هل ينجح الفيتو الأمريكي في شق الصف الفلسطيني مجدداً؟

الامم المتحدة
الامم المتحدة

في الوقت الذي توافقت الفصائل الفلسطينية في حوار مارس بالقاهرة، على إمكانية تشكيل قائمة وطنية تضم حركتي فتح وحماس والفصائل الأخرى، جاء الفيتو الأمريكي الاسرائيلي ضد التوافق الفلسطيني.

وفق ما سربته القناة12 الإسرائيلية فإن رئيس الشاباك نداف أرغمان التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحضور مسؤول أمريكي، الأسبوع الماضي، وحذراه من خوض الانتخابات أو تشكيل الحكومة بشكل مشترك مع حركة حماس.

وذلك يدعو للتساؤل حول قدرة الفلسطينيين على تجاوز هذا الفيتو، خاصة في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حركة "حماس"، المصنفة إسرائيليا وأمريكيا بأنها "إرهابية".

شاكر شبات المختص في الشأن الإسرائيلي، رأى في حديث خاص لـموقع "زوايا"، أن تصنيف دولة الاحتلال لحركة حماس على أنها منظمة إرهابية يجعل من الصعب عليها التعامل مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم حماس لاحقاً.

وأوضح أن المشهد الفلسطيني في هذه الحالة، يطابق ما حدث في لبنان حينما اعترفوا بكل الحكومة عدا حزب الله، ولا زال الموقف نفسه في ظل مساعي سعد الحريري تشكيل حكومة بعد قضية انفجار مرفأ بيروت.

السياسة الأمريكية تستهدف النظام السياسي الفلسطيني

وأكد شبات أن الائتلاف الحكومي الفلسطيني ما بعد الانتخابات التشريعية لن يروق لإسرائيل والولايات المتحدة.

وستبرز مشكلة في تسوية الحكومة وفق ما يعتقده شبات، خاصة أن المعطيات تقول إن الانتخابات الفلسطينية جاءت نتيجة ضغوطات من قبل الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن لتجديد الشرعيات الفلسطينية.

ويوضح: "الولايات المتحدة تريد انتخابات فلسطينية على مقاس سياستهم الخارجية وتقسيم الفلسطينيين بطريقة جديدة غير التقسيم الجغرافي ما بين قطاع غزة والضفة الغربية".

اقرأ أيضاً: عباس زكي لـ”زوايا”: مركزية فتح اتخذت قراراً بحل كافة قضايا غزة قبل الانتخابات

وتابع: "السياسية الأمريكية تستهدف النظام السياسي الفلسطيني، والشكل الذي يريدونه بقاء الانقسام في النظام والشعب الفلسطيني".

مشهد 2007 سيتكرر

في ذات السياق، أوضح مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن الموقف الأمريكي-الإسرائيلي يستند على فكرة أن حركة حماس لا زالت مصنفة "منظمة إرهابية".

ولا تزال حماس ترفض الاعتراف بشروط الرباعية الدولية الثلاثة، (الاعتراف بإسرائيل،  ونبذ العنف، والقبول بالاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير مع "إسرائيل" وعلى رأسها اتفاق "أوسلو").

وللخروج من هذا المأزق، نبه أبو سعدة في حديثه لموقع "زوايا"، إلى رسالة الرئيس عباس للولايات المتحدة، إن صحت وفق ما تم تسريبه، وجاء فيها أن كل الفصائل الفلسطينية موافقة على حل الدولتين والمقاومة الشعبية، ونبذ العنف.

لكن الأمريكان يطالبون حركة حماس بالخروج علنا ليعترفوا بـ"إسرائيل" ولينبذوا العنف أو ما يسمونه الإرهاب، وفق حديث أبو مخيمر، لذلك فإن رسالة الرئيس عباس ليست كافية للأمريكان.

ورأى أن الفيتو على القائمة المشتركة هو إسرائيلي بحت حتى الآن.

وشدد على أن تجاوز هذا الفيتو يكمن في قبول حركة حماس بشروط الرباعية التي ما زالت ترفضها، وما عدا ذلك سيكون الموقف الإسرائيلي رافض لشراكة فتح وحماس.

وسيكون مصير حكومة الوحدة الوطنية التي ستتمخض عن الانتخابات، نفس مصير حكومة 2007، التي شهدت تعاملا إسرائيليا مع وزراء حركة فتح وتجاهل وزراء حركة حماس.

الانتخابات الفلسطينية لا تروق للاحتلال الإسرائيلي

نظير مجلي المختص في الشأن الإسرائيلي، أكد في حديث لـ موقع "زوايا"،  أنه لا يوجد ارتياح لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي لإجراء الانتخابات الفلسطينية عموما.

ويرى أن الاحتلال يبحث عن حجة لإفشالها من خلال ورقة "حماس"، لأن النتائج أيا كانت ستفضي بشرعية متجددة للقيادة الفلسطينية في العالم.

وقال: "إذا كانت هناك شراكة بين حركتي حماس وفتح، فإنه لا يوجد مجال لاتهام الفلسطينيين بأنهم أصبحوا جزء من حماس التي ترفض بالاعتراف بإسرائيل".

وتابع: "حينئد سيُسحب البساط من تحت أقدام دولة الاحتلال، وسنرى قيادة شرعية تحظى باحترام العرب والعالم".

وأكد مجلي على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تريد الانتخابات الفلسطينية، لأنها مستفيدة من استمرار الانقسام الفلسطيني ومن عدم وجود انتخابات.

وأضاف، أن أي نتيجة عكسية للأمر تخربط حساباتها، لذلك يسعى الاحتلال لمنع هذه الانتخابات؛ لكنها لن تستطيع منعها بالقوة علناً، وستبحث عن طرق مختلفة لعرقلتها في القدس والتشويش عليها، وتهديد عدد من المرشحين.

أقرأ أيضاً: صالح رأفت يكشف لـ “زوايا” فصائل المنظمة تدرس تشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات

وأضاف "سيعلن الاحتلال أن القائمة المشتركة بين فتح وحماس، تعني أن فتح تسير في مسار حماس المرفوض دولياً وليس العكس، وهذا أمر غير واقعي".

ورأى أن ما تعمل عليه دولة الاحتلال هي محاولات لعرقلة الانتخابات، لكن لا يوجد "فيتو" إسرائيلي على الانتخابات، لأنها لا تستطيع أن تفرضها.

وتابع أن أمريكا لن تفرض فيتو أيضاً، لأنها تبحث عن طريقة لوجود شرعية فلسطينية وليس عكس ذلك.

بالرغم أن موقف الولايات المتحدة لا يزال يكتنفه الغموض، ولم يتبلور بعد بشكل واضح، لكن الموقف العام يشي بوجود تنسيق بين الحكومة الفلسطينية والإدارة الأمريكية في الخطوات المتبعة حول الانتخابات.

وحول قدرة دولة الاحتلال على منع القائمة المشتركة، أوضح مجلي، أنه لا يوجد أحد يستطيع منعها، أو منع أي إجراء انتخابي داخلي مسؤول عنه الفلسطينيون.

وأوضح أن دولة الاحتلال تحاول أن تعرقل هذه المسيرة الديمقراطية في حياة الفلسطينيين، لأنها لا تريد أن ترى الفلسطينيين موحدين وتغلبوا على الانقسام.

وقال: "لا يريد الاحتلال أن يرى شرعية فلسطينية موحدة لدولة ديمقراطية".

وشدد على ضرورة تحصين الفلسطينيين أنفسهم من خلال الجدية في التوجه للانتخابات.

وأن يكونوا صادقين في أن تكون الانتخابات ديمقراطية حرة، لأن هذه الانتخابات ستكون شهادة مهمة للشعب وللقيادة لتحظى بالاحترام والمساندة في معركة التحرر من الاحتلال.

يشار إلى أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، أكد في حوار لـ "زوايا"، أن الرئيس محمود عباس، تعرض لضغط إسرائيلي من شأنه وقف الانتخابات.

وكان الرد على الطلب الإسرائيلي من قبل الرئيس عباس: "قلت لترامب لا، ولنتياهو ألف لا"، كما جاء على لسان زكي.

المصدر : غزة - خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo