي، من خلال قرارها بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمائة في ذات المنشأة النّووية التي تم استهدافها، حتى أن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين قال إن بلاده ستضع 1000 جهاز طرد مركزي إضافي في المنشأة هذا الأسبوع.

ومن الواضح أن إيران تحاول استغلال الجُموح الصّهيوني كورقة رابحة في مفاوضات فيينا الرّامية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الذي فسخه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ما قاله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الروسي لافروف، حين وصف الهجوم على منشأة “نطنز” بأنه مقامرة بالغة السّوء وأنها ستعزز موقف طهران في محادثات فيينا.
اقرأ أيضاً: خاص لـ”زوايا”: حماس تنتخب خالد مشعل رئيسا لها بالخارج

وفي الواقع؛ فإنّها المرة الأولى التي تقف فيها دولة إقليمية في المنطقة ندا للند مع الكيان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، وتردّ ضرباتها العسكرية بضربات أقوى، وتهدد بالتصعيد والانتقام من أي ضربة تستهدفها أو تستهدف مصالحها. لقد دأبت إسرائيل على توجيه ضرباتها في العمق السوري فتغتال القادة العسكريين وتدمِّر المنشآت العسكرية دون أن تتلقى ردا ولو دون مستوى ضرباتها.

والآن؛ فإنّ أي استمرار للضربات الإسرائيلية في إيران سيحول المواجهة غير المعلنة إلى حرب مدمرة في المنطقة قد لا تكون في صالح الكيان الصهيوني وحلفائه في الخليج، لأنهم سيكونون هدفا سهلا للضربات الإيرانية، ولعل هذا ما دفع بالكيان إلى التريّث وإعلان عدم نيته الرّد على الضّربة الإيرانية في ساحل الفجيرة.

اقرأ أيضا: أين دور الشباب في الانتخابات الفلسطينية القادمة؟ (إنفوجرافيك)

يحدث هذا على صعيد المواجهة بين إيران والكيان الصهيوني، فيما تتسابق دول عربية لإقامة علاقات مع هذا الكيان الغاصب وتُطلق معه مشاريع تعاون عسكري واقتصادي وثقافي، وتموّلها بملايير الدولارات، متنكّرة بذلك للحق الفلسطيني الذي بات مغيَّبا في وسائل الإعلام العربية بشكل غير مسبوق. وللتغطية على هذا المسار الفضائحي، يفتح الإعلامُ العربي النّارَ على إيران ويحوِّل القضية من صراع وجودي ضدّ كيان غرسه الغرب في قلب العالم العربي والإسلامي إلى صراع مع إيران من منطلقات طائفية.
أصل المقال

المصدر : كتب: رشيد ولد بوسيافة
atyaf logo