بالفيديو (فيديوجراف).. حركة "فتح" تاريخ من الانشقاقات في أوقات حرجة

حركة فتح
حركة فتح

"حركة فتح" تاريخ من الانشقاقات في أوقات حرجة حيث عانت الحركة منذ انطلاقتها عام 1965 عدة إشكاليات وتحولات في مسيرتها الطويلة، جراء تركيبتها الفسيفسائية التي فتحت أبوابها للجميع، كحركة تحرر وطني.

لم تتمتع فتح بأيديولوجيات ثابتة كالحركات اليسارية والإسلامية الأخرى، فضمت العلمانيين واليساريين والقوميين والإخوانيين.

 

كانت هذه التركيبة مصدر قوة للحركة ومدا سريعا لها، قبل أن تتحول إلى مصدرٍ للأزمات والانقسامات السياسية والفكرية، وفق دراسة بعنوان "حركة فتح الإشكاليات والتحديات".

خلفية الانشقاقات

تنوعت أسباب الانشقاقات في صفوف حركة فتح قبل قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، وما بعدها.

جل الانشقاقات كانت بسبب خلافات في وجهات النظر مع القيادة العليا للحركة بقيادة ياسر عرفات، نظراً لعدم وجود أيديولوجيا محددة للحركة، خاصة بعد اتفاق اعلان المبادئ (أوسلو) وإدخال خيار الحل السلمي من أجل تحرير فلسطين إلى جانب خيار الكفاح المسلح.

انشقاق صبري البنا (أبو نضال)

وبعد تسعة أعوام من تشكيل حركة فتح الأم، وتحديداً في العام 1974م انشق مسؤول حركة فتح في العراق، صبري خليل البنا (أبو نضال) مؤسساً (حركة فتح/ المجلس الثوري)، وعرفت باسم منظمة "أبي نضال".

حيث كان البنا إبان فترة السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، في أوج قوته، وجاء انشقاقه بعد عام من فصله من الحركة وتحديداً في مارس 1974م، من قبل رئيسها ياسر عرفات، على خلفية خطف منظمة أبي نضال طائرة KLM، مستخدمة اسم منظمة الشباب القومي العربي.

وكان الهدف من وراء هذه العملية هو البعث بإشارة لحركة فتح بعدم إرسال ممثلين إلى أي مؤتمر للسلام، وأصبح الخلاف بين الحركتين، وبين الشخصيتين، خلافًا تامًا.

وبعد ستة أشهر، من قرار فصله، حكمت حركة فتح بإعدام "أبي نضال" غيابيًا بسبب محاولته اغتيال محمود عباس.

الحركة الاشتراكية الشعبية العربية

وفي العام 1977 انشق عضو المجلس الثوري لحركة فتح، والأمين العام لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ناجي علوش، عن حركة فتح وانضم إلى تنظيم فتح/ المجلس الثوري (منظمة أبي نضال)، لكنه ما لبث أن غادر صفوف التنظيم الأخير معلناً تشكيل حزب الحركة الاشتراكية الشعبية العربية.

ويعتبر ناجي علوش من المفكرين القوميين في صفوف حركة فتح، ومن ذوي الجذور البعثية، ويمتلك رؤية خاصة وموقفاً متماسكاً في تحليل الواقع العربي والفلسطيني. وعملياً بقي التنظيم الذي أنشأه محدوداً في انتشاره ونفوذه الشعبي.

حركة فتح/ مسيرة التصحيح

وفي العام 1980 انشقت مجموعة من الأفراد عن حركة فتح الأم بقيادة المرحوم عبد الكريم حمدي (أبو سائد) الذي كان يعمل في الأطر الأمنية المحيطة بالشهيد صلاح خلف.

ولم يلبث هذا التنظيم أن تلاشى تلقائياً بعد فترة وجيزة من الزمن.

المجلس الثوري/ الطوارئ

اسم أطلق على المجموعة التي خرجت من جسم حركة فتح/ المجلس الثوري (منظمة أبي نضال)، في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي في لبنان بشكل رئيسي، بقيادة باسل الذي حمل لقب قائد جيش الشعب.

حركة فتح/ الانتفاضة 1983

وفي العام مايو 1983 انشقت مجموعة جديدة من قيادات حركة فتح، لمساندة حركة الاحتجاج التي نشأت داخل صفوف حركة فتح في البقاع اللبناني، وفي المواقع الفلسطينية الفتحاوية.

ومن حينها نشأ تنظيم حركة فتح/ الانتفاضة، بقيادة: المرحوم نمر صالح (أبو صالح) وعدد من قيادات الحركة، وأعلن بأن ما يجري داخل فتح يعبر عن معارضة.

اقرأ أيضا: صحيفة بريطانية: الفلسطينيون يستحقون قيادة أفضل من فتح وحماس

ويعود الانشقاق إلى الاختلاف مع القيادة الرسمية للحركة في تقييم مرحلة ما بعد بيروت وفي مسألة "محاسبة المقصرين في الحرب" الذين غادروا مواقعهم في اليوم الأول من بدء القتال وعملية الاجتياح الإسرائيلي في يونيو 1982.

و"الغموض" الذي أحاط باستشهاد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس غرفة العمليات في الثورة الفلسطينية الشهيد اللواء سعد صايل سلمان في كمين مدبر في سهل البقاع بعد فترة وجيزة من الخروج الفلسطيني المسلح من بيروت في 27/ 9/ 1982.

تيار محمد دحلان

وفي يونيو 2011، قررت اللجنة المركزية لحركة فتح، فصل عضو اللجنة المركزية محمد شاكر دحلان، الذي يقيم في دولة الإمارات منذ ذلك التاريخ.

وقام دحلان على خلفية القرار بتشكيل ما أسماه "التيار الإصلاحي الديمقراطي" لحركة فتح، ويديره من مقر إقامته، وانضم إليه عدد من القيادات البارزين في الحركة.

ومارست السلطة الفلسطينية بحق المنتمين لهذا التيار الفصل من الحركة، وفصلهم من وظائفهم وقطع رواتبهم، وقام دحلان بتغطية رواتب كل المنتمين له.

ويدعي تيار دحلان أنه حالة إصلاحية لحركة فتح، داعيا إلى وحدة الحركة وخوض الانتخابات القادمة بقائمة موحدة.

وأدى رفض الرئيس محمود عباس للتصالح مع دحلان، إلى سعي الأخير لتشكيل قائمة باسمه "التيار الديمقراطي"، ما يشكل تحدياً للحركة الأم في حصد الأغلبية في المجلس التشريعي أمام حركة حماس التي تتمتع بأغلبية منذ الانتخابات الماضية التي جرت عام 2006.

الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني

وفي مارس 2021، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة، ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، عن تشكيل الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني لخوض الانتخابات التشريعية القادمة المقررة في 22 مايو 2021، بشكل مخالف لقرار اللجنة المركزية التي أجمعت على خوض الانتخابات بقائمة موحدة، وأنها ستتخذ إجراءات بحق أي شخص من التنظيم يخالف القرار.

اقراأ أيضاً: “زوايا” تكشف خفايا المصالحة بين عباس ودحلان

وبعد فشل المباحثات بين اللجنة المركزية للحركة برئاسة محمود عباس، وأعضاء اللجنة المركزية، عن ثنيه عن مخالفة قرار الحركة، أصدرت اللجنة المركزية في 11 مارس قراراً بفصله نهائياً من حركة فتح.

 

قرار فصل ناصر القدوة

وبالعودة لتاريخ الانشقاقات في حركة فتح، ورغم الخسائر التي منيت بها الحركة الأم، إلا أنها ما زالت قائمة وتتمتع بنفوذ رئاسة السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية وتسعى لتوحيد صفوفها للمحافظة على هذا الواقع.

وفيما ذاب المنشقون ولم يعد لهم حضور باستثناء "التيار الإصلاحي" الذي يقوده دحلان، و"التيار الديمقراطي" الذي يقوده القدوة، اللذان لم يعرف مصيرهما بعد.

المصدر : زوايا - خاص

مواضيع ذات صلة

atyaf logo